قررت المكسيك تجاوز وضع الدولة الحاضنة لشركات أجنبية تنتج موديلات من سياراتها يتم تجميعها على أراضيها وتصدرها إلى الأميركيتين وبقية دول العالم والانتقال إلى موقع الدولة المنتجة للسيارات، ومن الباب الرائج حاليا أي باب السيارات الرياضية.
ومن المعروف أن شركة «فولكس فاغن» تنتج في المكسيك طرازيها الشعبيين «بيتلز» و«جيتا» فيما معظم السيارات التي تسوقها شركة «نيسان» اليابانية في أميركا الجنوبية تأتي من مصانعها في المكسيك – رغم أن بعض موديلاتها تنتج في مصنع «رينو» في البرازيل.
وكانت المكسيك قد حققت، وفقا لاتفاقية 2002 التي تسمح بحرية تجارة السيارات بينها وبين البرازيل، نموا قدره 40 في المائة في السنة الماضية إلى ملياري دولار، في حين لم تتجاوز صادرات البرازيل من السيارات سوى 372 مليون دولار فقط.
وكانت المكسيك تعاني خللا كبيرا في قطاعها الصناعي وشهدت قبل عقد هجرة مئات الآلاف من الوظائف التي تعمل في قطاع مصانع التجميع. لكن انفتاحها على المنافسة العالمية جعل مصانعها تتميز بكفاءة عالية، مما مكن الإنتاج الصناعي من معاودة النمو خلال العامين الماضيين ليظل نصيب الصناعة من الناتج المحلي الإجمالي مستقرا بين 17 و18 في المائة منذ 2003.
واليوم تهيئ المكسيك سيارة سباقات الشوارع المكسيكية «فول 05»، التي تعمل بمحرك متوسط القوة، للدخول في مرحلة الإنتاج، حسبما أعلنت الشركات المنتجة.
جاء قرار المباشرة بإنتاج سيارة «فول 05» بعدما لاقت كثيرا من نظرات الإعجاب والترحيب الإعلامي في أول ظهور لها في «مهرجان غودوود للسرعة» في بريطانيا هذا العام.
وقد تم عرض سيارة كاملة وهيكل (شاسيه) للسيارة خفيفة الوزن بشكل منفصل.
وتمت تجربة نموذج من السيارة باللونين الفضي والأسود من قبل السائق المكسيكي الصاعد في سباقات فورمولا 1، استيبان جوتيريز، وهي تجربة أبرزت إمكانياتها.
وتعمل سيارة «فول» بمحرك سعة لتران، وبقوة 285 حصانا، طراز «فورد ايكو بوست» متصل بعلبة تروس يدوية بست سرعات.
وتقول الشركة المصنعة إن هذه السيارة قادرة على الانطلاق من نقطة الصفر إلى سرعة 100 كيلومتر / ساعة في أقل من 4 ثوان.
ويقول مدير سيارات «فول»، جييرمو اتشيبيريا، إن هدف المشاركة في سباقات «غودوود» كان محدد تماما وهو الحصول على طلبات كافية لصنع 20 نموذجا من النسخة الأولى – التي تتميز بأعلى المواصفات - ويضيف أنه بالفعل، وفي أعقاب الاستفسارات الجدية التي تلقتها الشركة من المملكة المتحدة ودول وسط أوروبا والولايات المتحدة والداخل المكسيكي، أصبحت الآن على الطريق لتحقيق ذلك، بل وأكثر، «ولذلك سيبدأ الإنتاج في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، كما كان مقررا، ويتم تسليم أول دفعة من السيارات للعملاء في ربيع العام المقبل».
والجدير بالذكر أن برنامج سيارة «فول» تموله جزئيا الحكومة المكسيكية إضافة إلى شركات خاصة.