المدير الإقليمي لشركة «ماكلارين» البريطانية: إنتاجنا العالمي لن يزيد على 375 سيارة فقط

مارك هاريسون: هدفنا المحافظة على ندرة علامتنا التجارية

TT

علق المدير الإقليمي لشركة «ماكلارين» مارك هاريسون على أول ظهور علني للجمهور لسيارة «ماكلارين» السوبر «بي 1» في معرض جنيف الدولي للسيارات، بالقول إن الأغلبية الساحقة من الكمية المتاحة لمنطقة الشرق الأوسط تم التعاقد عليها بالفعل بعد أن أرسلت الشركة سيارة واحدة للعرض في أرجاء المنطقة. وأضاف هاريسون أن مجموع الإنتاج العالمي من هذه السيارة لن يزيد على 375 سيارة، وهو نصف عدد من أبدوا اهتماما بالنموذج الأول منها في معرض باريس الأخير للسيارات في سبتمبر (أيلول) عام 2012. وهو يعتقد أن هذا العدد سوف يضمن ندرة السيارة بحيث تكون مشاهدتها في أي مكان حدثا في حد ذاته.

وكشفت الشركة عن أحدث طراز لها، أطلقت عليه اسم «بي 1» (P1) في معرض جنيف لهذا العام، وهي سيارة تجمع أحدث تقنيات الصناعة وتنطلق بنظام هايبرد جديد من نوعه. وتحقق السيارة انطلاقا إلى سرعة مائة كيلومتر في أقل من ثلاث ثوان. وقال هاريسون إن السيارة «ذات قدرات فائقة وأكثر فعالية ديناميكية وأفضل سيارة رياضية تصنع في بريطانيا». وتصل سرعة السيارة القصوى إلى 350 كيلومترا في الساعة، وهي سرعة محددة إلكترونيا.

ويصل ثمن السيارة الواحدة إلى 866 ألف إسترليني (1.3 مليون دولار)، ما يجعلها واحدة من أغلى السيارات الرياضية في العالم. وسوف تكون حصة المنطقة العربية 10 في المائة من الإنتاج أو 37 سيارة فقط، وفقا لمدير التسويق الإقليمي توم برايور. وتشير بعض مصادر السوق من خارج شركة «ماكلارين» إلى أن حصة المنطقة من هذه السيارات بيعت بالكامل.

وتعمل «بي 1» بنظام هايبرد يتكون من محرك سعته 3.8 لتر بثماني أسطوانات مع شاحن مزدوج ونظام دفع كهربائي. ويوفر النظامان معا قدرة إجمالية تصل إلى 916 حصانا، وعزم دوران يصل إلى 900 نيوتن متر. وهي مزودة بالكثير من تقنيات «فورميولا - 1» ولا تبث أكثر من 200 غرام من عادم الكربون لكل كيلومتر تقطعه.

ويعتمد تصميم هذه السيارة على تحقيق عدة عناصر مثل النسبة الأعلى من الانسيابية والتبريد المتفوق لمكوناتها وأيضا تعزيز قوة الجاذبية الضاغطة عليها من أعلى لأسفل لتثبيتها في المناورات على سرعات عالية. وحققت الشركة ذلك بتصميم على الكومبيوتر شمل ممرات سفلية للرياح تحت السيارة وفتحات أمامية وجانبية يمكن التحكم فيها إلكترونيا للتبريد وفقا لسرعة السيارة، وشمل أيضا جناحا خلفيا يرتفع على سرعات عالية لتثبيت السيارة أثناء الانطلاق.

ويتميز التصميم أيضا بفتحات جانبية كبيرة مخصصة لتبريد المحرك في موقعه المتوسط في السيارة. وتحتوي السيارة على ثلاثة مبردات لغرض خفض حرارة المحرك أثناء التشغيل. وأضافت الشركة فتحة تبريد جانبية إضافية أعلى البابين من أجل سحب هواء نظيف إلى المحرك أثناء السباقات على المضمار. وهي تحمل مكابح قرصية مهواة عالية الكفاءة.

وكان هدف مشروع «بي 1» إنتاج سيارة غاية في الإثارة والتقدم التقني. واعتمد تصميم السيارة على خبرة خمسة عقود في مجال تطوير سباق السيارات، ولذلك قضت السيارة فترات طويلة في اختبارات أنفاق الرياح من أجل تحقيق أكبر نسبة كفاءة انسيابية. وهي مبنية حول السائق، مثل كل سيارات «ماكلارين». ويتمتع السائق بهذه السيارة على كل السرعات مهما كانت قدرات القيادة لديه. ولكنها بالتأكيد تضع السائق المتخصص في اعتبارها نظرا لارتفاع نسبة من يتوجهون إلى السباق بسياراتهم الخاصة في المناسبات المختلفة. ووضعت الشركة كل إمكانياتها في سيارة يمكن قيادتها على المضمار ثم العودة بها على الشوارع العامة براحة تامة.

وفي المقصورة الداخلية، يأتي التصميم في صيغة مبسطة بحيث يتم التركيز على احتياجات السائق ويحول دون حرف انتباهه عن الطريق. وتقول الشركة إن مقصورة السيارة تشبه قمرة الطائرات المقاتلة بغطاء زجاجي علوي ومساحات رؤية بزوايا منفرجة. وتوفر الشركة الحد الأدنى من المفاتيح داخل السيارة وتلتزم أيضا بخفض الوزن في مكونات المقصورة.

ومع ذلك تحتوي السيارة على بعض لمسات الفخامة مثل التكييف والملاحة الإلكترونية ونظام موسيقى متفوق الجودة. وتعتمد السيارة في الكثير من مكوناتها على المواد الكربونية سواء في التصميم الخارجي أو مكونات التصميم الداخلي التي تشمل المقاعد ولوحة القيادة. وتوفر المواد الكربونية الصلابة اللازمة مع خفة الوزن المطلوبة.

وكانت «الشرق الأوسط» قد زارت مصنع «ماكلارين» في منطقة ووكنغ، جنوب لندن، قبل معرض جنيف، وهو يسمى «مركز ماكلارين للتكنولوجيا»، وشاهدت أحدث أساليب الصناعة في المصنع المصمم على شكل دائرة كاملة ويحتوي على بحيرة صناعية. وينقسم الجهد في المصنع بين سيارات فريق «ماكلارين» المشارك في سباقات «فورميولا – 1» وسيارات «ماكلارين» الرياضية. وتصنع كل مكونات السيارة يدويا كما تمتلك الشركة نفق رياح خاصا بها. ويعتبر المصنع من نماذج المنشآت البيئية التي توفر في استهلاك الطاقة من ناحية، وتعيد تدوير المواد بحيث لا يكون لها انعكاسات ضارة على البيئة من ناحية أخرى. وهو يتميز بنظافة الأرجاء وكأنه معمل طبي، ويعمل به أكثر من ألف عامل وفني.

هذا، ولم يبدأ بعد خط إنتاج السيارة الجديدة «بي 1»، التي ستباشر الشركة بصنعها قريبا بحيث يبدأ تسليمها قبل نهاية العام الحالي. وكانت الشركة قد عرضت السيارة في البحرين والإمارات، كما عرضتها في معرض قطر الأخير للسيارات.