موجة تفاؤل بعودة الانتعاش إلى الأسواق.. والسيارة الرياضية إلى الواجهة

60 طرازا جديدا في معرض شمال أميركا في ديترويت

«كورفيت» الجديدة
TT

ظهرت علامات الانتعاش قوية في معرض شمال أميركا الدولي للسيارات هذا العام مع الكشف عن أكثر من 60 طرازا جديدا والإعلان عن توقع الصناعة الأميركية بلوغ رقم إنتاج 16 مليون سيارة هذا العام، وهو ما يؤكد عبور الصناعة لأزمتها الاقتصادية التي لازمتها منذ عام 2008 وكادت تؤدي إلى إفلاس بعض شركاتها.

وكان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن على رأس الحضور الحكومي الرسمي للمعرض الذي يتوافق هذا العام مع الدورة الـ25 لحصول معرض شمال أميركا على الصفة الدولية في عام 1989، وإن كانت ديترويت تستضيف المعارض السنوية منذ أكثر من مائة عام.

الاهتمام الأكبر في المعرض كان بالطبع للشركات الأميركية التي عرضت أحدث أفكارها. وعرضت «جنرال موتورز» نخبة من سياراتها الجديدة برز منها السيارة الرياضية الجديدة كورفيت «زي 06»، بينما كشفت شركة «فورد» عن أحدث نماذج «فيوجن» و«فييستا» اللتين تقلدتا قمة مبيعاتها في السنة الأخيرة، بالإضافة إلى طراز «موستانغ» الجديد وشاحنة «إف 150» التي تصنع للمرة الأولى من الألمنيوم في خطوة تتسم بالمخاطرة لأن الشاحنة هي أفضل الشاحنات مبيعا في أميركا وكانت دوما تصنع من الصلب، وهذه الخطوة هدفها تخفيف وزن الشاحنة، وبالتالي تحسين معدلات استهلاكها للوقود ولبث العادم.

من ناحيتها، قدمت شركة «كرايسلر» سيارتها السيدان الجديدة «كرايسلر 200» التي تعول عليها في استعادة نصيب أكبر من السوق المحلية لهذا القطاع.

الشركات الألمانية تألقت أيضا في المعرض بفئات متعددة شملت، من شركة «مرسيدس بنز»، ثلاث سيارات على الأقل هي «مرسيدس إس 600» الفاخرة والسيدان الصغيرة «سي كلاس» الجديدة، والرباعية الرياضية «جي إل إيه 45». أما «بي إم دبليو» فكان تركيزها على السيارات الرياضية الصغيرة «إم 3» و«إم 4». وكشفت شركة «أودي» عن نموذج رياضي جديد من نوع «كروس أوفر» ببابين، بالإضافة إلى نموذج آخر من السيارة «أولرود» الرباعية الرياضية يتبع فئة «شوتنغ بريك».

ومن النماذج الأخرى اللافتة في المعرض كان نموذج «كيو 50» من شركة «إنفينيتي» وهي سيارة مستوحاة من سيارات سباق «فورمولا - 1» الذي تسهم فيه الشركة بفريق «ريد بول». وكشفت شركة «لكزس» عن «إف موديل» الذي يعكس فلسفة تصميم جديدة في الشركة في قطاع السيارات الرياضية.

وعرضت شركة «هوندا» فئات مخصصة للسوق الأميركية مثل أكورا «تي إل اكس» ونموذج «فيت» الجديد. كما عرضت شركة «فولكس فاغن» نموذج «بيتل ديون»، وهي سيارة رباعية الدفع على شكل «بيتل» القديمة.

ومن شركة «تويوتا» ظهرت السيارة الرياضية «إف تي 1» التجريبية التي تؤشر لعودة الشركة إلى هذا القطاع الحيوي الذي طالما أهملته، وهي بمحرك أمامي ودفع خلفي وتتميز بالانسيابية وبمقود يشبه ذلك المستخدم في سيارات السباق «فورمولا - 1».

