هوندا ورينو وبي إم دبليو تقرر التوسع في خطط الإنتاج خارج أسواقها المحلية

الولايات المتحدة والصين المقصدان الأبرز لشركات السيارات

TT

سواء كانت الدوافع الرئيسة لعدد من شركات السيارات العالمية، في اعتمادها لخطط إنتاج خارج أسواقها، اقتصادية أو ضريبية بالدرجة الأولى، فإن توجهها في هذا السعي إلى كل من الصين والولايات المتحدة يعكس انتعاش مبيعات السيارات في سوقي هذين البلدين.

في الصين وبعد بعض التباطؤ في الطلب على السيارات عادت مبيعات السيارات إلى الانتعاش، بينما تحولت الولايات المتحدة، في النصف الثاني من عام 2013، إلى «منقذ» لصناعة السيارات من الخسائر التي تكبدتها في الأسواق الأوروبية.

أحدث تحرك لإقامة وحدات إنتاج في الخارج جاءت من شركة «هوندا» اليابانية و«رينو» الفرنسية و«بي إم دبليو» الألمانية.

«هوندا موتور» اتخذت الشهر الماضي قرارا بإنتاج سيارات هجين رخيصة الثمن في الصين، وذلك مع شركتين محليتين لصناعة السيارات هما «دونغفينغ موتور غروب» و«غوانغتشو أوتوموبيل غروب».

وفي تقرير إخباري نشرته صحيفة «نيكي» اليابانية الاقتصادية سوف تنتج «هوندا» للسوق الصينية، عام 2016، سيارات هجين (هايبرد) يعتمد تصميمها على سيارة «فيت» الصغيرة. وتتوقع الشركة اليابانية أن تباع هذه السيارة بنحو 1.5 مليون ين، ما يوازي 14.453 ألف دولار أميركي، أي بما يقل بنحو نصف السعر في الصين. وأشار التقرير إلى أن الرسوم العالية التي تفرضها الصين على السيارات الأجنبية تجعل سعر سيارات «فيت» المصنعة في اليابان ضعف ثمن السيارات العادية من فئتها، إذ تباع بنحو 3 ملايين ين. ولذلك لم يجرِ بيع سوى 133 سيارة هجين لـ«هوندا» في الصين خلال الأحد عشر شهرا الأولى من عام 2013 الماضي.

تجدر الإشارة إلى أن «هوندا» تبيع سيارتها الهجين «فيت» بسعر يبلغ 1.63 مليون ين في اليابان، ما يجعلها أرخص سيارة من نوعها في العالم. وتقول الشركة إنها تخطط لطرح سيارات جديدة في الصين في حدود هذا السعر. ووفقا للتقرير المذكور، من المتوقع أن تنتج «هوندا» عدة آلاف من الوحدات سنويا.

وبدورها أعلنت شركة «رينو» الفرنسية أنها وقعت اتفاقا لإقامة مصنع مشترك بتكلفة 7.76 مليار يوان (1.28 مليار دولار) لإنتاج السيارات في مقاطعة هوبي في وسط الصين. وذكرت «رينو» أنها وافقت على إنشاء المصنع المشترك مناصفة مع شركة «دونغفينغ موتور غروب» التي تتخذ من عاصمة المقاطعة ووهان مقرا لها.

وأوضحت رينو أن الطاقة الإنتاجية الأولية المستهدفة للمصنع ستبلغ 150 ألف سيارة في العام اعتبارا من عام 2016، «مع إمكانية مضاعفتها في المستقبل القريب». وأضافت الشركة الفرنسية أن من المتوقع أن تتخطى مبيعاتها من السيارات المستوردة حاجز الـ30 ألف سيارة في الصين هذا العام، وهو جزء ضئيل من حجم مبيعات منافساتها الأوروبية والأميركية في أكبر سوق للسيارات في العالم.

وكانت رينو تعلن باستمرار أنها بحاجة إلى إنتاج محلي لسياراتها محليا لتحسين مبيعاتها في الصين. وذكرت الشركة المتحالفة مع شركة «نيسان» اليابانية أنها تدرس أيضا إنتاج سيارات كهربائية في الصين.

ولم تتخلف شركة «بي إم دبليو» الألمانية عن استراتيجية الإنتاج في الخارج، غير أنها خالفت «هوندا» و«رينو» في خيارهما الخارجي، وقررت إنشاء مصنع محركات في أميركا الشمالية أسوة بمنافستها الألمانية «مرسيدس» التي تنتج محركات في أميركا الشمالية.

اتجاه «بي إم دبليو»، ولأول مرة، لإقامة مصنع محركات في أميركا الشمالية يتزامن مع زيادة إنتاجها من السيارات في المنطقة ويستهدف الاستفادة من ارتفاع الطلب على هذه السيارات في السوق الأميركية.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء الاقتصادية عن مصادر مطلعة في أكبر منتج للسيارات الفارهة في العالم قوله إن الشركة قد تقيم مصنعها للمحركات في المكسيك أو الولايات المتحدة، على أن تتخذ قرارها النهائي بشأن المشروع في بحر عام 2014.

هذا، ومن المقرر أن تبدأ الشركة الألمانية المنافسة «مرسيدس» إنتاج المحركات في مصنع تابع لشركة «نيسان موتور» اليابانية بولاية تنيسي الأميركية هذا العام أيضا، وكانت شركة «بي إم دبليو» قد حصرت إنتاج محركاتها في أوروبا قبل أن تعلن عام 2012 عن عزمها إقامة مصنع لإنتاج المحركات ذات الأسطوانات الأربع في مدينة شينيانغ الصينية بغية توفير احتياجات مصانعها المحلية في الصين.