كوريا الجنوبية تغزو الأسواق الأوروبية بسياراتها وتعجز عن رد الغزو المضاد للسيارات الأجنبية

TT

في وقت يثير فيه تزايد صادرات السيارات الكورية الجنوبية إلى الأسواق الأوروبية قلق الاتحاد الأوروبي على صناعة السيارات المحلية، تظهر بيانات اقتصادية نشرتها سيول في منتصف شهر أغسطس (آب) الحالي أن مبيعات السيارات المستوردة في كوريا الجنوبية بلغت خلال يوليو (تموز) الماضي مستوى قياسيا.

ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء عن الاتحاد الكوري لمستوردي وموزعي السيارات إحصاءات تفيد أن مبيعات السيارات المستوردة في يوليو الماضي ارتفعت بنسبة 38.9% مقارنة بالشهر نفسه من العام 2012 الماضي لتبلغ 14953 سيارة، وذلك بزيادة بلغت نسبتها 16.9% عن مبيعات الشهر السابق.

وكانت مبيعات السيارات المستوردة في كوريا الجنوبية قد سجلت مستوى قياسيا في مايو (أيار) الماضي إذ بلغت 13411 سيارة قبل أن يتم تسجيل رقم قياسي جديد الشهر الماضي بعد تحقيق زيادة قدرها 1500 سيارة عن الرقم المسجل في مايو الماضي. وبذلك تكون حصة السيارات المستوردة في السوق المحلية في كوريا الجنوبية قد وصلت إلى 12.3% بنهاية الشهر الماضي.

وسجلت مبيعات السيارات ذات العلامات التجارية الأجنبية خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي 89440 سيارة مقابل 73007 سيارات خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

وشهدت مبيعات سيارات فولكس فاغن الألمانية ارتفاعا حادا بلغت نسبته 62.7% عن الشهر الذي سبقه لترتفع من المرتبة الثالثة إلى المرتبة الثانية منذ 5 أشهر.

واحتفظت شركة «بي إم دبليو» الألمانية بالمرتبة الأولى بمبيعات وصلت إلى 3023 سيارة خلال الشهر الماضي، تليها سيارات فولكس فاغن ثم مرسيدس - بنز الألمانية وأودي التابعة لمجموعة فولكس فاغن ثم تويوتا اليابانية.

استئثار السيارات الألمانية بالحصة الأكبر من عملية الغزو المضاد للسوق الكورية الجنوبية يفسر إثارة شركات السيارات الفرنسية والإيطالية لموضوع «الغزو الكوري الجنوبي» للأسواق الأوروبية، فشركتا «بيجو - سيتروين» و«رينو» الفرنسيتان تعتبران «هيونداي» و«كيا» الكوريتين منافستين مباشرتين لهما في عقر دارهما. وقد سبق للحكومة الفرنسية أن اتهمت كوريا الجنوبية، علانية، بانتهاج «استراتيجية منافسة غير عادلة» في قطاع السيارات. وبموازاة الانتقادات الفرنسية بلغ قلق شركة «فيات» الإيطالية من المنافسة الكورية الجنوبية حد تنويه رئيسها، سرجيو مارشيوني، لما وصفه بـ«التدفق الخارق» للسيارات الكورية والأجنبية على السوق الأوروبية بعد تطبيق اتفاقية التجارة الحرة المعقودة بين الاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية عام 2011.

جدير بالذكر أن كوريا الجنوبية دخلت قطاع صناعة السيارات في سبعينات القرن الماضي من باب تجميع القطع المستوردة من شركات السيارات الأجنبية لتتحول اليوم إلى الدولة الخامسة المنتجة للسيارات في العالم والسادسة على صعيد الصادرات.