تراهن جنرال موتورز وكرايسلر على إصدار طراز مهجن من سيارتهما الرياضية متعددة الاستعمالات كبيرة الحجم، على اعتبار أنه من المتوقع أن يستهلك هذا الطراز المهجن من سياراتهما التي تحتوي على ثمانية كراسي غالونا واحدا فقط لكل 20 ميلا.
وكان هناك إقبال بطيء من قِبل المستهلكين على طرازي جنرال موتورز، واللذين يعدان جديدين نسبيا على السوق.
منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، باعت جنرال موتورز، نحو 1100 من طرازيها شيفروليه «تاهو»، وجي إم سي «يوكون» المهجنين، حسبما يستفاد من تقرير مبيعات الشركات. ويعتبر حجم المبيعات هذا بعيدا عن الهدف المحدد من الشركة الذي يتوقع بيع 12 ألف سيارة من أصل 100 ألف سيارة هجين بيعت في الولايات المتحدة خلال هذا العام لغاية الآن.
وتساعد السيارة المهجنة «تاهو» على الاقتصاد في استهلاك الوقود خلال قيادتها داخل المدن، إذ تستهلك غالونا واحدا لكل 20 ميلا بدلا من 14 ميلا.
لكن في المقابل، يدفع من يريد شراء هذه السيارة الهجين 53 ألف دولار، أي 4 آلاف دولار على الأقل أكثر مما يدفع لسيارة «تاهو» التقليدية.
ويرى المهتمون بشؤون البيئة أن السيارات الهجين خطوة إلى الأمام في الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة للتقليل من استهلاك الوقود.
ويتساءل ديفيد فريدمان، وهو مدير أبحاث برامج السيارات في «اتحاد العلماء القلقِين» الذي يهتم بالشؤون البيئية: «هل تساهم هذه السيارة في المحافظة على البيئة؟» ويجيب: «أعتقد أنها تفعل ذلك بقدر كبير. إنما السؤال يبقى: هل يستحق الاقتصاد في استهلاك الوقود بهذه الطريقة هذه التكلفة؟».
يذكر أن مبيعات السيارات الرياضية متعددة الاستعمالات كبيرة الحجم، سواء كانت مهجنة أم لا، تشهد تراجعا كبيرا في السوق الأميركية التي تتحول بسرعة نحو السيارات الأصغر حجما أو السيارات «كروس أوفر».
وخلال العام الماضي، كانت السيارات الرياضية متعددة الاستعمالات التقليدية، التي كانت النجم الصاعد في أساطيل السيارات في مدينة ديترويت ومصدر ربح كبير للصناعة، تمثل 8 في المائة من سوق الولايات المتحدة. إلا أن أرقام المبيعات الأخيرة تسجل تراجعا في مبيعاته بنسبة 4 في المائة، حسب شركة أبحاث « آر إل بوك».
ويميل الأميركيون بشكل ملحوظ إلى استخدام سيارات صغيرة الحجم، في ظل ارتفاع أسعار البنزين التي بلغت 4 دولارات للغالون. وتصل نسبة السيارات الصغيرة المباعة إلى سيارة من بين كل خمس سيارات فيما يستمر باطراد التحول إلى السيارات الصغيرة. وتخطط جنرال موتورز لان تُلحق طرازي «تاهو» و«يوكون» بالطرازات الهجين الأخرى مثل «كاديلاك إسكالاد» و«شيفروليه سيلفرادو». وفي الوقت نفسه، تخطط كرايسلر لإنتاج طراز هجين من «دودج دورانغو» و«كرايسلر أسبن» و«دودج رام».
لكن يبدو أن السيارات المهجنة كبيرة الحجم لا تلاقي إقبالا كبيرا، فيما تسيطر طرازات السيارات الهجين الأصغر على السوق، إذ يمكنها أن تقطع أكثر من 40 ميلا في الغالون الواحد.
