كارلوس غصن: دولة خليجية تفاوض «نيسان» لإنتاج سيارات تعمل بالكهرباء

قال لـ «الشرق الأوسط» إن كلفة البطاريات تنخفض فيما أسعار الوقود ترتفع

كارلوس غصن مع احدث طرازات «نيسان» («الشرق الأوسط»)
TT

كانت «الشرق الاوسط» وسيلة الاعلام العربية الوحيدة التي دعتها شركة السيارات اليابانية «نيسان» للمشاركة في الندوة الاعلامية التي أقامها رئيس الشركة، ومديرها العام كارلوس غصن، حول طاولة مستديرة في البرتغال بمناسبة إحياء برنامج «نيسان 360» الذي تعرض فيه الشركة أحدث مبتكراتها وتتيح لضيوفها فرصة تجربتها وقيادتها شخصيا. ندوة «نيسان» هذه السنة تميزت عن سابقتها بحملة ترويج مدروسة للسيارة الكهربائية (العاملة على بطارية يجري شحنها بالكهرباء) والصديقة للبيئة. وكان لافتا أن الحملة قادها شخصيا رئيس «نيسان» اليابانية و«رينو» الفرنسية، كارلوس غصن، من منطلق اعتبارها سيارة المستقبل القريب المرجحة على مختلف انماط السيارات الاخرى الجاري تطويرها حاليا، بما فيها السيارة الهجين والسيارة العاملة بخلايا الوقود.

حرص غصن على التأكيد على أن تحول صناعة السيارات عن محرك البترول أو الديزل الى المحرك الكهربائي لن يعني «كساد» البترول أو عجز الدول المنتجة عن ايجاد مشتر لمشتقاته كونه مادة حيوية تدخل في العديد من الاستعمالات الصناعية. وفي هذا السياق كشف أنه يتفاوض مع «دولة خليجية» على توقيع اتفاق لانتاج سيارات كهربائية في هذه الدولة.

وفيما رفض الكشف عن اسم هذه الدولة قبل انجاز الاتفاق، جزم بانها ليست السعودية. وحين قلت له إن حدسي يرجح بانها دبي ضحك وقال: «من الآن وصاعدا لن أعلق على تخمينات».

برر غصن توقعه لمستقبل واعد للسيارة الكهربائية بملاحظته أن العالم تبدل اليوم، فقبل خمسة عشر عاما لم يكن جمهور السيارات معتادا بعد على الحديث عن سيارة كهربائية. أما اليوم، فان الأجيال الشابة أصبحت أكثر تحسسا للقضايا البيئية ولضرورة الحفاظ على سلامة البيئة، بالتالي اكثر استعدادا لقبول السيارة الكهربائية. إضافة الى ذلك، يذكّر غصن بأن سعر البترول، قبل خمسة عشر عاما، كان رخيصا ولا أحد يتصور اليوم انه سيعود الى مستوياته السابقة.

وبموازاة ذلك كانت بطارية السيارة، قبل خمسة عشر عاما، ضخمة وثقيلة الوزن. أما اليوم فقد أصبحت خفيفة وجذابة الشكل وقادرة على تحقيق حلم «السيارة الخضراء»؛ إذ أن مستوى «تلويثها» للبيئة يوازي الصفر (Zero Emission).

ولكن العامل الاكثر جاذبية في السيارة الكهربائية يبقى كلفتها، فتقويم سعر البطارية (انطلاقا من مدة خدمتها، أو حياتها، وكلفة تشغيلها في كل ميل تقطعه السيارة) ومقارنته بكلفة السيارة العاملة بالوقود الكربوني، يظهر أن تكلفة انتاج البطاريات تنخفض فيما اسعار البترول ترتفع. وأوضح غصن أن مشروع انتاج السيارة الكهربائية يقضي بان يكون مشتري هذه السيارة مالكا لسيارته فقط دون البطارية وعملية شحنها اللتين ستكونان في عهدة الشركة الصانعة للبطارية.

وفيما يؤكد غصن أن جمهور السيارات يتجاوب مع المنتج وليس مع النظريات، يقول: إذا كان على سيارة القرن الحادي والعشرين الكهربائية ان تكون جذابة في تصميمها وإذا كان سعرها يوازي سعر السيارة العاملة بالوقود الكربوني، فيجب عندئذ الحرص على ان يبقى سعر البطارية وتكلفة شحنها أرخص من تكلفة السيارة العاملة بالبترول أو الديزل، الأمر الذي يؤكد غصن أنه أصبح سهلا في الوقت الحاضر.

ويعتبر غصن ان البطارية العاملة على «الليثوم ـ ايون» هي البطارية الانسب للسيارة الكهربائية على اعتبارها الاصغر حجما حتى الآن. ويتوقع من السيارة الكهربائية ان يبلغ مداها 150 كيلومترا (بالشحنة الواحدة) على ان يكون بالامكان إطالة هذا المدى عبر الاستعانة بمحرك صغير يعمل على الوقود العادي.

ويتوقع غصن أن يبدأ الانتاج التجاري للسيارة الكهربائية بحلول عام 2012. إلا أنه رغم قناعته بمستقبل السيارة الكهربائية لم يغلق الباب على تطوير السيارة العاملة بخلايا الوقود.

ويعترف غصن بأن فكرة السيارة العاملة بالهيدروجين جذابة جدا ومحابية جدا للبيئة كون عادمها لا ينفث سوى الماء العذب. ولكن تحفظه على تطوير سيارة الهيدروجين يعود الى التساؤل عما إذا كان الهيدروجين قادرا على منافسة البطارية في المستقبل. ولا يغفل كارلوس غصن عن التذكير بأن 6.6 مليار انسان يعيشون اليوم على سطح الكرة الارضية وبأن ثلثهم يقطن دولتين فقط هما الصين والهند. وإذ ذكر بأن معدل ملكية السيارات يبلغ الـ800 سيارة لكل ألف شخص في الولايات المتحدة والـ600 لكل ألف في اليابان وفي المملكة المتحدة وكندا، قال إن هذه الملكية لا تتجاوز الـ200 سيارة لكل ألف شخص في روسيا ولا تزال دون الـ50 سيارة لكل ألف شخص في الصين والهند. وفيما اعتبر ان الولايات المتحدة اًصبحت مشبعة بالسيارات، توقع ارتفاعا كبيرا في الطلب على السيارات في كل من الصين والهند.