مستقبل السيارة الكهربائية.. بين تحفظ الألمان وترحيب الأميركيين

في حين تتهيأ «تويوتا» و«بي إم دبليو» لعصر سيارات خلايا الوقود

فيات«500 إي».. السيارة الكهربائية الأكفأ في الولايات المتحدة
TT

قد تكون المفارقة الأبرز في تفاوت نظرة الألمان عن نظرة الأميركيين إلى مستقبل السيارة الكهربائية أن الدولة الأكثر اعتمادا على الوقود المستورد من الخارج (أي ألمانيا) هي الجهة الأقل تفاؤلا باحتمال شيوع استعمال السيارة الكهربائية في السنوات القليلة المقبلة. استنادا إلى الخبراء الألمان، لن تبلغ حصة السيارات العاملة بالكهرباء من السوق العالمية أكثر من 1.8 في المائة، أي ما يعادل 54 ألفا من بين كل 3 ملايين سيارة، حسب إحصاءات التقرير. وهذا التوقع يشكل نكسة لتطلعات الحكومة الألمانية التي تخطط لأن يصل عدد السيارات الكهربائية المستخدمة على الطرق الألمانية إلى مليون سيارة بحلول 2020.

ولكن الخبراء توقعوا، على المدى الأبعد، أن تحدث قفزة في مبيعات السيارات الكهربائية بحيث يرتفع نصيبها في السوق إلى 6.4 في المائة بحلول عام 2030. وبحلول هذا التاريخ سيبلغ حصة السيارات الهجين التي تستخدم البنزين أو محركات الديزل إلى جانب محركات كهربائية وبطاريات 9.2 في المائة من السوق.

يتناقض الاعتقاد الألماني بأن السيارات الكهربائية لن تستأثر بمبيعات يعتد بها خلال الـ3 إلى 5 سنوات المقبلة مع القناعة الأميركية بأن مبيعات هذه السيارات مقبلة على ازدهار سريع يحفزه تنامي حس الحفاظ على البيئة في أوساط أعداد متزايدة من الأميركيين، وخاصة المقتدرين منهم.

وفي أحدث نشاط تشجيعي للسيارات الكهربائية، نشرت الوكالة الأميركية لحماية البيئة تقييما لأداء السيارة الكهربائية «500 إي» التي تنتجها شركة «فيات» الإيطالية للسيارات، التي تعمل داخل المدن وعلى الطرق السريعة. وذكرت الوكالة أن هذه السيارة تقطع مسافة 116 ميلا لكل غالون بنزين، علما بأن معدل المسافة المقطوعة في الغالون الواحد من البنزين هو أحد معايير القياس العملي التي تعتمدها الوكالة الأميركية لحماية البيئة في تقييم كفاءة السيارات الكهربائية.

وهذا التقييم يجعل «فيات - 500 إي» أكفأ السيارات الكهربائية الأوروبية المطروحة للبيع في السوق الأميركية من حيث استهلاك الطاقة.

يذكر أن السيارة «فيات - 500 إي»، التي استندت في تصميمها إلى نسخة من عربة الأطفال الفخمة التي تعمل بالبنزين، ظهرت لأول مرة في معرض لوس أنجليس للسيارات عام 2012. وستطرح للبيع في الربع الثاني من هذا العام في ولاية كاليفورنيا التي تولي اهتماما كبيرا بالبيئة.

ولكن إذا كان التنافس يشتد اليوم بين السيارات العاملة بالوقود والسيارات الكهربائية، فإن شركتي «تويوتا» اليابانية و«بي إم دبليو» الألمانية ترى المستقبل خارج إطار هذا التنافس، الأمر الذي يعكسه اتفاق الشركتين على توحيد جهودهما لتطوير أنظمة خلايا الوقود للسيارات بشكل مشترك، حسبما أعلنت الشركتان.

وتعمل سيارات خلايا الوقود من خلال تفاعل كيميائي بين الهيدروجين والأوكسجين.

وقالت الشركتان، في بيان، إنهما ستتعاونان أيضا على تطوير تصميم ومكونات سيارة رياضية وتكنولوجيات خفيفة الوزن وبطاريات الليثيوم الهوائية. وكانت الشركتان قد وافقتا في ديسمبر (كانون الأول) 2011، على إقامة تعاون على المدى المتوسط والبعيد لتطوير الجيل المقبل من السيارات والتكنولوجيات الصديقة للبيئة.

وكجزء من الاتفاق، تقوم مجموعة بي إم دبليو بتوريد محركات الديزل لشركة «تويوتا» في أوروبا.