أسهم «فيات» تتراجع بعد قرار نقل إدارتها إلى خارج ميلانو

هل يكفي الاستحواذ على «كرايسلر» لإنقاذها من عثراتها المالية؟

TT

تتطلع «فيات» الإيطالية، بعد استحواذها على كامل أسهم شركة «كرايسلر» الأميركية، إلى تحقيق عملية إعادة هيكلة كاملة لشركتها وعليه نقلت المقر الضريبي لإقامتها إلى المملكة المتحدة والمقر الرئيس لإدراج اسمها إلى هولندا وأسقطت اسم «فيات» من شعار الشركة ليصبح اسم الشركة الجديد: «إف سي أوتوموبيل» (فيات – كرايسلر أوتوموبيل) ولكن هل يكفي تملك «فيات» لكامل أسهم شركة السيارات الثالثة في الولايات المتحدة لإنقاذها من عثراتها المالية؟

رد الفعل الأولي لأسواق المال على هذه التطورات لم يكن مشجعا ففي أعقاب الإعلان عن نتائج الشركة السنوية، وخصوصا عزمها نقل مقر إدارتها من إيطاليا مع الاحتفاظ بمصانعها في البلاد على حالها، توقف التعامل، مؤقتا، بأسهم الشركة في بورصة ميلانو للأوراق المالية ثم انخفضت قيمة السهم بأكثر من ستة في المائة من قيمته.

جاء قرار نقل مقر رئاسة أكبر مجموعة صناعية في إيطاليا إلى الخارج على خلفية اندماجها مع «كرايسلر» الأميركية عام 2009، وهي العملية التي أشرف عليها سيرغيو مارشياني رئيس مجلس إدارة «فيات». وكانت «فيات» استكملت عملية الاستحواذ على كامل أسهم «كرايسلر» خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي وذلك بعد شراء 41.5 في المائة من أسهم الشركة الأميركية التي كانت مملوكة لصندوق الرعاية الصحية للعاملين فيها.

ورغم أن إجمالي مبيعات «فيات» العالمية ارتفعت العام الماضي بنسبة ثلاثة في المائة ليصل حجمها إلى 4.35 مليون سيارة، فقد ارتفع دين الشركة الصافي من 6.55 إلى 6.66 مليار يورو. وبالتالي ظلت أرباحها، المقيمة بمعدل صرف ثابت لليورو، على مستواها المسجل قبل ثلاث سنوات. ولولا النتائج التجارية لشريكها الأميركي، شركة «كرايسلر»، لكانت نسبة خسائرها الصافية عام 2013 أكثر بـ15 في المائة مما آلت إليه.

احتمال هجرة «فيات» من موطنها الأصلي، إيطاليا، دفع رئيس الوزراء الإيطالي، إنريكو ليتا، إلى تحريك المشاعر القومية حيال مصير الشركة فدعا مواطني بلاده إلى دعم «فيات» الإيطالية فيما يمهد عملية إعادة هيكلتها باتجاهها نحو العولمة. وفي تصريح له في العاصمة البلجيكية، بروكسل، قال ليتا للصحافيين إن الأمر المهم فعلا بالنسبة لإيطاليا «هو الوظائف وعدد السيارات المباعة والقدرة التنافسية.. إنها تمثل طريقا لعلامة إيطالية كبرى وصناعة كبيرة لكي تكون عالمية».