شركات السيارات الهندية تتوسع في القطاع الدفاعي.. و«تاتا موتورز» تدرس إنتاج سيارات مدرعة

لأن هامش أرباح المركبات العسكرية أفضل من المدنية

سيارة الدفع الرباعي xenon من «تاتا موتورز» («الشرق الأوسط»)
TT

تسعى شركات السيارات الكبرى في الهند الى الدخول كمنافس جدي في قطاع صناعة العربات العسكرية والسيارات المصفحة. وقد بدأت شركات كبرى مثل «تاتا»، «ماهيندرا»، «فورد انديا»، و«أشوك ليلاند»، بالتعاقد مع شركات أجنبية على صنع عربات مصفحة ودبابات وناقلات صواريخ ليس فقط للسوق الهندية، بل للأسواق الخارجية أيضا.

شركة «أشوك ليلاند»، التي تعد واحدة من أكثر الشركات المتخصصة في صنع العربات الثقيلة، والتي تجهز الجيش الهندي بالعربات الثقيلة، أنتجت برج البنادق المشتركة CGT، وهو جرار مدفعية، وكشفت النقاب عن عربة «ستاليون» مطورة 6x6 وثقيلة ومزودة بنظام للرؤية الليلية، تتوفر هذه الرؤية من خلال شاشة من نوع LCD وكاميرا للأشعة تحت الحمراء تعمل حتى بغياب الضوء تماما.

وجهزت الشركة في عام 2007 عربات ثقيلة من نوع «ستاليون» لاستعمال الجيش الأميركي بلغ عددها 172.

عربات هذه الشركة الدفاعية تخضع حاليا لاختبارات من قبل الجيوش التايلاندية والعمانية وبعض دول أفريقيا وغرب آسيا. كذلك تسعى الشركة إلى الفوز بتعهد لتخصيص بعض من مكونات أجهزتها إلى خدمات دفاع فرنسية.

ويقول تي. في. أناند، المدير العام لشركة «أشوك ليلاند» لقسم العربات الدفاعية، إن صادرات شركته ستصل، في عام 2009، إلى 30 مليون دولار. كذلك تعمل الشركة على تطوير عربات محمية من الألغام وتجري مفاوضات مع شركات في الخارج للمشاركة في مشاريع أخرى في هذا الحقل.

وتقول شركات السيارات إن هامش الربح من صناعة السيارات المصفحة أفضل من أرباح السيارات المدنية، وهذا هو السبب الرئيسي الذي يدفع هذه الشركات إلى التوسع في القطاع الدفاعي.

أما شركة «ماهيندرا أند ماهيندرا» فقد ارتبطت مع شركة «واس» WASS، في مشروع لصنع أنظمة دفاعية تحت الماء (طوربيدات لتعطيل الغواصات) للبحرية الهندية. وشركة «واس» هي فرع من مجموعة «فينمنكانيكا» التي تتخذ من إيطاليا مركزا لها ويبلغ رأسمالها 12 مليار دولار. وتصل احتياجات سوق الهند إلى أنظمة الدفاع ما تحت الماء إلى 500 مليون دولار تقريبا.

وبدورها بدأت شركة MDS تتوسع في القطاع الدفاعي الهندي المتنامي بطرحها لنسخ جديدة من السيارات الخفيفة التي تستعملها وحدات المشاة العسكرية ومن ماركات هذه العربات المطلية باللون الزيتي «ماركسمان» و«اكس» و«سترايكر».

سيارة «ماركسمان» هي سيارة مدرعة تبلغ قوتها 105 أحصنة كبحية تضم سبع فتحات لإطلاق النار يمكن استخدامها في أعمال مكافحة الإرهاب في الأدوار التقليدية.

ويوضح اناند ماهيندرا، نائب الرئيس والمدير العام لمجموعة ماهيندرا: «نستهدف سوقا يصل حجمها إلى 3 مليارات دولار. وننوي دخول كل مجالات الصناعات الدفاعية الهندية».

كما تتوسع أيضا شركة السيارات الهندية الكبيرة «تاتا موتورز» في مجال السيارات التكتيكية والمقاتلة. وقد عقدت اتفاقات مع شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية وشركة الدفاعات الجوية والفضائية الأوروبية لتطوير وسائل نقل مدرعة. كما عرضت الشركة أخيرا سيارة خفيفة متخصصة مصممة لتحمل مهام متعددة في مجال الاستطلاع ومهام القوات الخاصة ومكافحة الشغب، بالإضافة الى كونها عربة إسعاف مدرعة. وهذه السيارة مؤهلة لمنافسة سيارات مثل «لاند روفر» و«هامفي» الدفاعية في الأسواق العالمية. تجدر الإشارة إلى ان تكلفة سيارات «هامفي» الدفاعية تصل الى 85 ألف دولار.

وتصدر شركة «تاتا موتورز ديفانس» منتجاتها الى عدد من دول آسيا وأفريقيا.

ويقول في. اس. نورنها، رئيس قطاع الدفاع في «تاتا موتورز»، إن مجموعته تنوي تسويق مجموعة السيارات التكتيكية التي تنتجها في جنوب آسيا ودول المحيط الهادي وغرب آسيا وأفريقيا. ويتوقع أيضا أن تبدأ الشركة بصنع سيارات مدرعة ثقيلة، مثل الدبابات، في المستقبل القريب. ويضيف ان الشركة تعمل حاليا على تطوير المحركات وناقل السرعة لدبابات الجيش الهندي الخفيفة من طراز «بي ام بي» وسيارات فرق المشاة الدفاعية.

كما عقدت «تاتا» اتفاقا مع شركة «جي اس يو يوسا انترناشونال» وهي شركة يابانية تعتبر الشركة الأولى في مجال إنتاج بطاريات المحركات في آسيا. وتتطلع شركة «تاتا» إلى إمداد الجيش الهندي بـ25 ألف بطارية تبلغ قيمتها 120 مليون روبية اعتبارا من الربع الأول من العام المقبل. وقد أعلنت الشركة عن إقامة علاقة استراتيجية مع شركة دفاعية دولية مثل «بوينغ». تشهد نشاطات قطاع السيارات الهندي هذه التطورات في وقت يتطلع فيه عدد من اللاعبين الدوليين الى ولوج قطاع الشؤون الدفاعية الهندي المتنامي باطراد.

ومن المتوقع ان تصل نفقات الشؤون الدفاعية في الهند الى 100 مليار روبية في الثلاث أو الأربع سنوات المقبلة، علما أن نحو 20 في المائة من هذا المبلغ سيكون متاحا للقطاع الخاص. وسينفق معظم هذا المبلغ على تحديث الترسانة العسكرية السوفياتية المتقادمة. ويقول خبراء في الشؤون العسكرية إن تكلفة صناعة المعدات الدفاعية في الهند ارخص بنسبة 15 في المائة من المتوسط العالمي، وهو سبب رئيسي في جذب الشركات الأجنبية للدخول في مشاريع مشتركة مع شركات السيارات الهندية. وفي الوقت نفسه أظهرت شركة لوازم السيارات اهتمامها بقطاع الدفاع واتخذت الخطوة الأولى في دخول هذا المجال. فعلى سبيل المثال، تجري كل من شركة «لوماكس» للإضاءة و«سونا كويو» التي تنتج مكونات للسيارات الى شركات كبرى مثل سوزوكي، دراسات جدوى حول دخول هذا القطاع.