«تيانا» و«إنفينيتي إي إكس 35»... طرازان خطفت بهما نيسان أنظار رواد معرض بكين للسيارات

الصين تتحول بعد عام 2015 إلى أكبر مصدر للسيارات في العالم

بيفو 2... سيارة منعدمة الانبعاثات الغازية
TT

يرجح المحللون الاقتصاديون ان تتحول منطقة الشرق الاقصى، وتحديدا اليابان وكوريا والصين، خلال السنوات السبع المقبلة، الى اكبر مصدر للسيارات في العالم متجاوزة بذلك الولايات المتحدة واوروبا معا. حاليا، تملك الصين وحدها اكثر من 40 شركة مصنعة للسيارات، بينها «شيري» و«غريت وول» و«وفيلي» و«دونغ فينغ موتورز» التي أسست قبل اربع سنوات، ودخلت قبل عامين في مشروع مشترك مع شركة «نيسان» لتصنيع سيارات محليا تحت علامة هذه الشركة اليابانية العريقة. ويذهب انتاجها كلية للاستهلاك المحلي باستثناء بعض الصادرات الى روسيا واوكرانيا اللتين تعتبران سوقا مزدهرة للسيارات الرخيصة السعر نسبيا. إلا ان الظاهرة الجديرة بالذكر هي ان الصين تخطط لانتاج مليون و200 الف سيارة في عام 2015، ولتصدير الفائض عن الطلب المحلي الى الاسواق العالمية.

وتظهر الاهمية المتنامية للسوق الصينية من اقدام شركات مثل «فولكسفاغن» و«هوندا» و«مرسيدس» و«جي إم» الى الدخول في مشاريع انتاج مشتركة مع الشركات الصينية، بل ان سيارة «كاديلاك»، فخر اسطول شركة «جنرال موتورز»، وبعض سيارات «مرسيدس» باتت تصنع محليا في الصين.

وتأتي سيارات «أودي» في المرتبة الاولى في مبيعات السيارات الاجنبية الفاخرة في الصين، وباستطاعة من يتجول في المدن الصينية الكبرى أن يرى بأم العين السيارات الاجنبية الثمينة والفارهة تجول في شوارعها تحت اضواء محلات الازياء والعطور والمجوهرات الكبرى، كما لو ان الصين تخلت عن نظامها الشيوعي.

ولمواكبة هذه النهضة الصناعية في عالم السيارات بدأت تتأسس في الصين اليوم ايضا شركات لصنع قطع الغيار لهذه السيارات، فضلا عن وكالات كبرى لتسويق السيارات الجديدة والمستخدمة والترويج لها بأساليب مبتكرة، مع توفير الخدمة والصيانة لها بعد المبيع. وتعتبر وكالة «دونغ فينغ غواندا ديلرشب» أحد افرازات التعاون المشترك بين «نيسان» و«دونغ فينغ»، التي تعتبر ثاني اكبر وكالة للسيارات في الصين، مثالا رائعا عن عمليات التسويق التي يتبعها الصينيون في هذا القطاع. من هنا اهمية معرض بكين الدولي للسيارات 2008 الذي تمثلت فيه معظم الشركات الكبرى، لا سيما اليابانية والكورية، لكن الشركة التي خطفت الاضواء فعلا كانت شركة «نيسان» التي انزلت طرازات جديدة وجذابة خطفت الاضواء. لكن نجم المعرض كان رئيس نيسان ومديرها التنفيذي، كارلوس غصن، الذي كشف النقاب عن رؤيته المستقبلية للسيارة النظيفة... وقلما يخطئ في هذه الرؤية. يؤكد غصن ان الاسلوب الوحيد لمكافحة التلوث، اما تطوير سيارات كهربائية بالكامل، او سيارات تسير بخلايا الوقود، كون السيارات الهجين تولد انبعاثات من الغازات الضارة، وليست خالية منها بالكامل، لأنها تعمل في غالبية الوقت بالمحرك العادي، لذلك فإن الامل الوحيد بنظر غصن هو «السيارة الكهربائية» التي يقول المهندسون انهم قادرون على تطوير بطارية من نوع «ليثيوم ـ أيون» لها تدوم شحنتها طويلا. ويقول غصن:«من هنا جاءت فكرة سيارة PIVO2، فمع نهاية عام 2010 سنقدم سيارتنا الكهربائية الأولى بالكامل في أسواق محدّدة. ومع حلول عام 2012 سنسوّقها في أرجاء العالم كلّه. ومع زوال الانبعاثات ستزول عوائق كثيرة تعترض تنقلنا بحرية. ومع استبدال الوصلات الميكانيكية بين مقصورة الركاب والهيكل، بتحكم الكتروني ـ «إكس باي واير» كما ندعوه ـ لم تعد هناك أسباب تمنع مقصورة الركاب من الاستدارة بشكل منفصل عن الهيكل السفلي والعجلات. ونتيجة لاعتماد محركات داخل العجلات، استطعنا الاستغناء عن المحاور والجريدة المسننة... لنكتسب بالتالي حرية حركة لا يحدّها تقريبا أيّ شيء».

