«فولت».. رهان جنرال موتورز على تقنية السيارة الصديقة للبيئة والمحرك القوي الأداء

بعد أن دخلت الشركة الأميركية سباق التقنيات المحابية للبيئة

«فولت».. رهان جنرال موتورز للسيارة الكهربائية («الشرق الأوسط»)
TT

يتضافر الوعي البيئي المتنامي، من جهة، وقيود الاتحاد الاوروبي المتشددة حيال نسبة انبعاث غاز ثاني اوكسيد الكربون من عوادم السيارات، على تعزيز اتجاه شركات السيارات العالمية لانتاج سيارات صديقة للبيئة واقتصادية في استهلاك الوقود. ومن المعروف ان مشروع قانون الاتحاد الأوروبي يفرض على كل شركات تصنيع السيارات أن تخفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون إلى أقل من 120 غراما لكل كيلومتر اعتبارا من عام 2012 تحت طائلة التعرض لغرامات.

وفيما لا تزال تفاصيل النظام الاوروبي الجديد بشأن الغرامات موضع نقاش بين الحكومة الالمانية وحكومات دول الاتحاد الأوروبي، انطلق سباق حار بين شركات السيارات الكبرى لاستباق قيود عام 2012 وانتاج سيارة أكثر محاباة للبيئة وأقل إضرارا بمحيطها.

وقبل قليل عزز هذا السباق طرح مؤسسة «إكس برايس» المعروفة، بمناسبة معرض نيويورك للسيارات، جائزة قيمتها 10 ملايين دولار لأول شركة تتوصل إلى تطوير مركبة رخيصة الثمن وجاهزة للإنتاج وقادرة على السير لمسافة 100 ميل بغالون وقود واحد أي ما يوازي 42 كيلومترا للتر الواحد. وفي اعلانه عن الجائزة قال رئيس مجلس إدارة المؤسسة ورئيسها التنفيذي بيتر ديامونديس:«ليبدأ السباق.. إن التقنيات الصديقة للبيئة التي سيتم ابتكارها نتيجة هذه المسابقة ستطول على كل قائد سيارة بأساليب لا يمكن حتى أن نتخيلها في الوقت الراهن».

وسوف يشمل التقويم السرعة والمسافة والقيادة في المدن والأداء بشكل عام للمركبة.

واليوم تبدو أكثر الشركات الكبرى اهتماما بسباق البيئة شركة جنرال موتورز الاميركية، التي كانت قد ترددت في خوض هذا السباق نتيجة تركيزها على سيارات الليموزين الكبيرة والشاحنات الشرهة في استهلاك الوقود، في حين تمكنت منافستها تويوتا من أن تسجل مبيعات كبيرة في السوق الأميركية بسياراتها «بريوس» المهجنة الصديقة للبيئة. تعويض الايام الفائتة جعل جنرال موتورز تعود بقوة الى قطاع السيارات الصديقة للبيئة. ويبدو انها حققت تقدما ملموسا أتاح لها الاعلان عن أنها ستبدأ، قبل منافساتها، بإنتاج السيارة الكهربائية على نطاق، وأنها تعتزم انتاج 10 آلاف وحدة من سيارة «فولت» بحلول عام 2020، وتتوقع طرحها للبيع بسعر في حدود 35 ألف دولار (23 ألف يورو) للسيارة المتوسطة العادية. وكشفت الشركة عن ان فريقا متخصصا من 300 شخص يعمل على تطوير تكنولوجيا خلية الوقود لتمد الطرازات المقبلة من السيارات الكهربائية بالطاقة.

وكانت جنرال موتورز قد عرضت أول نموذج لسيارة كهربائية مخصصة لاوروبا في معرض فرانكفورت في المانيا، في سبتمبر (أيلول) الماضي. وقد أطلقت على سيارتها الكهربائية هذه، المجهزة بتكنولوجيا خلايا الوقود، اسم «هيدروجين 4»، وهي النسخة الأوروبية من سيارة خلايا الوقود شيفروليه «إكينوكس». ويؤكد كارل بيتر فورستر، رئيس «جنرال موتورز أوروبا»، ان «هيدروجين 4» تتضمن تطويرات كبيرة في ما يختص بالاستخدام اليومي واستمرارية النظام عن سابقاتها.

والسيارة الجديدة مزودة بمجموعة بطاريات وتشمل 440 خلية تم توصيلها ببعضها على التوالي، وتحول الخلايا الطاقة الكيماوية إلى طاقة كهربائية دون احتراق داخلي خلال عملية التفاعل الكهربائية ـ الكيميائية التي تجمع بين الاوكسجين والهيدروجين لينتج عن تفاعلهما الماء والكهرباء أيضا. وينتج خط الطاقة 93 كيلووات من الكهرباء وقوة 100 حصان في الساعة من محرك كهربائي. وتمكن قدرة الدفع السيارة من الانتقال من سرعة صفر إلى 100 كيلومتر في الساعة في غضون 12 ثانية بسرعة قصوى تصل إلى 160 كيلومترا في الساعة.

ولكن رغبة جنرال موتورز في الجمع بين فكرة السيارة الخضراء الصديقة للبيئة في المستقبل، وبين متعة السيارة ذات المحرك القوي دفعتها إلى تطوير سيارة «فولت» الكهربائية، المتوقع البدء بانتاجها التجاري في بحر عامين فقط. واستنادا الى مصادر الشركة تجمع هذه السيارة بمهارة تقنية لافتة بين العوامل الصديقة للبيئة والأخرى التي تهم هواة السيارات القوية.

وتتميز سيارة شيفروليه «فولت» بالجمع بين كل مزايا السيارة الكهربائية ومزايا السيارات المهجنة العاملة حاليا. والسيارة سيدان رياضية تعمل بمحرك كهربائي بقدرة 160 حصانا مزود بمولد يمد السيارة بالقدرة بعد أن تفرغ البطاريات.

والبطارية «الليثيوم ـ أيون» يبلغ مداها نحو 60 كيلومترا ويرتفع إلى ألف كيلومتر في حال تشغيل مولد يعمل بالبنزين.

وتبلغ سرعة السيارة القصوى 190 كيلومترا في الساعة، وتنطلق من الصفر إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في غضون 8 ثوان.