«فولفو» تعاني من تداعيات الهوية السويدية الضائعة والتوجه الصيني لتطوير سيارة محلية للأسواق الأوروبية

TT

يوم أنهت شركة «فورد» الأميركية، عام 2010 معاملات بيع شركة «فولفو» السويدية – التي كانت تملكها – إلى شركة «جيلي» الصينية، وفي ما بدا آنذاك بمثابة رد غير مباشر على استهجان الكثير من محبي السيارة السويدية لهذه الصفقة، أعلن متحدث باسم الشركة الأميركية أن «جيلي» الصينية هي أفضل مشتر لـ«فولفو».

وبدوره أعلن المسؤول عن شركة «فولفو» الصينية أن شركته ستجعل «فولفو» تستعيد تألقها السابق.

وفي عام 2012 الماضي، أي بعد سنتين من استحواذ «جيلي» الصينية على «فولفو»، أعلنت الحكومة الصينية أنها ستعمد إلى شراء السيارات الصينية لاستعمال مسؤوليها ودوائرها، بدل السيارات الأجنبية.

مع ذلك شهدت مبيعات «فولفو» عام 2012 الماضي تراجعا كبيرا في سوق الصين، ففيما باعت أودي الألمانية 405.838 سيارة، أي بزيادة مقدارها 29.6 في المائة عن عام 2011، و«بي إم دبليو» 326.444 سيارة، أي بزيادة نسبتها 40.4 في المائة عن العام الأسبق، و«مرسيدس بينز» 196.211 سيارة، أي بزيادة نسبتها 1.5 في المائة لم تتجاوز مبيعات «فولفو» في الصين الـ41.989 سيارة أي بتراجع نسبته (10.9 –) عن مبيعات 2011.

محاولات الصين المتواصلة لتسويق سيارة تنافس، عالميا، السيارات الأميركية والأوروبية واليابانية وغير الموفقة. وفيما كان من المتوقع أن تشكل «فولفو» الصينية رأس حربة السيارات الصينية الصنع القادرة على المنافسة في الأسواق العالمية، ارتأت صناعة السيارات الصينية المنافسة بغيرها. وهذا ما كشفه في معرض جنيف لهذا العام مصمم السيارات الألماني المولد: غيرت فولكر هيلدبراند، الذي يعمل بشركة السيارات الصينية الناشئة «كوروس» في ترويجه لسيارة صالون صينية جديدة معد للأسواق الأوروبية بقوله إن هذه السيارة ستروق لهواة سيارات الـ«فولفو» ومنافستها «ساب» التي انتهي العمل بطرازها.

وقال هيلدبراند إن سائقي السيارات السويدية سيقدرون قيمة سيارة «كوروس» الثابتة ذات الطابع المميز والتي قال إنها تشبه إلى حد كبير الجيل السابع من سيارات «فولكس فاغن». يأتي هذا التوجه على خلفية خبر استقالة رئيس مجلس إدارة شركة السيارات الرياضية الكهربائية الأميركية فيسكر أوتوموتيف، هنريك فيسكر، الذي قال إن سببه خلافات نشأت في المفاوضات الحالية مع شركة «جيلي» الصينية لصناعة السيارات التي تمتلك شركة «فولفو كارز» بشأن خطط إنتاج سيارة صالون كهربائية منخفضة التكلفة، ما قد يفسر التوجه الصيني إلى تفضيل تطوير سيارة «كورس» على المنافسة بسيارة «فولفو».

وسيارة «كوروس» هي أحدث سيارة معدة لمنافسة السيارات الغربية تنتجها الصين. وشركة «كوروس» التي تأسست في عام 2007 هي مشروع مشترك بين شركة «شيري» للسيارات المملوكة من دولة الصين ومؤسسة إسرائيلية القابضة. وقد بدأ المصنع الصيني في إنتاج السيارة بهدف الوصول إلى إنتاج 150 ألف سيارة سنويا.

وكانت محاولات سابقة لإطلاق سيارة صينية الصنع في أوروبا في مواجهة منافسة محلية شرسة قد باءت بالفشل الذريع.

وفي عام 2005 فشلت سيارة «إس يو في لاند ويند» التي صنعها جيانغ لينغ في اجتياز اختبارات التصادم الأوروبية فشلا ذريعا وقال نادي السيارات الألماني «آيه دي آيه سي» - أكبر أندية السيارات في أوروبا - إن سيارة «لاند ويند» قدمت «أسوأ مجموعة من النتائج على الإطلاق» في اختبارات محاكاة التصادم الصارمة. وآنذاك قال تقرير لنادي السيارات الألماني إنه في اختبار التصادم وجها لوجه بسرعة 64 كلم / ساعة انعدمت فرصة السائق للبقاء على قيد الحياة.

وبعد ذلك بعامين فشلت السيارة الصينية الصنع «بريليانس بي إس 6» أيضا في اختبار نادي السيارات الألماني لحوادث السيارات بنفس النتائج السيئة.

إلا أن «كوروس» تشدد على مزايا السلامة بسياراتها الليموزين الجديدة وتقول إنها تهدف لإحراز علامات مرتفعة في اختبارات التصادم.