قطاع السيارات متفائل بنتائجه التجارية لعام 2013 ويتوقع تحسنا متواصلا في 2014

بعد نشر بيانات المبيعات لـ فورد ومرسيدس وهيونداي وماروتي – سوزوكي

TT

من الولايات المتحدة إلى ألمانيا إلى الهند فكوريا الجنوبية... تظهر النتائج المعلنة عن مبيعات شركات السيارات خلال الربعين الثاني والثالث من العام المالي الحالي صورة إيجابية، بل وتفاؤلية. ولكن السؤال يبقى: هل يمكن اعتبار هذه النتائج مؤشرا لمبيعات المستقبل أم ظاهرة مؤقتة مرتبطة، إلى حد كبير، بالظروف الاقتصادية التي تمر بها مجتمعات الدول المصنعة؟

أبرز هذه المؤشرات مبيعات شركة «فورد»، ثاني أكبر منتج سيارات في الولايات المتحدة، فقد أعلنت «فورد» عن تحقيق أرباح قدرها 1.3 مليار دولار خلال الربع الثالث من العام الحالي تجعلها تتوقع زيادة الأرباح الإجمالية للعام الحالي عن العام الماضي.

وكانت أرباح «فورد» قد تراجعت خلال الربع الثالث بنسبة 22% عن الفترة نفسها من العام الماضي، إلا أن الشركة قالت إنه رغم ارتفاع أرباحها بشكل عام لا تزال أنشطتها في أوروبا تسجل الخسائر، ولكن بوتيرة أبطأ من خسائر الفصول السابقة.

وأرجعت «فورد» بعض التراجع في أرباح الربع الثالث من العام الحالي إلى تكاليف إعادة هيكلة أنشطتها في أوروبا وسداد مستحقات صناديق التقاعد في الولايات المتحدة. وفي أوروبا سجلت الشركة خسائر، قبل احتساب الضرائب، بلغت 228 مليون دولار. ولكنها نوهت بالتحسن الذي حققته بعد تسجيل خسائر قدرها 468 مليون دولار خلال الربع الثالث من العام الماضي. وركز النائب التنفيذي لرئيس الشركة، بوب شانكس، على خفض الخسائر «بصورة كبيرة» في أوروبا وعلى «الأرباح القياسية» التي حققتها «فورد» في دول آسيا والمحيط الهادي وأفريقيا، بينما بلغت قيمة التحسن في أميركا الجنوبية 150 مليون دولار. وتوقع النائب التنفيذي للشركة انخفاض خسائر «فورد» في أوروبا، خلال العام الحالي، ككل عن خسائر العام الماضي، وهو ما يمثل تحسنا مقارنة بالتوقعات السابقة للشركة.

وبينما توقعت «فورد» تحسن نشاطها خلال العام المقبل أكدت أن تركيزها سيكون على إعادة الهيكلة لزيادة ربحيتها وتسريع وتيرة تطوير منتجات جديدة وإيجاد طرق جديدة لزيادة قدرة فرق العاملين لديها في مختلف أنحاء العالم على العمل معا، وكررت التأكيد على أن سوق أميركا الشمالية لا تزال ضمن المصادر القوية للأرباح.

تجدر الإشارة إلى أن الإعلان عن تحسن مبيعات «فورد» يأتي في وقت أظهرت فيه بيانات اقتصادية أميركية أن نمو إنتاج المصانع في الولايات المتحدة خلال سبتمبر (أيلول) الماضي كان أقل من المتوقع، مما يشير إلى تباطؤ وتيرة الإنتاج على خلفية أزمة الميزانية التي أدت إلى غلق جزئي لمؤسسات الحكومة الأميركية مع بداية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ولمدة أسبوعين تقريبا.

وعلى صعيد السيارات الألمانية أعلنت شركة «دايملر»، التي تنتج سيارات «مرسيدس» الفارهة، عن ارتفاع أرباحها خلال الربع الثالث من العام الحالي، قبل خصم الضرائب والفوائد، إلى 2.23 مليار يورو (3.08 مليار دولار) مقابل 1.92 مليار يورو خلال الفترة نفسها من العام الماضي، أي بزيادة نسبتها 16% سنويا بفضل نمو مبيعاتها. وفي الوقت نفسه زاد حجم مبيعاتها بنسبة 13% ليصل إلى 595 ألف سيارة خلال الربع الثالث، بينما زادت الإيرادات بنسبة 5.3% مقارنة بالربع الثالث من العام الماضي.

