السيارة الكهربائية تتقدم خيارات السيارات المقتصدة

فولكسفاغن تلحق بنيسان في تطوير بطارية «الليثيوم»

«بي إم دبليو X5».. ألواح لتوفير الطاقة الشمسية («الشرق الأوسط»)
TT

اقتران ارتفاع اسعار الوقود مع ازدياد الوعي العالمي بأهمية مراعاة سلامة البيئة يشكل، حاليا، حافزا قويا في اوساط صناعة السيارات للتوصل إلى سيارة مقتصدة في استهلاكها للوقود.

ورغم انه لا يزال من المبكر ترجيح نظام الوقود الامثل لسيارة المستقبل تبدو حظوظ السيارة الكهربائية متقدمة على غيرها. ولكن الترجيح النهائي لهذه السيارة لا يزال مرهونا بالتقدم الممكن تحقيقه على صعيد تقنية بطارية «الليثيوم» وحجمها، خصوصا قابليتها لاعادة الشحن.

منذ فترة غير وجيزة وشركتا «نيسان» اليابانية و«جنرال موتورز» الاميركية تبدوان الشركتين الاكثر رهانا على السيارة الكهربائية. وفي الآونة الاخيرة انضمت شركة «فولكسفاغن» الى هذا الخيار بالاعلان عن اشتراكها مع شركة «سانيو» اليابانية في تطوير بطاريات الليثيوم الايونية وبذلك تكون شركة «فولكسفاغن» الالمانية انضمت الى ركاب الشركات العاملة على التجديد في صناعة السيارات بتركيزها على إنتاج بطاريات ذات طراز جديد من الليثيوم الايوني. وقد وقعت من اجل ذلك اتفاقا مع شركة سانيو اليابانية على أمل أن تعمل إحدى سياراتها بأول نموذج هجين من البطاريات عام 2010.

وذكر بيان أصدرته شركة «سانيو» في أوزاكا انها تنوي استخدام نظام الليثيوم الايوني في السيارات الهجين الكهربائية مشيرة إلى أنها طورت في الماضي، وبالاشتراك مع «فولكسفاغن» بطاريات «هايدرايد» من معدن النيكل. وكانت شركة «سانيو» زودت بالفعل شركتي فورد وهوندا أيضا ببطاريات «تي إم إتش». والسيارات الهجين مزودة بمحرك كهربائي ومحرك احتراق داخلي صغير يتولى شحن البطارية بشكل مستمر.

أما شركة «نيسان» اليابانية فقد طرحت رؤيتها لمستقبل المواصلات والتنقل باستخدام سيارات منعدمة الانبعاثات في إطار المنتدى الاقتصادي العالمي عن الشرق الأوسط الذي عُقد اخيرا في شرم الشيخ (مصر). وخلال المنتدى تناولت نيسان المتغيّرات العالمية التي تؤثر في طريقة إدارة المدن في ضوء التطور السريع والنمو الاستثنائي الذي تشهده مدن الشرق الاوسط، أحد أسواق السيارات الأسرع نموا في العالم، ما يبرز التحدي المتمثل بضرورة تطوير حلول مبتكرة للحفاظ على سلامة البيئة.

وفي هذا المجال تؤكد نيسان ثقتها في أنّ المركبات منعدمة الانبعاثات هي مفتاح الحل المستدام.

وبموجب خطتها التجارية متوسطة المدى «نيسان جي تي 2012»، تلتزم نيسان بتقديم سيارة كهربائية بالكامل في الولايات المتحدة الأميركية واليابان في عام 2010، لتسوّق من بعدها سيارات كهربائية للعملاء على نطاق عالمي بحلول عام 2012.

ويبدو أن هذا الموعد التقريبي هو أيضا موعد طرح شركة «جنرال موتورز» الاميركية لسيارتها الكهربائية التي ذكر رئيسها التنفيذي، ريك واغونور، أن «جنرال موتورز» تنوي طرحها بحلول عام 2010... وبسعر يقل عن 30 ألف دولار أميركي للسيارة. (تجدر الاشارة الى أن سعر السيارة الهجين الصغيرة من إنتاج «تويوتا» والمزودة بتجهيزات بسيطة تبلغ 25 ألف يورو فيما أعلنت «هوندا» عن طرح سيارة هجين جديدة بسعر أقل من سعر سيارة «تويوتا»).

وأبلغ واغونور صحيفة «فرانكفورتر الغماينه» الألمانية الصادرة في 22 مايو (أيار) الماضي إن خطط طرح السيارة الجديدة، وهي من طراز «شيفروليه»، ستنفذ قبل الموعد المحدد لها في السابق، أي نهاية عام 2010.

