«تويوتا» تعمل على رفع تقنية كفاءة السيارات الهجين.. و«رينو» تركز على تطوير السيارات الكهربائية بالكامل

في توجهين يعكسان تباينا في تقويم سيارة المستقبل

«تويوتا» «بريوس» - سيارت «رينو» «توزي زو»
TT

رغم أن التوفير في استهلاك الوقود والرغبة في مراعاة البيئة يمثلان القاسم المشترك في توجه كل من شركتي «تويوتا» اليابانية و«رينو» الفرنسية لتطوير السيارات الكهربائية، يبدو من التخطيط المستقبلي للشركتين أن «تويوتا» ما زالت تراهن على جاذبية السيارة الهجين (نصف الكهربائية) فيما تركز «رينو» على مستقبل السيارة الكهربائية بالكامل.

ظهر هذا التباين في رؤية الشركتين لسيارات القطاع الكهربائي من إعلان شركة «تويوتا موتور كورب»، التركيز على تحقيق أقصى كفاءة ممكنة لاستهلاك الوقود في الجيل الجديد من محركات الهجين التي تعتزم تقديمها في سيارات «بريوس» وغيرها من طرز السيارات الهجين الأخرى التي تنتجها.

ورغم أن تخفيف وزن السيارة وتحسين قدرتها على تفادي مقاومة الهواء من العناصر المعروفة في زيادة كفاءة استهلاك الوقود، فإن قرار ثاني أكبر منتج للسيارات في العالم المضي بعيدا في اتجاه تطوير تقنية جديدة من أشباه الموصلات تحسن كفاءة وحدة التحكم في طاقة أنظمة المحركات الهجين - التي تعمل بالوقود التقليدي والكهرباء – يعكس رغبة تويوتا في المحافظة على ريادتها في تكنولوجيا السيارات الهجين التي كسبتها بفضل طراز «بريوس».

ومن المعروف أن وحدة التحكم في الطاقة تنظم تدفق الكهرباء من بطارية السيارة إلى المحرك الكهربائي إضافة إلى إعادة شحن البطاريات بالكهرباء المتولدة من نظام المكابح. وتؤكد «تويوتا» أن وحدة التحكم في الطاقة مسؤولة عن نحو 25 في المائة من فاقد الطاقة في نظام الهجين وأن 20 في المائة من هذا الفاقد يعود إلى أشباه الموصلات المصنوعة حتى الآن من السيليكون.

في الوقت نفسه تقول «تويوتا» إن الرقائق الجديدة التي يتم تصنيعها من السيليكون الكربوني ستقلل بشدة الفاقد من الطاقة. وقد طورت «تويوتا» مكونات الرقائق الجديدة في مركز أبحاث تطوير أشباه الموصلات التابع لها وأظهرت الاختبارات التي أجريت عليها زيادة كفاءة استهلاك الطاقة بنسبة خمسة في المائة مع إمكانية زيادة النسبة إلى عشرة في المائة لاحقا.

وتأمل «تويوتا» في أن تكون أشباه الموصلات الجديدة جاهزة للاستخدام في إنتاج السيارات الهجين بحلول 2020، وهو الموعد الذي تحدده الشركة لطرح التصميم الجديد لسياراتها والذي يتميز بانخفاض الوزن بنسبة 20 في المائة عن التصميم الحالي.

إلا أن شركة «رينو» الفرنسية أطهرت، بالمقابل، التزامها بمستقبل السيارة الكهربائية بالكامل كما بدا من توقيعها لاتفاقية مع شركة الكيماويات الكورية الجنوبية «إل جي كيم» لتطوير بطاريات عالية الكثافة لاستخدامها في جيلها المقبل من السيارات عديمة الانبعاثات. وهذه الاتفاقية جاءت حصيلة مفاوضات بين الشركتين كانت قد بدأت في منتصف العام الماضي بهدف تطوير جيل جديد من بطاريات السيارات الكهربائية بحلول عام 2017 أي قبل عامين من الموعد المحدد من شركة «تويوتا» لطرح جيلها الجديد من السيارات الهجين.

وذكرت «رينو»، التي تمتلك شركة «رينو - نيسان» (الفرنسية اليابانية) و«رينو سامسونغ» (الفرنسية - الكورية الجنوبية) أن الاتفاقية الموقعة مع شركة «إل جي كيم»، ستضع أساس الجيل الجديد من سياراتها الكهربائية التي ستعمل ببطاريات الليثيوم المؤين التي تنتجها «إل جي كيم»، إحدى أهم منتجي هذا النوع من البطاريات. وسوف تتيح البطاريات الجديدة للسيارة قطع مسافات أطول قبل الاضطرار إلى إعادة الشحن، ما يعني إزالة أحد المخاوف الأساسية التي تحد حاليا من نمو سوق السيارات الكهربائية.

ومن الجدير ذكره أن «رينو» تتعاون منذ 2010 مع هيئة الطاقة البديلة والطاقة النووية الفرنسية من أجل تطوير الجيل الجديد من البطاريات ثم تفاوضت مع شركة «إل جي كيم» على تولي إنتاجها.

وتنتج «رينو» حاليا ثلاث سيارات كهربائية هي «توزي زو» و«فلونس زد إي» و«كانغو فان زد إي». وفي حال إضافة مبيعات سيارة «ليف» الكهربائية التي تنتجها «نيسان»، تصل مبيعات مجموعة تحالف «رينو» من السيارات الكهربائية إلى مائة ألف سيارة (لغاية يوليو (تموز) 2013.

واستنادا إلى معلومات نقلتها وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء، أعلنت «رينو» أن توقيعها مذكرة التفاهم مع «إل جي كيم» في سول يؤكد التزامها بتطوير بطاريات تلغي عمليا عوادم السيارات. ومن ناحيتها ذكرت «إل جي كيم» أن التعاون مع «رينو» سيسرع وتيرة الطلب على السيارات الكهربائية ويساهم في زيادة انتشارها في الأسواق.