«إي ـ 20».. سبق هندي في مجال إنتاج سيارة تعمل بنظام شحن بالطاقة الشمسية

تستهلك بطاقة نظيفة ومجانية على مدى عمرها

سيارة «إي - 20».. سبق هندي
TT

هل فكرت يوما أن بإمكانك امتلاك سيارة من دون الحاجة لدفع تكلفة الوقود؟

هذا ليس عرضا تقدمه إحدى شركات السيارات. ولكن في تغيير جذري لتقنية طاقة السيارات المعروفة منذ 120 عاما، أطلقت شركة هندية أول سيارة «ذكية» مزودة بنظام شحن بالطاقة الشمسية، حيث أطلقت مجموعة «ماهيندرا ريفا» للسيارات السيارة «إي - 20»، وهي سيارة كهربائية مدمجة لها بابان تتسع لشخصين بالغين في جزئها الأمامي وطفلين في الخلفي. ومن بين خصائص السيارة نظام تكييف هواء ومقود يعمل بقوة المحرك ونظام موسيقى ومنفذ طاقة. غير أن التطور الآخر اللافت هو شكلها، إذ تبدو السيارة «إي - 20» - التي صممها مصمم السيارات الهندي المعروف ديليب تشابريا - مواكبة لتكنولوجيا المستقبل، فالسيارة تدفع بمحرك كهربائي تتيح له بطاريات الليثيوم أيون التي تبلغ قوتها 48 فولتا لتسجيل سرعة تصل إلى 150 كلم في الساعة والقدرة على قطع مسافة 160 كلم بكل شحنة للبطاريات.

ويستغرق شحن البطاريات بالكامل ثماني ساعات. إلا أنه يمكن إخضاعها لعملية شحن سريعة في مدة أقل، لكن الشحن الكامل يعطي مسافة أطول لسير السيارة، كما يمكن تدعيم طراز الهاتش باك من خلال تكنولوجيا «صان 2 كار» الشمسية التي تستمد الطاقة من ضوء الشمس.

وبهدف تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الطاقة الشمسية صممت «ماهيندرا ريفا» وحدة شحن خاصة تحمل اسم «صان 2 كار» لتمد السيارة بطاقة مجانية ونظيفة على مدى عمرها، مما يجعلها حلا اقتصاديا جدا. وتتيح تقنية «كار 2 هوم» استخدام الطاقة المولدة من السيارة في إمداد المنازل بالطاقة أيضا.

وعلى الرغم من أن الهند شهدت إنتاج سيارتها الكهربائية الأولى والوحيدة عام 2001، فإن ذلك لم يكن بمثابة نجاح ساحق. وتعتبر سيارة «إي - 20» الجديدة بمثابة مشروع مشترك بين «ماهيندرا» و«ريفا»، تستفيد فيه «ماهيندرا» من خبرة «ريفا» الواسعة في قطاع السيارات الكهربائية.

تطرح سيارة «إي - 20» بثلاثة خيارات للبطاريات، صغيرة ومتوسطة وضخمة. ويتم تصنيع السيارة في أول منشأة لصناعة السيارات مصنفة بمستوى البلاتين في مدينة بنغالور الهندية التي تنتج 30 ألف سيارة سنويا. وهي تفصل ملكية السيارة بشكل دائم عن تكاليف الوقود. بالطبع تملك السيارة مزايا إضافية فالطاقة الشمسية نظيفة لا تصدر أي انبعاثات مضرة بالبيئة. وسيارة «إي - 20» ذكية أيضا، إذ إنها مزودة بهاتف جوال يستخدم لأجل إتمام الشحن الذكي وأزرار لضبط الصوت إلكترونيا، إضافة إلى العديد من الوظائف الجديدة الأخرى. مصممو سيارة «إي - 20»، الذين أمضوا خمس سنوات في إعداد مخطط للسيارة ونظامها البيئي، قرروا أن يكونوا واقعيين فزودوا السيارة بحل برمجي يحمل اسم «كار 2 هوم»، حيث يستطيع لوح شمسي قياسه 3x3 متر مثبت في السيارة أن يشحن محولا كهربائيا يمكن استخدامه في إمداد المنازل بالطاقة.

