تتحول تايلاند بخطى ثابتة إلى «ديترويت» السيارات المحابية للبيئة بفضل سياسة الاعفاءات الضريبية التي تقدمها للشركات الراغبة بانتاج سيارات صديقة للبيئة.
ويبدو من خطط شركات السيارات الكبرى، وخصوصا الشركات الاسيوية، مثل سوزوكي ونيسان اليابانيتان وتاتا موتورز الهندية، البدء بالاستثمار في تايلاند أن استراتيجية حكومتها بالتركيز على ما تعتبره سيارة المستقبل بدأت تعطي ثمارها. وتشترط قوانين تايلاند على أي شركة سيارات انتاج 100ألف سيارة سنويا على الأقل تستطيع الواحدة منها قطع 20 كيلومتر بلتر واحد من البنزين حتى تستفيد من الإعفاءات الضريبية.
ورغم ان السيارات صديقة البيئة تشكل حاليا نسبة ضئيلة للغاية من سوق السيارات والشاحنات المزدهرة في آسيا فإن خبراء في صناعة يعتقدون أن أهمية هذه الفئة من السيارات سوف تزداد مع زيادة اهتمام المستهلكين بالاعتبارات البيئية.
شركة سوزوكي تخطط لإنتاج 138 ألف سيارة صديقة للبيئة سنويا في تايلاند باستثمارات قدرها 9.5 مليار باهت (316 مليون دولار) في حين تعتزم نيسان موتورز إنتاج 120 ألف سيارة سنويا من نفس الفئة في تايلاند بعد استثمار 5.5 مليار باهت بها.
وبدورها وتعتزم شركة تاتا موتورز الهندية إنتاج 35 ألف شاحنة خفيفة سنويا في تايلاند باستثمارات قدرها 1.3 مليار باهت رغم المنافسة الشرسة في تايلاند، ثاني أكبر مركز لإنتاج الشاحنات الخفيفة في العالم بعد الولايات المتحدة.
وفي أعقاب حصول شركة هوندا موتورز اليابانية على إعفاءات ضريبية لاستثمار حوالي 6.7 مليار باهت بها، وافقت تايلاند على تقديم اعفاءات ضريبية لشركات «ميتسوبيشي« و«تويوتا» اليابانيتين و«تاتا» الهندية لإنتاج أكثر من 300 ألف سيارة للأسواق المحلية والعالمية باستثمارات يصل مجموعها الى 16.6 مليار باهت (536 مليون دولار). ويؤكد مجلس الاستثمار التايلاندي إن الشركات الثلاث سوف تكون جاهزة لبدء عمليات الإنتاج خلال فترة من عامين إلى أربعة أعوام.
وتعهدت ميتسوبيشي باستثمار 4.7 مليار باهت لإنتاج 107 آلاف سيارة صديقة للبيئة في تايلاند 88 في المائة منها موجهة للتصدير بينما ستستثمر تويوتا 4.6 مليار باهت لتصنيع 100 ألف سيارة 50 في المائة منها للتصدير بحلول عام 2012 في حين تعهدت تاتا الهندية باستثمار 7.3 مليار باهت لإنتاج 100 ألف وحدة 52 في المائة منها سوف يتم تصديره بحلول عام 2010.
وكان مجلس الاستثمار التايلاندي، المسؤئول عن تشجيع الاستثمارات في البلاد، قد وافق في السابق على استثمارات مشابهة لإنتاج سيارات صديقة للبيئة من جانب شركات «آسيان هوندا موتوزر» و«سوزوكي موتور» و«سيام نيسان أوتوموبايل» وهي شركات محلية تابعة للشركات اليابانية هوندا وسوزوكي ونيسان على التوالي.
وتسعى تايلاند التي تحتل بالفعل المرتبة رقم 15 كأكبر دولة مصدرة للسيارات إلى أن تصبح مركزا رئيسيا لإنتاج طرازات السيارات «الصديقة للبيئة» الصغيرة والرخيصة إلى حد ما للأسواق المحلية والأجنبية.
والجدير بالذكر أن صادرات تايلاند من السيارات خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الماضي تجاوزت النصف مليون سيارة بزيادة نسبتها 25.9 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وقد شكلت الشاحنات الخفيفة حمولة طن واحد 80 في المائة من إجمالي صادرات السيارات التايلاندية. وكانت تايلاند قد تحولت خلال السنوات العشر الماضية إلى ثاني أكبر مركز لتجميع وتصنيع الشاحنات الخفيفة في العالم بعد الولايات المتحدة.