وكانت شركة «أوبل» الألمانية التي تملكها «جنرال موتورز»، أعلنت في السابق عزمها طرح نوعين من السيارات التي تعمل بمحركات كهربائية في بحر السنوات الأربع المقبلة. إلا أن لشركة «بي إم دبليو» الالمانية رؤيتها الخاصة لسيارة المستقبل الاقتصادية قد يتم تزويدها بألواح للطاقة الشمسية تركب على سقف السيارة بهدف تخفيض استهلاك الوقود وتقليل العناصر الملوثة للبيئة.

وسوف يتسنى استخدام حرارة الشمس لتعلو بطارية السيارة أو أي سوائل أخرى قبل تدفئتها في المحرك لتقوم بعملية تشغيل باردة أقل تلفا بالنسبة للاجزاء الميكانيكية وأيضا أكثر كفاءة للوقود.

وتم عرض ألواح الطاقة الشمسية في سيارة «بي إم دبليو اكس 5» التي تعمل بهجين الديزل في معرض جنيف في وقت سابق من العام الحالي، ولكن لم ترد أي تفاصيل من الشركة عن مدى استعدادها لانتاج هذه السيارات.

وطبقا لشركة «بي إم دبليو»، فإن مترا مربعا من ألواح الطاقة الشمسية كافٍ لتوليد قوة كهربائية لتشغيل أو إدارة الاجهزة الموجودة داخل السيارة مثل أجهزة التوجية والهواتف الخلوية. ويمكن أن تستخدم أيضا في أنظمة التكييف.

وبانتظار حسم البديل الأجدى للسيارة الاقتصادية والصديقة للبيئة حث الاتحاد الأوروبي سائقي السيارات على القيادة بحرص لخفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. وفي حملة أطلقتها من بروكسل بشأن تقليل استهلاك الوقود أثناء القيادة قالت المفوضية الأوروبية إن بمقدور سائقي السيارات في أوروبا خفض استهلاكهم للوقود بمقدار الثلث إذا اتبعوا عددا قليلا من العادات الصديقة للبيئة والموفرة اقتصاديا أثناء القيادة .

وردا على سؤال جاء في مقطع فيديو نشر على موقع «يو تيوب» التابع للاتحاد الأوروبي عن «كيف يمكن أن نخفض استهلاكنا (من الوقود) والانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري دون الاضطرار إلى الاستثمار في تكنولوجيا جديدة»؟ جاء الجواب:« عدد قليل من العادات سيساعدنا على توفير المال وإطالة عمر المحرك والإسهام بفعالية في حماية كوكبنا».

ووفقا للحملة التي تدعمها المفوضية الأوروبية ورابطة صناعة البترول الأوروبية «يوروبيا»، فإن عادات مثل الحفاظ على مستوى ضغط الهواء الصحيح داخل إطارات السيارة واستخدام مكيف الهواء بدرجة أقل يمكن أن يخفض استهلاك الوقود بنسبة 10 بالمائة.

وقال مقطع الفيديو إن أساليب القيادة البسيطة مثل توقع ازدحام السيارات بشكل مسبق وتجنبه وخفض دوران المحرك يمكن أن تسهم في خفض استهلاك الوقود بشكل أكثر. وينصح مقطع الفيديو إنه «في ما يتعلق بتحقيق استهلاك أقل من الوقود، فعليك بالوصول إلى السرعة بهدوء وسرعة ثم استخدام أعلى سرعة ممكنة من سرعات ناقل الحركة».

ومن المعروف ان الاتحاد الاوروبي ملتزم بتخفيض انبعاثاته من ثاني أوكسيد الكربون بنسبة كبيرة بحلول عام 2020 وخفض هذه الانبعاثات التي تعتبر مسؤولة عن الاحتباس الحراري يعتبر عاملا رئيسيا في تحقيق هذا الهدف.

أما شركة «أودي» الالمانية فقد كشفت عن استمرارها في التخطيط لإنتاج مجموعة من المحركات المطورة التي تعمل بالديزل، واعلنت عن نجاح اختباراتها لتصميم سيارة «هاتشباك» تظهر مدى القوة التي يمكن الحصول عليها من محرك الشركة الذي يعمل بالديزل وتبلغ سعته 2 لتر ويتم شحنه بشاحن توربيني.

وقد زودت السيارة الاختبارية الجديدة بمحرك تربو ديزل من أربع اسطوانات بسعة لترية 2000 سي سي وبقوة 225 حصانا. ويبلغ معدل تسارع السيارة من صفر إلى 100 كلم 6.6 ثانية فقط. وتصل أقصى سرعة للسيارة إلى 240 كلم في الساعة (حوالي 150 ميلا في الساعة). والسيارة ذات قوة دفع رباعي وناقل الحركة مكون من ست سرعات.