ويضيف غصن «قد لا تجدون هذه المزايا كلّها في الجيل الأول من هذه السيارة، لكن التقنيات الجوهرية ستكون موجودة. وبالتنسيق مع «إن إي سي»، أحد أبرز صانعي الالكترونيات في اليابان، نطور حالياً أول بطارية «ليثيوم ـ أيون» مناسبة للاستخدام في السيارات». وتابع قائلا «ترقبوا باهتمام فئة السيارات الكهربائية لأن نيسان مصممة على امتلاكها». ويقول غصن ان مثل هذه السيارة تعتبر افضل حل لبرنامج «العادم صفر» التي ستعمل ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة على تطبيقه بعد عام 2010. واضاف انه لهذه الغاية جرت اتصالات بينه وبين المسؤولين الاميركيين في الولاية المذكورة للوصول الى صيغة تعاون في ما يتعلق بانتاج هذه السيارة وتسويقها هناك، كما جرت مباحثات مشابهة مع الدانمارك المهتمة جدا بهذه السيارة ايضا، اضافة الى بلد او بلدين آخرين. وعندما سألته «الشرق الأوسط»، ما اذا كانت ثمة بلدان عربية قامت بالمسعى ذاته، خاصة ان بعضها يعاني من مشكلات تلوث متنوعة، اجاب انه منفتح لأي مسعى عربي من هذا القبيل.

وكانت شركة نيسان المحدودة لصناعة السيارات قد كشفت خلال معرض بكين الدولي للسيارات 2008 النقاب عن سيارتها «تيانا» السيدان الجديدة الفخمة. وقد تزامنت الإطلالة العالمية الأولى لـ «تيانا» في بكين مع تقديم سيارة «إنفينيتي إي إكس 35» الفخمة الرياضية المتحولة Crossover الجديدة في الصين للمرة الأولى (راجع مواصفاتها ومواصفات «إم 35» و«جي 35» الاصغر في «الشرق الأوسط» عدد الاربعاء 30/4/2008 رقم 10746). وكانت هذه السيارة قد ظهرت لاول مرة عام 2006.

وعندما جرى تقديم «تيانا» لاول مرة عام 2004، بعثت هذه السيارة رسالة واضحة عن مدى جدية «نيسان» لتحقيق نمو متقدم في الصين لكونها مصممة بالدرجة الاولى لاسواقها المحلية.

لقد جرى تصميم الجيل الجديد من «تيانا» وفقاً لمبدأ الفخامة العصرية والاسترخاء. وتمتاز هذه السيارة بجسمها المتمحور حول قوس أنيق ولافت. وقد طَوّرت «تيانا»، التي عُرفت كرائدة في تجسيد مفهوم «المقصورة العصرية» Modern Living في جيلها الأول، والتصميم الداخلي في جيلها الثاني بهدف التركيز بشكل أكبر على راحة الركاب جميعهم. وتتوفر «تيانا» بخيار من محركين شهيرين يتألفان من ست أسطوانات على شكل «V» (VQ25DE و VQ35DE)، بالإضافة إلى علبة تروس «إكسترونيك سي في تي» CVT. ويؤمن المحركان بالتناغم مع علبة التروس أداء عاليا وسلسا في الوقت عينه عند القيادة لمسافات طويلة، كما يتوفر للسوق الصينية محرك من أربع أسطوانات بالطول (MR20DE) مخصص لتوفير أكبر قدر ممكن من الأداء بالتناغم مع توفير في مصروف الوقود.

وبدورها، وبعد الترحيب الكبير الذي لقيته في معرضي طوكيو وجنيف للسيارات، تطل «بيفو2» مجدداً كسيارة منعدمة الانبعاثات للتنقل في داخل المدينة، وتضيف إلى مواصفاتها ما يكفي من المرح والعملية للخروج بعلاقة فريدة تجمع السائق بسيارته. وتتضمن «بيفو2» التقنيات التالية:

> «عميل روبوتي (آلي)» Robotic Agent يرمي إلى تحقيق تواصل فعلي ما بين السائق والسيارة. > نظرا لمقصورة القيادة التي تدور بزاوية 360 درجة مئوية، يمكن بلوغ باب السيارة الأمامي من أي جهة كانت. وهذا يسمح للباب بالدوران لمواجهة الراكب الراغب في دخولها بغض النظر عن مكان وقوفه خارجها، موفرا سهولة كبيرة في الولوج الى داخلها.

> لا يعزز نظام «ميتامو» الخاص بالتنوع المتعدد قيادة السيارة وتوجيهها فحسب، بل يعزز من عامل الملاءمة ومن أداء السيارة الديناميكي وسلامتها ايضا.

أما الطراز الاختباري الثاني فهو «إن في200» NV200، الذي سيكون السيارة التجارية المبتكرة التي تُظهر التوجه المستقبلي لسيارة تجارية ذكية تجمع ما بين الأناقة والشكل الجميل والمهام العملية. وعرضت «نيسان» في المعرض ايضا لاول مرة السيارة النموذجية المستقبلية «إن في 200» للاغراض التجارية التي تجمع بين الشكل والمهام العملية لتخدم الغطاسين مثلا، والصيادين ورجال الاعلام، وما الى ذلك بحيث يمكن سحب مؤخرتها وتوسيع حجمها لتقدم مساحة اضافية للتخزين، ومكتبا، ومنصة للاعمال المختلفة. وكانت هناك ايضا السيارة الرياضية الرائعة «350 زد» التي تعتبر منذ اطلاقها منذ سنوات من اجمل سيارات الـ«رودستر» السريعة وافضلها اداء، فضلا عن سيارات وشاحنات خفيفة (بيك اب) وحافلات مخصصة للسوق الصينية.