شيفروليه «إكوينوكس».. محرك بالخلايا الوقودية وناقل سرعة بحركتين فقط

أفضل ما أنتجته «جنرال موتورز» من فئة السيارات الرياضية الوعرية

شيفروليه «إكوينوكس».. نموذج ناجح لسيارة خلايا الوقود («الشرق الأوسط»)
TT

بالنسبة لسعرها (31 ألف دولار في الولايات المتحدة)، قد تبدو سيارة شيفروليه «إكوينوكس» غالية بعض الشيء.

بالنسبة لقوتها وأدائها هي قطعا أفضل ما أنتجته شركة «جنرال موتورز» من فئة السيارات الرياضية الوعرية متعددة المهام SUV، وإن كانت لا تبدو في مظهرها الخارجي مختلفة عن سيارة «إكوينوكس» العادية التي يقودها الآلاف من الأميركيين.

لكن شيفروليه «إكوينوكس» تستطيع أن تقطع، بين شحنة وأخرى، نحو 200 ميل وبسرعة تصل إلى 100 ميل في الساعة.

سيارة شيفروليه «إكوينوكس» تثير الإعجاب منذ اللحظة الأولى لقيادتها، فهي مريحة وقوة عزم دورانها خفيف، بل وأفضل من سيارات «التربو ديزل» ذات المستوى الأعلى من المتوسط.

وإضافة إلى ذلك تتمتع بميزات خاصة بها، وإن كانت لوحة العدادات والمعدات تقليدية وترتيبات الجلوس عادية (تسمح بركوب أربعة أشخاص) والمساحة المتوفرة للحقائب واسعة بما فيه الكفاية.. فبمجرد أن تدير المحرك تشعر بالفرق بينها وبين السيارات الأخرى من فئتها.

على سبيل المثال، كل ما تسمعه بدلا عن صوت المحرك، هو مجرد نقرة. وعندما تستخدم ناقل السرعات تلاحظ فارقا آخر وإن بدا غير مثير.. ناقل السرعة الأوتوماتيكي لا يحتوي إلا على حركتين فقط: أمامية وخلفية.. ما على السائق إلا أن يضغط على بدال السرعة وينطلق ويراقب تزايد مؤشر السرعة والدوران إلى أن يصل إلى سرعة ثابتة.

تقسيم المؤشر لا يسجل عدد الدورات في الدقيقة بل الكيلووات، حيث ترتفع السرعة إلى 93 كيلووات في الساعة أو ما يوازي 125 حصانا في الساعة.. إذ أن شيفروليه «إكوينوكس» لا تسير بالبترول أو الديزل، بل بالخلايا الوقودية، وعليه لا يخرج من عادمها خلال قيادتها سوى بخار ماء فقط.

قبل بضع سنوات كان يعتبر حلما مجرد التفكير بقيادة سيارات تعمل بخلايا الوقود.. سيارة «خضراء» لا تنفث ثاني اوكسيد الكربون.

السابقة في هذا المجال كانت سيارة «نكتار 4». وكانت سيارة جيدة تعمل بخلايا الوقود، لكنها تصدر أصواتا غريبة متقطعة لا يعرف مصدرها، فلم تكن تبشر بالتحول إلى واقع إنتاجي.

أما اليوم، وبعد أن ازداد التركيز على مواجهة انبعاث غاز ثاني اوكسيد الكربون وظاهرة التسخين الحراري، أصبح مستقبل السيارات العاملة بخلايا الوقود «قضية» مطروحة على نطاق واسع، كما ظهر من معرض ديترويت الأخير للسيارات الذي تسنى لرواده مشاهدة العديد من نماذج سيارات خلايا الوقود، والعديد من السيارات الهجين العاملة بالبنزين أو الديزل والكهرباء.

