ديملر وجنرال موتورز تعودان إلى استحواذ الشركات الأجنبية

بداعي تنويع الاستثمارات وتعزيز الوجود الخارجي

TT

بعد أشهر قليلة من طلاقها من شركة كرايسلر الاميركية، عادت شركة ديملر الألمانية العملاقة للسيارات الى سوق شراء الشركات الاجنبية بداعي استغلال فائضها المالي الهائل، الذي يقدر بنحو 14 مليار يورو، في استثمارات متنوعة.

وفي السياق نفسه أعلنت شركة جنرال موتورز الأميركية، أكبر منتج سيارات في العالم، أنها تسعى لشراء حصة كبيرة في شركة «او.إيه.او افتوفاز» الروسية للسيارات، وذلك في اطار توجه لتعزيز وجودها خارج السوق الأميركية، التي تعاني من تراجع في حركة بيع السيارات.

بالنسبة لشركة ديملر بات شراء الشركات الأجنبية، أحد الخيارات الرئيسية المطروحة أمامها لتحقيق نمو اقتصادي، واللافت ان هذه الخيارات تركز، بشكل خاص، على مؤسسات آسيوية وشرق أوروبية، تتمتع بفرص واعدة لتحقيق أرباح ولزيادة القيمة السوقية، تجنبا لتكرار تجربتها الفاشلة في عملية الاندماج مع شركة كرايسلر الاميركية.

وتبدي ديملر اهتمامها بشراء شركات عاملة في قطاع الشاحنات وقطاع الخدمات والتأمينات وكل ما يتعلق بتقنية خفض عوادم السيارات، وذلك في اطار تطلع الشركة الى تحقيق نمو في جميع المجالات بحلول عام 2010.

وقد أكدت رسميا، الشهر الماضي، عزمها على إقامة مصنع مشترك للشاحنات في الهند مع مجموعة «هيرو» التي تمتلكها أسرة مونغال. وتتوقع ديملر أن ينتج المصنع شاحنات مرسيدس الخفيفة والمتوسطة والثقيلة للسوق الهندية على ان يوجه إنتاجه في ما بعد للخارج أيضا.

وتخطط ديملر لان يكتمل إنشاء المشروع المشترك في الربع الأول من العام الحالي، وكانت الشركة قد أعلنت في وقت سابق عن مشروع مشترك للحافلات مع شركة «سوتليج موتورز» الهندية .

يذكر أن مجموعة «هيرو» التي يبلغ حجم مبيعاتها السنوية أربعة مليارات دولار تملك مشروعا مشتركا لإنتاج الدراجات النارية مع شركة هوندا اليابانية.

وإلى جانب الاستثمار الهندي اشترت مجموعة «ديملر» حصصا في شركة توريدات إندونيسية، وفي شركة أخرى للبيع بالجملة لشاحناتها من طراز «ميتسوبيشي فوسو». وتستأثر هذه العلامة التجارية اليابانية المملوكة لشركة ديملر بـ 50% من المبيعات في السوق الإندونيسية.

وكانت شركة «ميتسوبيشي فوسو للشاحنات والحافلات»، قد اشترت حصة نسبتها 18% في شركة «كيه. تي. بي» التي تتولى توزيع الشاحنات والحافلات التي تحمل العلامة التجارية للشركة اليابانية التي اشترت أيضا حصة نسبتها 32% في شركة «إم. كيه. إم» التي تتولى تجميع السيارات وتوريد قطع الغيار.

الجدير بالذكر ان ديملر الالمانية تمتلك 85% من الشركة اليابانية.

وتقوم شركة «كيه. تي. بي» للبيع بالجملة بتوزيع سيارات ميتسوبيشي التي تصنعها شركة «ميتسوبيشي موتورز» اليابانية. وتأتي عملية البيع تلك في إطار الصفقة.

يذكر أن شركة «ديملر» كانت قد أوقفت مشاركتها في نظيرتها اليابانية «ميتسوبيشي» منذ عدة سنوات.

من جانبها لم تكشف جنرال موتورز الاميركية عن تفاصيل صفقة شراء شركة «او. إيه أو. افتوفاز» الروسية، باستثناء تأكيدها تقديم عرض لشرائها.

ومن المعروف أن جنرال موتورز تنتج حاليا سيارة رياضية وعرية متعددة الاغراض (إس. يو. في) طراز «شيفروليه نيفا» والسيارة الصالون «شيفروليه فيفا» من خلال شركة مشتركة مع «افتوفاز» بمدينة توجلياتي الروسية.

وقد ارتفعت مبيعات جنرال موتورز في روسيا خلال الربع الثالث من عام 2007 بنسبة 75% وهذا الارتفاع ساعد الشركة الأميركية في استعادة المركز الأول كأكبر شركة منتجة للسيارات في العالم بمواجهة منافستها اليابانية تويوتا موتورز التي كانت قد تمكنت من القفز إلى قمة التصنيف العالمي خلال النصف الأول من العام المذكور. ولم تتخلف شركة هونداي الكورية الجنوبية عن استراتيجية الاستثمار خارج حدود بلدها، فقد كشفت عن مخطط لبناء مصنع في مدينة سان بطرسبرغ الروسية بتكلفة تصل إلى 400 مليون يورو. وتقول الشركة ان أعمال بناء المصنع الجديد سوف تبدأ في شهر يونيو (حزيران) 2008 وانه سينتج، سنويا، نحو 100 ألف سيارة بعد الانتهاء من البناء خلال عام 2009. وتعتزم الشركة انتاج السيارات الصغيرة، وإعطاء الأولوية في المبيع للسوق الروسية.

يذكر أن مبيعات شركة هونداي، التي تحتل مع كيا المركز السادس عالميا في صناعة السيارات، حققت خلال الربع الثالث من عام 2007 زيادة في مبيعاتها بلغت نسبتها 4.3% (أي 1.9 مليون سيارة).