وقد توصلت تويوتا إلى بيع 64 ألف سيارة «بريوس» لغاية أبريل (نيسان) الماضي، أي بزيادة مقدارها 23 في المائة مقارنة بعام 2007. وهي الآن تحتل المرتبة التاسعة بين أكثر السيارات مبيعا في الولايات المتحدة. وفي الوقت الذي تنتج فيه جنرال موتورز وكرايسلر طرازات مهجنة من سياراتهما الكبيرة، تعمل شركات أخرى في اتجاه مغاير، فقد أعلنت هوندا، على سبيل المثال، أنها ستصنع سيارة هجين من طراز «فيت» الصغيرة الحجم.
وتعمل السيارات الهجين بمحرك كهربي إضافة إلى المحرك العامل بالوقود، وهذا يسمح للسيارة باستخدام الكهرباء إبان سيرها بسرعات بطيئة أو حين تكون متوقفة. ويعتبر ذلك مفيدا جدا، لا سيما داخل المدن، إذ ان بإمكان سيارة تويوتا «كامري» المهجنة قطع 33 ميلا مستهلكة غالونا واحدا داخل المدن، مقارنة بـ21 ميلا بالنسبة لسيارة «كامري» التقليدية.
وعلى الرغم من البداية البطيئة للإصدارات المهجنة من «يوكون» و«تاهو»، يقول مسؤولون في جنرال موتورز، إنهم سعداء باستجابة السوق لهما.
وبالنسبة لكرايسلر، فقد انخفضت مبيعات السيارات متعددة الاستعمالات هذا العام بنسبة 22 في المائة. لكن المتحدث باسم الشركة نيك كابا، يقول إن إضافة الطرازات المهجنة خلال هذا الخريف يعكس التزام الشركة بتحقيق أهدافها في هذا القطاع. ويتساءل كابا «لماذا لا يستطيع من لديهم سيارات متعددة الاستخدامات كبيرة الحجم الحصول على سيارة مهجنة من هذا النوع؟».
أما شركة فورد موتور، فلا نية لديها لإنتاج طرازات مهجنة من سياراتها الرياضية متعددة الاستعمالات. وأوضح متحدث باسم فورد، ان الشركة تتوقع أن يقبل العملاء الذين يحتاجون إلى سيارة كبيرة فعالة على طراز «فلكس» من نوع «الكروس أوفر»، وهو يتسع لسبعة ركاب ومزود بمحرك سعته ست سلندرات على شكل v ويستهلك غالونا واحدا من البنزين لكل 24 ميلا.
وبعيدا عن السيارات الرياضية والشاحنات الصغيرة، يزدهر وجود السيارات المهجنة في الولايات المتحدة. وتقلل جنرال موتورز من اعتمادها على السيارات الهجين «تاهو» و«يوكون»، لذلك يندر وجود هذه الطرازات في مخازن وكلائها. وقد يكون السبب الأساسي في الحد من مبيعات السيارات الرياضية الهجين، متعددة الاستعمالات، هو التكلفة المرتفعة، فعلى سبيل المثال، كان غلين غالفان من مدينة رينو بولاية نيفادا يأمل في استبدال سيارته الهوندا، بسيارة هجين من إنتاج جنرال موتورز، لكنه لم يفعل بسبب التكلفة. ويقول غالفان «لا مانع لدي من أن أتحمل تكلفة أكبر من أجل الحفاظ على البيئة، لكن لا أرى أن السيارة توفر الوقود بالصورة التي تبرر هذه التكلفة». وفي المقابل، وجد زوجان يعيشان في مدينة لونغ فيو بولاية تكساس أن سيارة «يوكون» الهجين التي يملكونها تستحق هذه التكلفة. وتقول الزوجة كيندي بيتمون «استهلك غالونا لكل 20.8 ميل، مقارنة بـ13 ميلا في السيارة القديمة». وترى الزوجة أن السيارات الهجين الكبيرة الحجم تجذب الانتباه بشكل أكبر في المحلات التجارية.