ومن أفخم السيارات التي ظهرت في ديترويت «مرسيدس إس 600» التي تنطلق بمحرك من 12 أسطوانة بشاحن توربو مزدوج وبقاعدة عجلات طويلة وباقة من التجهيزات الداخلية الفاخرة. ويتوفر للسيارة قدرة 530 حصانا مع عزم دوران يبلغ 830 نيوتن متر. وسوف تزود السيارة بعرض المعلومات على زجاج النافذة الأمامية ونظام لمنع الاصطدام الأمامي. وسوف تصل إلى الأسواق في شهر مارس (آذار) المقبل. وتحقق السيارة انطلاقا إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في غضون 4.6 ثانية وتنطلق إلى سرعة قصوى محددة إلكترونيا قدرها 155 ميلا في الساعة.

من سيارات «مرسيدس» الأخرى التي جذبت الانتباه في ديترويت كانت الفئة الرباعية الرياضية التجريبية «جي إل إيه 45 إيه إم جي»، وهي تجمع بين القدرات الرباعية وبين التجهيز الرياضي للإنجاز من القسم الرياضي في الشركة في قالب رباعي مدمج. وهو تنطلق بمحرك صغير مكون من أربع أسطوانات، ولكنه يولد قدرة 360 حصانا، ومع ذلك فهو يتوافق مع شروط نظافة التشغيل الأوروبية. وتتوجه الشركة بهذه السيارة إلى فئة جديدة من صغار العمر، لأنها سيارة تعبر عن الانطلاق والاستقلال والحرية، على حد تعبير الشركة.

من ناحيتها، كشفت شركة «بنتلي» عن الفئة الرياضية «كونتننتال جي تي في 8 إس» للمرة الأولى في السوق الأميركية بالإضافة إلى سيارات «مولسان» و«فلاينغ سبير». وتعد الشركة أن السوق الأميركية هي أكبر وأهم أسواقها، وخصوصا أنها احتفلت في العام الماضي برقم قياسي جديد للمبيعات، بزيادة 19 في المائة إلى حجم مبيعات إجمالي يبلغ 10.120 سيارة.

وتوفر الشركة في الطراز الرياضي تعديلات تشمل خفض مستوى التعليق وزيادة قدرة المحرك، وهو بسعة أربعة لترات وثماني أسطوانات وشاحن مزدوج يوفر قدرة 521 حصانا و680 نيوتن متر من عزم الدوران. وتعمل السيارة بناقل أوتوماتيكي بثماني سرعات من نوع «زد إف». وهي تحقق انطلاقا لسرعة مائة كيلومتر في الساعة في غضون 4.5 ثانية وإلى سرعة قصوى قدرة 198 ميلا في الساعة. وتنجز السيارة هذه القدرة الإضافية من دون أي عبء إضافي على استهلاك الوقود أو بث المزيد من العادم.

من السيارات الأخرى التي كان لها حضور ملحوظ في المعرض كانت سيارة «فولفو» التجريبية «إكس سي كوبيه» والسيارة التجريبية «جي تي 4 ستنيغر» من شركة «كيا»، ومجموعة سيارات «بورشه 911 تارغا»، وقدمت شركة «ميني» فئة تجريبية جديدة اسمها «جون كوبر وركس».

مما يذكر أن معرض هذا العام جذب نحو خمسة آلاف صحافي من أنحاء العالم وجرى استخدام الوسائط الإعلامية الجديدة، مثل «فيس بوك» و«تويتر» بكثافة للتعريف بمجريات المعرض. ومن المتوقع أن يزور المعرض الذي يستمر حتى نهاية شهر يناير (كانون الثاني) 2014 نحو مليون زائر. ويؤكد هذا المعرض عودة النشاط إلى الصناعة والتفاؤل بإنجازات متألقة هذا العام.