لكن الملاحظ كان أن شركات السيارات بدأت تلتزم جانب التحفظ في تحديدها لموعد بلوغ سيارات خلايا الوقود حقبة الإنتاج التجاري بأعداد كبيرة وأسعار مناسبة. وبالرغم من الاعتقاد أن جنرال موتورز وهوندا يطمحان في بدء التسويق التجاري للسيارات العاملة بخلايا الوقود في بحر عامين فقط، فإن معظم شركات السيارات التي شاركت في معرض ديترويت كانت ترجح ألا تطرح مثل هذه السيارات، تجاريا، في الأسواق قبل عامي 2015 و2020. مع ذلك يبدو التطوير التقني الذي بذلته «جنرال موتورز» في إنتاج سيارة «اكوينوكس» نقطة تحول على صعيد إنتاج السيارات العاملة بخلايا الوقود. على أصعدة الأداء والضوضاء والراحة، تعتبر «إكوينوكس» مقبولة كأي سيارة مماثلة لفئتها تعمل بالوقود العادي. وتوحي «إكوينوكس» بأنها تمتلك قدرة أفضل على الانطلاق بالمقارنة مع أي سيارة أخرى بقوة 125 حصانا وذلك يعود إلى كونها، خلافا للسيارات العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي، تستخدم الهيدروجين كوقود ينتج امتزاجه بالاوكسيجين الطاقة الكهربائية اللازمة لإدارة المحرك الكهربائي.

وكما هو الوضع في كافة السيارات الكهربائية، لا يوجد تجمع تدريجي لقوة عزم الدوران كما في السيارات التي تعمل بالبترول أو الديزل، الأمر الذي يفسر قدرة السيارة في أن تصل سرعتها إلى 60 ميلا في 12 ثانية وسرعتها القصوى إلى 100 ميل، بالرغم من أنها تزن 2010 كيلوغرامات.

و«جنرال موتورز» ليست شركة السيارات الوحيدة التي تعمل على تطوير خلايا الوقود، فقد سبق لشركة «هوندا» اليابانية أن طرحت إنتاجا محدودا لسيارة fcx بخلايا الوقود لاستخدامها في تجارب مع المستهلك، فيما باشرت شركة «نيسان» اليابانية، بالتعاون مع شركة« رينو» الفرنسية، بمشروع «سنوات خمس» لإنتاج سيارة تعمل بخلايا الوقود.

واليوم يعمل العديد من شركات السيارات الكبرى على برامج لتطوير سيارة خلايا الوقود بإشكال مختلفة. إلا أن العقبة الواجب تجاوزها من الجميع هي التكلفة، وبالتالي التوقيت المناسب لبدء الإنتاج التجاري، فثمن سيارة «اكوينوكس» سيكون مرتفعا جدا إذا ما طرحت في الأسواق الآن.

حتى الآن، لا يزال قطاع السيارات بعيدا بعض الشيء عن إنتاج سيارات تعمل بخلايا الوقود بأسعار تنافس السيارات التي تعمل بالبترول. إلا أن ذلك لا يحول دون البدء بإقامة بنية أساسية لإعادة التموين بالهيدروجين لتمكين السيارات التي تعمل بخلايا الوقود من مواجهة احتياجات المستهلك اليومية، وفي ولاية كاليفورنيا الأميركية، حاليا، 24 محطة وخطط لإنشاء 14 محطة أخرى. وفي أوروبا أصبحت مدينة برلين الألمانية السباقة في الاستعداد لعصر السيارات العاملة بخلايا الوقود إذ توجد فيها 40 محطة عاملة أو مخططا لإقامتها. وبالرغم من العقبات، تبدو احتمالات قيام عصر سيارة خلايا الوقود جيدة، فشركة جنرال موتورز تعتقد انه يمكن توفير الهيدروجين بنصف تكلفة البنزين والديزل، وان هناك كميات كافية من الهيدروجين المنتج سنويا، يمكن تحويلها من استخدامات أخرى لتشغيل 130 مليون سيارة. والاستثمارات المطلوبة ليست ضخمة كما يعتقد، فاستنادا إلى حسابات الشركة تكفي استثمارات تتراوح بين 10 و تصل سرعتها 60 ميلا في 12 ثانية وسرعتها القصوى 100 ميل.

15 مليار دولار لإنشاء شبكة من 11700 محطة وقود لتغطية اكبر 100 مدينة كبرى في الولايات المتحدة و130 ألف ميل من الطرق السريعة.