«بي إم دبليو» تدخل قطاع السيارات الكهربائية بالكامل بطراز مزود بنظام ملاحة يستكشف محطات الشحن

بعد مضي سنتين على الكشف عن نموذجها الأولي في معرض فرانكفورت

سيارة «بي إم دبليو - إي 3».. تجربة اولى في القطاع الكهربائي
TT

قلة قليلة من السيارات الجديدة تكون فعلا جديدة، فغالبا ما تستعين بالمحركات والشاسيه وبعض التجهيزات المستعملة في طرزها السابقة، مما يجعل وصفها بالجديدة مجانبا للواقع.

ولكن طراز عام 2014 من سيارة «بي إم دبليو - إي 3» يتجاوز هذه التحفظات، ويقدم سيارة جديدا بكل معنى الكلمة باستخدامها ألياف الكربون المقواة في تركيبة هيكلها، ومعدن الألمنيوم الخفيف في صناعة الشاسيه، ومحركا مثبتا في مؤخرتها، ولوحة قيادة مبتكرة، وهي متغيرات تعتبر مؤشرا واضحا على الجهد الذي بذلته «بي إم دبليو» لإنتاج أولى سياراتها الكهربائية بالكامل.

قد تكون هذه التغييرات الجذرية في تصميم السيارة وهيكلها من أسباب تأخر الشركة الألمانية في طرح هذا الطراز في السوق بعد أن سبق لها أن كشفت، قبل سنتين، عن نيتها إنتاج سيارة كهربائية بالكامل في سياق مشاركتها في معرض فرانكفورت للسيارات، بنموذج مستقبلي لها.

ومطلع هذا الأسبوع، وبعد طول انتظار، قدمت «بي إم دبليو» لجمهورها المعتاد على سياراتها الفارهة، سيارتها الكهربائية الصغيرة.. فكيف بدت لجمهور «بي إم دبليو»؟

شكلها الخارجي ذكر كثيرين بسيارة ميني أنيقة مزودة بشعرية أمامية تعود إلى سيارة «بي إم دبليو». ولكن طراز «إي 3» أكثر طولا وأكثر عرضا من السيارات المدمجة الأخرى، وتستعمل عجلات قياسها 20 إنشا. ومن أبرز معالمها مصابيح «دايود» الخلفية.

في نهاية المطاف تبقى «إي 3» سيارة صغيرة مخصصة للاستعمال داخل المدن. وعلى هذا الصعيد، لم يخف مدير عمليات الإنتاج في الشركة، أوليفر والتر، أن طرح شركته سيارة كهربائية صغيرة جاء ليتجاوب مع تكاثر أعداد المدن الكبرى في عالم اليوم بعد أن لاحظت الشركة الألمانية ازدياد النزوح السكاني نحو هذه المدن، مضيفا أنه لهذا السبب قررت «بي إم دبليو» أن تدخل قطاع السيارات الكهربائية بدلا من أن تكتفي بإنتاج السيارات الفارهة فقط.

انسجاما مع تقاليد «بي إم دبليو» يدفع المحرك السيارة بواسطة عجلاتها الخلفية، وقوته تبلغ 170 حصانا وعزم دوران يبلغ 184 رطل/ قدم. وهي مجهزة ببطارية ليثيوم - أيون من 22 كيلوات/ ساعة مثبتة تحت أرضيتها تمكنها من السير بين 80 ميلا و100 ميل بالشحنة الواحدة وبتسارع من نقطة الثبات إلى 60 ميلا في الساعة في غضون سبع ثوان فقط.

ولكن الظاهرة الأبرز في هذه السيارة المدمجة أن مساحتها الداخلية مريحة لركابها رغم صغر حجمها ورغم أن لوحة القيادة تستأثر بفسحة وافرة بالنسبة لسيارة صغيرة الحجم.

غير أن المأخذ الأساسي عليها أن مقاعدها الخلفية ضيقة، وبالتالي، غير مريحة للراكب عادي الحجم.

لم تتردد «بي إم دبليو» في مواجهة العقدة الراهنة للسيارات الكهربائية، أي قلة محطات الشحن الكهربائي، فعرضت مع السيارة تجهيز بيوت مقتني «إي 3» بجهاز شحن منزلي، فيما يستطيع جهاز الشحن المركب في السيارة إعادة شحن بطاريتها الفارغة في غضون ثلاث ساعات، فيما توفر الشركة خيارا أسرع لشحن 80 في المائة من طاقة بطارية السيارة في 20 دقيقة فقط.

وبغية مساعدة سائقي «إي 3» في التعرف على أقرب محطة شحن إلى موقعهم، زودت «بي إم دبليو» طرازها الكهربائي بنظام ملاحة مبرمج خصيصا لاستكشافها.

إلا أن السؤال يبقى: هل سيقبل زبائن «بي إم دبليو» التقليديون، المعتادون على الطرز الفخمة والسريعة، بسيارة تحدد مدى تنقلاتهم اليومية بمائة ميل فقط مهما كانت مبتكرة وجذابة، علما بأن سعرها الذي يتراوح بين 41.350 و45.200 دولار لا يعتبر رخيصا بالنسبة لسيارة صغيرة؟