الهند محور تركيز «فورد» على موقع عالمي للتصنيع

بعد بناء مصنع بتكلفة مليار دولار في ولاية غوجارات

مارك فيلدز
TT

تتجه شركة السيارات العملاقة (فورد موتورز) لجعل الهند بمثابة مركز لتصنيع سياراتها وتصديرها إلى الأسواق الآسيوية والأوروبية.

وصل آلان مولالي، الرئيس التنفيذي السابق لشركة فورد للسيارات، إلى الهند قبل بضعة أسابيع ومعه مارك فيلدز، الرئيس التنفيذي الحالي للشركة في «جولة وداع».

وحسب ما ذكره مولالي إلى وسائل الإعلام: «تشهد سوق (فورد) الآن نموا في مختلف أنحاء العالم، ولذا نقدم المزيد والمزيد من مواردنا إلى الهند، وسنعمل ليس فقط على خدمة السوق المحلية، ولكن ستكون الهند بمثابة واحدة من أفضل المواقع التي يجرى من خلالها تصدير سياراتنا إلى مختلف أنحاء العالم».

أثناء الفترة التي كان يشغل فيها مولالي منصب الرئيس التنفيذي للشركة، أصبحت الهند محور تركيز «فورد» كسوق لها، ومن المرجح أن تواصل الشركة استثماراتها في الهند، التي لديها ثالث أكبر اقتصاد في آسيا، ويأتي على رأس ذلك مصنع شركة فورد، الذي يبلغ تكلفته مليار دولار، في مدينة سند بولاية غوجارات، والذي سيبدأ العمل في وقت لاحق من عام 2014. ووفقا لـمولالي، فإن الهند تحتل أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لشركة فورد، وبالأخص بالنسبة للسيارات من فئة بي وسي. وبالإضافة إلى النجاح الذي حققته سيارات «فورد إيكو سبورت»، أصبحت الهند مركزا لتصدير علامة فورد التجارية.

وبسؤال مولالي عما إذا كانت شركة فورد الهندية ترتقي إلى مستوى توقعاته، قال: «أتذكر أن شركة فورد كانت تواجه مشاكل منذ ثماني سنوات مضت، ووصل حجم الخسائر إلى 17 مليار دولار. وقد أصبح لدينا حجم هائل من الاستثمارات في كل من الهند والصين، بصفتهما من أسرع الأسواق نموا في العالم».

وقد عقد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أخيرا اجتماعا مع مارك فيلدز، الرئيس التنفيذي لشركة فورد، أطلع فيه فيلدز رئيس الوزراء على آخر المستجدات بشأن التقدم الذي أحرزه مصنع فورد الجديد في سند، وهي الولاية التي نشأ فيها رئيس الوزراء.

وحث مودي أيضا شركة فورد على إجراء المزيد من الاستثمارات في الهند، وتحويلها لمركز للشركات المتعددة المصنعة للسيارات. وقد جعلت شركة فورد بالفعل الهند بمثابة مركز عالمي لها لتصنيع السيارات أمثال سيارات «فيجو» و«إيكو سبورت»، التي تصنع في مصنعها بمدينة تشيناي.

ومن الناحية الاستراتيجية، تحتل الهند أهمية جديدة بالنسبة لشركة فورد، إذ إن المصنع الذي يقع في المنطقة الساحلية بالقرب من خليج البنغال يعمل بسرعة مضاعفة ويصنع سيارات على مدار الساعة تقريبا. وتعمل شركة فورد حاليا على شحن سيارات «فيجو هاتشباك»، و«إيكو سبورت» المدمجة متعددة الاستخدامات، وكذلك سيارات «سيدان» الكلاسيكية إلى الأسواق الأخرى، بما فيها أوروبا وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط. والأكثر من ذلك أن الشركة تقوم بشحن سيارات الهاتشباك المدمجة، و«فورد فيجو» إلى المكسيك وجنوب أفريقيا، كما ستعمل الشركة على رفع حجم صادراتها إلى أكثر من 50 سوقا مع البدء بتصنيع سيارات جديدة في الهند بواسطة مصنعها بمدينة السند، الذي سيدخل مرحلة الإنتاج في أواخر عام 2014 الحالي.

