هاجس الاقتصاد الأميركي يسلب معرض نيويورك بريق معارض السيارات السابقة

TT

لا احتفالات صاخبة ولا توقعات واعدة..

هذه كانت السمة الطاغية على معرض السيارات الدولي في نيويورك لعام 2008، الذي افتتح أبوابه للجمهور في 21 مارس (آذار) الحالي.

معرض عام 2008 مختلف عن معارض السنوات السابقة.

ورغم أن توق الشركات الكبرى لعرض أحدث مبتكراتها لا يزال حافزا لا يقاوم وراء قرار المشاركة في المعرض، فإن هاجس الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في الولايات المتحدة، طغى على أجواء المعرض وخفف من لهجة التفاؤل في خطب العدد القليل من المسؤولين التنفيذيين للشركات التي قررت، رغم الأوضاع الاقتصادية السلبية، إيفادهم إلى نيويورك بهذه المناسبة.

مبيعات السيارات في الولايات المتحدة تراجعت بنسبة 5.4% خلال شهر فبراير (شباط) 2008، بالمقارنة مع الفترة المقابلة في عام 2007 الماضي. وباستثناء شركتين كبيرتين فقط، شمل التراجع مبيعات جميع الشركات.

والمؤشرات الاقتصادية الأميركية المرتبطة عادة بحركة سوق السيارات ـ كمعدل البطالة وسوق العقارات ـ مقلقة كلها، ويضاف إليها أن كلفة المواد الأولية وأسعار الوقود ارتفعت بحدة بالنسبة للأميركيين. لذلك لم يكن مستغربا أن تتوقع مؤسسة «جي دي باور» ـ المعروفة بموثوقيتها في قطاع صناعة السيارات ـ تراجع المبيعات الإجمالية للسيارات الجديدة في الولايات المتحدة، هذا العام، الى 14.95 مليون سيارة، أي إلى أقل من مليون سيارة عن مبيعات العام الماضي، وهو ما يشكل الرقم الأدنى لهذه المبيعات منذ عام 1994.

في خطابه بمناسبة اشتراك شركته في المعرض، ركز المسؤول التنفيذي الأول في شركة كرايسلر، روبرت ناردللي، على مخططات شركته لتقليص الإنتاج وضبط التكاليف واختصار عدد الموديلات التي تنتجها. وفيما أعرب عن توقعه لمبيعات اقل من السابق قال، خلافا لبعض نظرائه من المتفائلين، انه لا يتوقع أيضا تحسنا في النصف الثاني من العام الحالي، مضيفا «علينا أن نواجه الواقع».

إلا أن غيره من المسؤولين التنفيذيين في الشركات الأميركية سارعوا إلى الدفاع عن توقعاتهم الشخصية لمستقبل المبيعات وتحديدا انتظارهم انطلاقة واعدة في منتصف صيف عام 2008 الحالي. وفي هذا السياق توقع مسؤولون في شركة جنرال موتورز، أن تصل مبيعات الشركة هذا العام إلى حجم مبيعات العام الماضي، أي 16.1 مليون سيارة وشاحنة خفيفة، مضيفين أن برنامج الحوافز الاقتصادية الحكومية ـ الذي يشمل إرسال شيكات ببضع مئات الدولارات إلى دافعي الضرائب في شهر مايو (أيار) المقبل ـ من شأنه تحريك المبيعات.

أما شركة فورد فقد توقعت ان تصل مبيعاتها في الولايات المتحدة إلى 15.7 مليون سيارة، وهو رقم كان يبدو متواضعا قبل ستة اشهر، لكنه يعتبر جيدا الآن.

أما شركة تويوتا اليابانية، المنتج العالمي الثاني للسيارات بعد جنرال موتورز، فقد فضلت عدم التعليق على مستقبل مبيعاتها في السوق الأميركية، رغم معاناتها من تراجع هذه المبيعات.

تجدر الإشارة إلى صناعة السيارات كانت تتحسب، منذ فترة، إلى حالة تراجع في المبيعات، فلجأت إلى خفض حجم اليد العاملة في مصانعها وخفض عدد مناوبات العمل أيضا.

وقبل نحو أسبوعين، أعلنت كرايسلر عن منح عمالها عطلة إلزامية لمدة أسبوعين خلال يوليو (تموز) المقبل، في مسعى منها لخفض تكاليفها. ومن جانبها أعلنت تويوتا أنها ستقلص الأعداد التي ستنتجها من سيارتها البيك أب «توندرا»، وسيارتها الوعرية، متعددة الاستعمالات «سيكويا».

وفي الوقت نفسه تمنح شركات السيارات المشترين تقديمات نقدية وتخفيضات في الأسعار وتخفيضا آخر في معدل الفائدة على القروض.

باختصار، رغم ان المناسبة في نيويورك هي طرازات عام 2008 من السيارات، فقد كان الموضوع الأبرز في أذهان العارضين والزوار معا هو.. الهم الاقتصادي.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»