نيسان تعزز رهانها على السيارة الكهربائية.. وأودي تختبر آفاق الطاقة الشمسية

ارتفاع أسعار الديزل يفقد السيارات العاملة به جدواها الاقتصادية

«أودي إيه 8».. استعمال محدود للطاقة الشمسية («الشرق الأوسط»)
TT

بدأت صناعة السيارات سباقا محموما مع المستقبل شعاره «السيارة الاكثر اقتصادا في استهلاك الوقود والاكثر مراعاة لسلامة البيئة».

وفيما يبدو أن الخيار النهائي لسيارة المستقبل لم يحسم بعد، ذكرت شركة «نيسان موتورز» اليابانية أنها تعتزم البدء في إنتاج بطاريات «ليثيوم» للسيارات بحلول العام المقبل وذلك من أجل الوفاء بالطلب المتزايد على المركبات الكهربائية وسيارات الهجين.

وكان المدير التنفيذي للشركة، كارلوس غصن، قد أكد في أكثر من مناسبة أن بطارية الـ «ليثيوم» الأكثر مناسبة لسيارة المستقبل، خصوصا بعد التوصل الى تقليص حجمها بحيث لم يعد عبئا عليها.

ومن المقرر أن تتولى الشركة المشتركة «اوتوموتيف انيرجي سابلاي كوربوريشن» (إيه إي إس سي) إنتاج وتطوير بطاريات الـ «ليثيوم» بطاقة إنتاجية تبلغ 13 ألف وحدة في السنة. وهذه الشركة المشتركة (إيه إي إس سي) تملكها شركة «نيسان» وشركة «إن إي سي كوربوريشن» التابعة لشركة «إن إي سي توكين كوربوريشن».

وتعتزم الشركة، التي ستبلغ استثماراتها الرأسمالية 12 مليار ين ( 114.6مليون دولار) خلال السنوات الثلاث الأولى، زيادة إنتاجها السنوي إلى 65 ألف وحدة.

وفي الوقت الذي تعتزم فيه «نيسان» طرح سيارات كهربائية فى الولايات المتحدة واليابان عام 2010 وفي بقية العالم عام 2012، تخطط أيضا لتزويد شركات السيارات الاخرى ببطاريات «ليثيوم» لتسريع تحولها الى انتاج السيارات الكهربائية.

والمعروف عن شركة «نيسان» أنها لم تنتج أي سيارة هجين، وفضلت في تطويرها لسيارة «ألتيما» ـ التي تعمل بمحركي غاز وكهرباء وتباع في أسواق الولايات المتحدة ـ ان تستعين بنظام الهجين الذي طورته شركة «تويوتا» اليابانية.

ومن المتوقع من البطاريات المتقدمة التي تعتزم «إيه إي إس سي» إنتاجها أن تولد طاقة كبيرة تصل إلى ضعف طاقة بطاريات «ليثيوم» الحالية أو بطاريات النيكل. ويترافق قرار «نيسان» التركيز على السيارة العاملة ببطارية الـ «ليثيوم» مع تقرير وضعه نادي السيارات في ألمانيا قبل أسبوعين تقريبا يشير فيه إلى أن السيارات العاملة بالسولار تفقد من جاذبيتها بشكل مستمر مقارنة بالسيارات الهجين.

واستنادا الى تصريحات المتحدث باسم النادي إلى صحيفة «نويه رور/نويه راين» التي تصدر في مدينة اسن (غرب ألمانيا) إن شراء سيارة صغيرة ذات محرك ديزل «سولار» لم يعد مجديا اقتصاديا وإن فرص الاستفادة الاقتصادية من شراء سيارات تعمل بالسولار «تتراجع بشكل متزايد».

وقد عزا النادي الألماني للسيارات هذا التراجع إلى ارتفاع أسعار السولار التي أصبحت، حسب بيانات النادي، أعلى من أسعار البنزين في بعض المناطق الألمانية.

وتوقع النادي الالماني أن تتراجع مبيعات شركات صناعة السيارات الألمانية من السيارات العاملة بالديزل بعد أن بدأت منذ فترة تولي أهمية كبيرة لصناعة هذه السيارات.

غير أن الطاقة المرشحة لمنافسة بطارية الـ «ليثيوم» على صعيدي الجدوى الاقتصادية والسلامة البيئية قد تكون الطاقة الشمسية، بعد أن بدأت بعض الشركات، مثل أودي، بتجارب لاستخدام هذه الطاقة في تسيير سيارة المستقبل.

وتزداد حاليا قناعة الشركات المنتجة للسيارات بأن الطاقة الشمسية قد تكون مصدرا فعالا للطاقة الاضافية ومن شأنها التقليل من استهلاك الوقود والانبعاثات الملوثة للبيئة.

ورغم انه لا يزال أمام الطاقة الشمسية فترة زمنية طويلة لكي توفر الطاقة الكافية لتشغيل السيارة العادية فقد بدأت عدة شركات في تلمس سبل استغلال الطاقة المجانية المتوافرة من الشمس.

وحتى الآن تستخدم بعض الشركات، مثل أودي، الطاقة الشمسية للقيام بوظائف ترفيهية فقط، وفق ما اعلن المتحدث باسم الشركة، إذ ان سياراتها من طراز «أودي إيه 8» و«إيه 6» يمكن شراؤها مزودة بسقف يعمل بالطاقة الشمسية ويمكنه أن يوفر الطاقة اللازمة لتشغيل المراوح داخل السيارة لتبريدها من الداخل في الصيف.

ولكن في عدة نماذج تجريبية للسيارات يتطلع المهندسون إلى سبل أخرى لاستغلال الطاقة الشمسية كنوع من الوقود البديل. وفي معرض جنيف للسيارات عرضت في الآونة الأخيرة السيارة «ساب 9 إكس» المهجنة التي زود سقفها بخلايا لتوليد الطاقة من الشمس. وتتولى السيارة توليد الطاقة الكهربائية سواء كانت تتحرك أو كانت متوقفة وتخزنها في بطاريات «ليثيوم أيون» متصلة بنظام الدفع المهجن في السيارة.

كما أن شركة بي.إم.دبليو تستخدم الطاقة التي لا تنتج عوادم كربونية في نموذج سيارتها التجريبي «فيجن إفيشت دايناميكس» الذي يرتكز على طراز «إكس 5» الذي تنتجه الشركة وهذه السيارة الرياضية الفاخرة مزودة بسقف مساحته متر مربع يولد كيلووات واحدا من الطاقة في الساعة في الأيام المشمسة.

كما ان مدير شركة أوبل، هانز ديمانت، يرقب تطورات هذه التكنولوجيا باهتمام كبير ولكنه لا يرى أن هناك امكانية لاستخدامها في الوقت الراهن في أغراض تتجاوز تشغيل المراوح.