تقل تكلفة اللوح الشمسي عن 100 ألف روبية، وهو المبلغ الذي تقدر شركة «ماهيندرا» أنه سيكون مقاربا لتكلفة الوقود السنوية في السيارات العادية. ولكن المفترض أن تعمل الألواح لمدة 30 عاما.

بالنسبة للهند، التي كانت تتعرض لانتقادات متزايدة بسبب افتقارها لابتكارات متقدمة تقنيا فضلا عن سمعتها الضعيفة في مجال التصنيع، تجسد السيارة «إي - 20» قفزة نوعية استثنائية في الصناعة الهندية، فقد تم تصميم السيارة بالكامل في الهند عبر استخدام 30 براءة اختراع عمدت «ماهيندرا ريفا» إلى تسجيلها على المستوى العالمي.

لا يوجد في «إي - 20» أي مرشحات زيت أو شبكة تبريد هواء أو أي أجهزة تحتاج إلى تبديل. الكلفة الوحيدة التي يتحملها مالك السيارة هي كلفة استبدال البطاريات بعد بضع سنوات من الاستخدام ووفقا لمدى الاستخدام ونمط إعادة الشحن. وتتحكم في السيارة 10 أجهزة كومبيوتر مركبة على لوحتها الأمامية مرتبطة بجهاز خدمة مركزي، مما يوحي ببدء حقبة السيارات الذكية. ولا تصدر السيارة أي ضجيج نظرا لعدم وجود مكابس بها أو أجزاء ميكانيكية مثل الكابلات القابضة أو التروس. ولأنها لا تملك قوة كبيرة فهي مناسبة للاستخدام في المدن. والسيارة مزودة أيضا بنظام كبح متطور يحافظ على الكهرباء ويعيد إنتاجها ويعزز متطلبات السلامة، بينما تحتوي لوحة أجهزة القياس على عدد من العناصر الجديدة مثل كاميرا خلفية وخرائط مدمجة. نحو 75 في المائة من المواد المستخدمة في هذه السيارة لم يسبق أن استخدمت من قبل في سيارة أخرى. ولا تحتاج السيارة إلى صيانة إلا في حالات الضرورة القصوى. وفي حالة نفاد الوقود من السيارة، يمكن لنص بسيط يرسل إلى منصة المساعدة أن يزودها، عن بعد، بشحنة كهربائية إضافية من مستوى أعمق داخل البطارية.

مشكلة السيارة الوحيدة لا تزال المسافة التي تقطعها، إذ إن بإمكانها السير 100 كلم بشحنة واحدة على ألا تتعدى سرعتها 85 كلم/ الساعة. وتعتبر هذه المسافة كافية بالنسبة للكثيرين في الهند لإنجاز أعمالهم اليومية بحيث تمكنهم من الذهاب إلى العمل وإيصال أبنائهم إلى المدرسة وربما التسوق على الطريق، لكنها ليست كافية للانتقال من مدينة إلى أخرى.

ومصدر القلق الثاني هو البنية التحتية، فخلافا لبعض المدن الكبرى لم تزود مرائب إيقاف السيارات في الهند، بعد، بنقاط شحن لبطارياتها. ربما يجد المشترون صعوبة في شحن هذه السيارات في منازلهم بسبب عدم توفر مصادر للكهرباء في أماكن صف السيارة.

وسوف تطرح شركة «ماهيندرا» الموديل الجديد من السيارة في الأسواق في معارض الشركة ببنغالور ومومباي ودلهي.

وتمهيدا لتسويق السيارة، أقامت «ماهيندرا» نحو 100 محطة شحن في دلهي وبنغالور، وتخطط لإنشاء 500 محطة أخرى خلال العامين المقبلين. وأجلت شركة «ماهيندرا» إطلاق الموديل انتظارا لمعرفة ما إذا كانت الحكومة الهندية سوف تقدم لمشتري السيارة الكهربائية إعفاءات ضريبية أم لا. ورغم أن ذلك لم يرد في ميزانية 2013-2014، مضت الشركة قدما في الإنتاج وقررت استهداف بيع 30 ألف سيارة بحلول عام 2015-2016 على أن تشمل الصادرات 50 في المائة من هذا العدد.