كما تعمل الشركة - التي كانت على وشك الإغلاق قبل سبع سنوات فقط - على وضع خطة لتوسيع نطاق صادراتها إلى خارج الهند من خلال مضاعفة عدد البلدان التي تصدر إليها منتجاتها في الهند، بحيث تصل إلى ما بين 100 و120 دولة مقارنة بالعدد الحالي لهذه البلدان والبالغ 50 دولة. كما تعتزم إنتاج ما بين 800 إلى 900 وحدة في اليوم أو نحو 140.000 - 150.000 وحدة بحلول عام 2015.

ومن بين الأسباب الأخرى الرئيسة لاختيار الهند مركزا للإنتاج أن الإنتاج في الهند يعد فعالا وغير مكلف، مما يجعل منها خيارا مجديا لأن تكون مركزا للتصنيع. وقد أبلغ جوجيندر سينغ، رئيس شركة فورد الهند، وسائل الإعلام بأن «فورد» «تعتزم الاستمرار في تصدير المزيد والمزيد من السيارات من الهند. والهند تتميز بروح تنافسية للغاية، والسيارات المنتجة فيها تلبي رغبات المستهلكين في مختلف أنحاء العالم فيما يتعلق بالسيارات التي يرغبون في حيازتها». كما أوضح أن الشركة تتطلع إلى إدخال الكثير من السيارات الجديدة إلى الهند، «رغم التباطؤ الحالي في السوق المحلية»، وأعرب عن استعداد الشركة لتلبية طلبات الشرائح كافة، متوقعا تزايد حجم الطلب في المستقبل القريب.

وعلاوة على ذلك، فإن شركة فورد ستجعل من الهند مركزا رئيسا لتصنيع السيارات والمحركات، إذ إن «فورد» التي تستثمر نحو 4.9 مليار دولار، ستجعل من الهند مركزا استراتيجيا للسيارات والمحركات لبيعها في الأسواق الكبرى التي تحتاج إلى سيارات يكون نظام القيادة فيها من الجهة اليمنى. وتخطط الشركة للعمل على تعزيز صادرات المحركات من وحداتها الهندية إلى أوروبا، كما تعتزم تصنيع 450.000 سيارة و600.000 محرك في الهند بحلول عام 2015. والآن، تصدر الشركة 40 في المائة من محركاتها و25 في المائة من سياراتها هندية الصنع إلى 35 دولة.

كما تصنع الشركة أيضا سيارات «إيكو سبورت» في البرازيل والصين والآن في الهند، وستقوم الشركة قريبا بتصنيع هذا الطراز في تايلاند وروسيا.

ويعد المصنعان التابعان للشركة في الهند جزءا من استراتيجية «فورد» التوسعية، بينما تعمل على إقامة مصانع جديدة تابعة لها في الصين، بالإضافة إلى مصنع في تايلاند، وآخر لأسواق كتلة «آسيان». وقد تصبح هذه المناطق الثلاث مراكز التصنيع الرئيسة للشركة بآسيا في ظل ما تهدف إليه من نمو عالمي والحصول على نصيب الأسد من تلك الأسواق. وتتوقع شركة فورد أن يصل حجم مبيعاتها من السيارات المدمجة في الهند إلى نحو المليوني سيارة بحلول عام 2018، أي ما يوازي تقريبا ضعف حجم مبيعات عام 2013.

وأطلقت شركة فورد الهند «فييستا» الجديدة، وتعمل على وضع اللمسات الأخيرة لسيارات «إمبيينتي» و«ترند» و«تيتانيوم»، وتتماشى سيارة «فييستا فورد 2014» مع فلسفة التصميم «كينيتيك 2.0»، وهي تتميز بشبكتها الأمامية المطلية بالكروم - التي تشبه سيارة آستون مارتن - وما تحمله من مصابيح ضباب كبيرة محاطة بحواف، وواقيات صدمات معاد تصميمها، بالإضافة إلى المساحات التي تعمل تلقائيا عندما تستشعر المطر ومصابيح أمامية تضيء تلقائيا أيضا.