«فولكسفاغن» ترفع حجم طاقتها الإنتاجية في روسيا وتبني مصنعا جديدا للمحركات بضواحي موسكو

بينما تتحدث تقارير عن تباطؤ إنتاج «فورد» فيها

TT

تتجه روسيا، التي تعمل جاهدة على تحديث صناعتها المحلية من السيارات، إلى زيادة اعتمادها في هذا المجال على شركة «فولكسفاغن» الألمانية.

والجدير بالذكر أن الحكومة الروسية تحرص على تحديث صناعة السيارات المتخلفة وتعتمد على مشروعات مشتركة مع شركات تصنيع السيارات الأجنبية لنقل التكنولوجيا إليها، بينها «فولكسفاغن» الألمانية و«فورد» الأميركية. إلا أن المشروع الأميركي - الروسي المشترك، والمعروف باسم شركة «فورد سولرز»، أظهر، مع نهاية عام 2012، أنه يواجه بعض المصاعب؛ فبينما أعلن متحدث باسم المشروع أن شركة «فورد سولرز» قررت وقف الإنتاج في مصنعها قرب سان بطرسبرغ من 24 ديسمبر (كانون الأول) إلى مطلع عام 2013، على أن يستأنف المصنع عملياته الإنتاجية في التاسع من يناير (كانون الثاني) 2013 - أشارت بعض المصادر الروسية إلى أن تعليق الإنتاج يعكس ضعف الطلب على سيارات «فورد» في السوق الروسية - واحدة من كبرى أسواق السيارات في العالم.

وينتج المصنع الكائن في فسفولوزهسك، بمنطقة لينينغراد، الذي افتتح في صيف عام 2002 سيارات فورد «فوكاس» و«مونديو»، ويوظف نحو 2700 عامل.

كانت الشركة أوقفت على فترات العمل في المصنع خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 وسط تقارير أفادت بأنه تم تعليق عمليات تجميع سيارة «فورد مونديو» بسبب نقص المكونات.

وفي حين تبلغ طاقة المصنع الإنتاجية 125 ألف سيارة في السنة، لم ينتج أكثر من 99 ألف سيارة عام 2011، ومن المتوقع أن يكون إنتاجه عام 2012 قد بلغ 119 ألف سيارة.

وبالمقابل، يزداد تعاون روسيا مع شركة «فولكسفاغن» الألمانية توثقا وسط نمو متواصل لمبيعات السيارات في السوق الروسية. وقد دفع هذا النمو الكبير للمبيعات شركة «فولكسفاغن» إلى زيادة الطاقة الإنتاجية في مصنعها في نيجني نوفجورود (450 كيلومترا شرق موسكو) الذي تصنع فيه طرازاتها التي تحمل علامة «سكودا» في مشروع مشترك مع شركة صناعة السيارات الروسية «جاز».

واستنادا إلى تصريح لرئيس «سكودا»، وينفريد فاهلاند، فإن من المقرر أن ينتج المصنع، ما يصل إلى 140 ألف سيارة سنويا.

وقد باعت «فولكسفاغن» 2.75 مليون سيارة في روسيا عام 2012؛ أي بزيادة تقدر بنحو 13% عن عام 2011. وأفادت رابطة الشركات الأوروبية في روسيا بأن شركة «فولكسفاغن» عززت مبيعاتها في روسيا خلال العام الماضي، وتحديدا في الفترة الممتدة من يناير إلى أكتوبر (تشرين أول) 2012، بنسبة 46% مقارنة بمبيعات الفترة نفسها من عام 2011.

وكانت« فولكسفاغن» قد فتحت أول مصنع لها في روسيا عام 2007 في كالوغا (على بعد 170 كلم جنوب موسكو)، حيث يتم تجميع سيارتي «سكودا»و«أوكتافيا» الشعبيتين.

وتخطط «فولكسفاغن» لاستثمار 840 مليون يورو (1.1 مليار دولار) إضافية في منشآتها في روسيا.

أما أبرز استثماراتها الراهنة في روسيا، فهو مصنع جديد للمحركات تصل تكلفة بنائه إلى 250 مليون يورو (نحو 325 مليون دولار) وتم تشييده خارج العاصمة الروسية لتغذية سوق السيارات المزدهرة فيها.

وتخطط «فولكسفاغن» لإنتاج 150 ألف محرك في المصنع الجديد الذي تبنيه على مساحة 30 ألف متر مربع بالقرب من مصنعها الأول في كالوغا. ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج اعتبارا من عام 2015.

وكانت شركة «فولكسفاغن» قد كشفت في ديسمبر الماضي عن خطة استثمارية على المستوى العالمي تصل قيمتها إلى 50.2 مليار يورو (64.7 مليار دولار)، متعهدة بتطبيقها خلال السنوات الثلاث المقبلة. وهذا الاستثمار يعادل حجمه نحو أربعة أمثال أرباح تشغيل الشركة التي بلغت 11.3 مليار يورو عام 2011.

ويأتي الإعلان عن هذا الاستثمار العالمي في إطار جهود «فولكسفاغن» لإزاحة شركة «تويوتا» اليابانية عن موقع المنتج العالمي الأول للسيارات واحتلال هذا الموقع بجدارة واستحقاق.