«نيسان» تعمل على تطوير السيارة ذاتية القيادة.. وتجارب ألمانية تشكك في اقتراب عصرها

في حين تؤكد دراسة أميركية جدواها في الحد من حوادث السير

TT

كشفت شركة «نيسان» اليابانية لصناعة السيارات أنها تعمل مع عدد من الجامعات الأميركية واليابانية، منها «معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا» وجامعة «كارنيغي ميلون» وجامعة طوكيو، على وضع اللمسات الأخيرة لتقنية السيارة ذاتية القيادة. وذكرت «نيسان» أنها تخطط لطرح جيل من السيارات ذاتية القيادة للبيع في الأسواق بحلول عام 2020.

وكانت دراسة أجرتها مؤسسة بحوث أميركية غير ربحية وأوردتها مجلة «كومبيوتر وورلد» الأميركية، على موقعها الإلكتروني، أفادت بأن السيارات ذاتية القيادة المزودة بأجهزة كومبيوتر للتحكم في حركتها يمكن أن تحد بشكل كبير من أعداد القتلى والمصابين بجروح نتيجة لحوادث الطرق، كما يمكنها أن تقلل من التكاليف الناجمة عن هذه الحوادث.

وذكرت مؤسسة «إينو سنتر» المعنية بدراسات النقل والمواصلات أن من بين أسباب وقوع الحوادث تعاطي المخدرات أو الكحوليات ونقص خبرة السائق وتجاوز السرعات المحددة، فضلا عن ظروف الطرق مثل هطول الأمطار أو سقوط الثلوج على الطريق، وأوضحت أن السيارات ذاتية القيادة يمكنها التنبؤ بظروف الطريق واستشعار العناصر المحيطة بها مع إمكانية تفاديها بشكل آمن ودون تدخل من السائق.

وأكدت الدراسة أنه لو كانت 90 في المائة من السيارات في الولايات المتحدة ذاتية القيادة، لكان من الممكن تلافي وقوع 4.2 مليون حادث طريق وإنقاذ أرواح 21700 شخص، وتوفير 450 مليار دولار من تكاليف الحوادث.

وتشير إحصاءات الهيئة الوطنية لسلامة الطرق في الولايات المتحدة إلى أن 40 في المائة من الحوادث المميتة تنجم عن تعاطي السائق للكحوليات أو المواد المخدرة، بالإضافة إلى وقوعه تحت تأثير الإجهاد أو تشتت التركيز، ونظرا لأن أجهزة الكومبيوتر لا تتأثر بأي من هذه العوامل، فإن استخدام السيارات ذاتية القيادة يمكن أن تقلل بشكل كبير من ضحايا حوادث السيارات، حسبما خلصت الدراسة.

إلا أن شركة «كونتيننتال» الألمانية لمكونات السيارات شككت أن يكون عصر السيارة ذاتية القيادة بات قريبا، إذ ذكرت، بعد أسابيع معدودة من تجارب القيادة الآلية بالكامل التي أجرتها في مقرها بمدينة فيتسه (شمال هانوفر)، أن أمام تقنية القيادة الآلية للسيارات «طريقا شاقا وطويلا».

وقد استعانت الشركة في تجاربها بدمية تلامس قدماها الأرض وتتدلى بشكل منتظم من كابل معلق بعرض الطريق في حلبة الاختبارات، بحيث تصطدم بها، باستمرار، سيارات مسرعة غير عادية يجلس فيها السائق خلف عجلة القيادة دون أن يقوم بأي نشاط من أعمال القيادة.

واستنادا إلى الشركة الألمانية، أظهرت تجاربها أن الدمية تتلقى صدمات عنيفة من غطاء محرك السيارات على الرغم من أن معظم هذه السيارات تستعمل المكابح أو تحاول تجنب الاصطدام بالدمية.

إلا أن نتائج اختبارات شركة «كونتيننتال» لم تثنِ شركة «نيسان» عن مواصلة تطويرها للسيارة ذاتية القيادة، إذ أعلنت عن قرب بناء منشأة اختبار خاصة بها في اليابان، ينتهي العمل بها العام المقبل، خصيصا لاختبار السيارة ذاتية القيادة.

وبهذه المناسبة، ذكر الرئيس التنفيذي لشركة «نيسان»، كارلوس غصن من ولاية كاليفورنيا الأميركية أنه تعهد في عام 2007 «بأن (نيسان) ستكون لديها حصة كبيرة في أسواق السيارات عديمة الانبعاثات بحلول عام 2010»، ليضيف: «اليوم، (نيسان ليف) هي السيارة الكهربائية الأكثر مبيعا في التاريخ».

على خلفية هذا الإنجاز، تعهد كارلوس غصن بأن يكون «جاهزا لطرح آفاق جديدة للتكنولوجيا، أي سيارة ذاتية القيادة، بحلول عام 2020»، مؤكدا أن «نيسان».. «على الطريق الصحيح لتحقيق ذلك».

وكانت «نيسان» قد عرضت بالفعل، في أواخر أغسطس (آب) الماضي، وللمرة الأولى، سيارة كهربائية من طراز «ليف» مزودة بخاصية القيادة الذاتية، وذلك في مدينة إيرفين بولاية كاليفورنيا الأميركية.