أما الشركة الألمانية الثانية، «فولكس فاغن»، فقد ذكرت أن مبيعاتها في الصين، كبرى أسواق الشركة، قفزت بنسبة 23% لتصل إلى 2.8 مليون سيارة من إجمالي 9.1 مليون سيارة باعتها على مستوى العالم العام الماضي، وذلك بمناسبة افتتاحها لمصنع جديد في شرق الصين تبلغ طاقته الإنتاجية 300 ألف سيارة سنويا في ما يعد «ركيزة استراتيجية مهمة» لتعزيز مبيعاتها في أكبر سوق للسيارات في العالم. وبهذه المناسبة ذكرت «فولكس فاغن» أنها تخطط لرفع طاقتها الإنتاجية في الصين إلى نحو أربعة ملايين سيارة بحلول عام 2018.

ولم تتخلف شركة «ماروتي سوزوكي» الهندية لصناعة السيارات عن المبيعات المتحسنة، إذ أعلنت أن أرباحها الصافية ارتفعت بنسبة 194.7% في الربع الثاني من العام المالي الحالي لتصل إلى 6.7 مليار روبية (108.76 مليون دولار) مرتفعة من 2.27 مليار روبية في الفترة المقابلة من العام المالي 2012 – 2013.

وقالت الشركة التي تعد أكبر منتج للسيارات في الهند إن «العمليات المحلية الكبيرة ومبادرات خفض النفقات من قبل الشركة ساهمت بشكل كبير في نمو الأرباح في الربع الثاني. وكان تأثير أسعار الصرف الأجنبية بشكل عام إيجابيا خلال الربع السنوي».

ووفقا لوكالة الأنباء الهندية الآسيوية، بلغ صافي مبيعات الشركة في الفترة المذكورة 10.21 مليار روبية بزيادة نسبتها 26.5% عن الفترة نفسها قبل عام. وأوضحت الشركة، وهي مشروع مشترك مع شركة «سوزوكي» اليابانية وتستحوذ على 50% من السوق الهندية، أن حجم مبيعاتها من السيارات نما بنسبة 19.6% ليصل إلى 275 ألفا و586 سيارة في هذه الفترة مقابل 230 ألفا و376 سيارة في الفترة المقابلة من العام الماضي. وارتفعت مبيعات الشركة في سوقها المحلية بنسبة 15.05% إلى 241 ألفا و562 سيارة، في حين قفزت صادراتها بنسبة 66.6% إلى 34 ألفا و24 سيارة.

وكذلك كان الربح المتحسن عنوان نتائج «هيونداي موتور»، أكبر منتج سيارات في كوريا الجنوبية، فقد أعلنت الشركة عن ارتفاع أرباحها خلال الربع الثالث من العام الحالي، وللمرة الأولى منذ سنة كاملة، بفضل تحسن مبيعاتها في البرازيل والصين.

وقالت الشركة إن صافي أرباحها ارتفع خلال الربع الثالث بنسبة 3.9% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ليصل إلى 2.25 تريليون وون (2.13 مليار دولار). وهذه الزيادة هي الأولى بالنسبة للشركة منذ أربعة فصول.

وعلى صعيد الإيرادات زادت إيرادات «هيونداي» بنسبة 6% لتبلغ 20.8 تريليون وون، في حين زادت أرباح التشغيل بنسبة 1.7% لتبلغ 2.01 تريليون وون. وبلغ حجم مبيعات «هيونداي» خلال الربع الثالث من العام الحالي 1.1 مليون سيارة مقابل مليون سيارة فقط خلال الفترة نفسها من العام الماضي. ويعود ذلك إلى ارتفاع مبيعات الشركة في الصين خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي بنسبة 29% مقارنة بالعام الماضي لتصل إلى 753 ألف سيارة، في حين لم تكشف الشركة عن مبيعات الربع الثالث بمفرده، وكذلك إلى النمو القوي لمبيعاتها في البرازيل التي بدأ أول مصانعها العمل فيها في نهاية 2012.