مرسيدس ـ بنز تثير خلافا ألمانيا أوروبيا حيال مادة تكييف الهواء في السيارات

TT

نشب خلاف «تقني» بين شركة صناعة السيارات الألمانية «دايملر» التي تنتج سيارات «مرسيدس - بنز» الفارهة والحكومة الألمانية حيال طلب الاتحاد الأوروبي استعمال مادة جديدة في وحدات تكييف هواء السيارات، فبينما يعتبر المسؤولون الألمان المادة الجديدة التي يوصي الاتحاد الأوروبي باستخدامها ليست خطيرة، تعارض شركة «دايملر» مطالبة الاتحاد الأوروبي بالتوقف عن استخدام مادة «آر134 إيه» بداعي أنها مادة كيماوية تساهم في زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري، كما يقول الاتحاد.

من جانبها، تعتبر «دايملر» المادة المبردة الجديدة للسيارات، التي يوصي الاتحاد الأوروبي باستخدامها، وهي «آر123 واي إف»، يمكن أن تضر بالركاب ورجال الإطفاء في حالات اندلاع حرائق.

إلا أن السلطات الألمانية، مع موافقتها على طلب الاتحاد الأوروبي، رفضت فرض الحظر الذي اقترحه الاتحاد على استخدام مادة التبريد القديمة في السيارات، الأمر الذي أثار أزمة مع الحكومة الفرنسية.

ويتخذ هذا الخلاف طابعا إنسانيا يصعب تجاهله في ضوء ما أظهرته الإحصاءات الأوروبية عن أن ارتفاع درجة الحرارة في مقصورة السيارات إلى ما بين الـ25 والـ35 درجة مئوية من شأنه أن يزيد من معدل حوادث السير بنسبة 20%.

وفي بيان حول هذا الموضوع أصدرته هيئة سلامة السيارات الألمانية «كيه بي إيه»، قالت إن الاختبارات التي أجرتها أظهرت أن المادة «آر123 واي إف» يمكن أن تشتعل في الحالات القاسية، ولكن لا يوجد دليل على أن هذه المادة تمثل خطورة تبرر حظرها.

وأضافت هيئة سلامة السيارات الألمانية أن الاختبارات العملية أظهرت «عدم وجود خطورة حقيقية» من المادة الكيماوية المقترحة من الاتحاد الأوروبي. وقالت إنه يجب على الاتحاد أن ينظر في نتائج اختبارات أخرى بغية تسوية هذا الخلاف وإيجاد حل له «بصورة ملحة»، إذ إن البت النهائي فيه يعود للاتحاد الأوروبي.

ردت «دايملر» بسرعة على بيان هيئة سلامة السيارات، فذكرت أنه وفقا لنتائج الاختبارات الحالية فإن المخاطر التي تهدد سلامة السيارات نتيجة استخدام مادة «آر 123 واي إف» لا يمكن استبعادها.

ومن المتوقع أن تقرر المفوضية الأوروبية، وهي الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، ما إذا كانت ستبدأ باتخاذ إجراءات ضد ألمانيا بسبب استخدام مادة «آر 134 إيه» وهي الإجراءات التي يمكن أن تؤدي إلى مقاضاة برلين أمام المحكمة الأوروبية.