مرسيدس «إم إل».. تجمع بين السيارة الوعرية والصالون الأنيقة

كان أول ظهور لها في فيلم للمخرج ستيفن سبيلبرغ

مرسيدس «إم إل» («الشرق الأوسط»)
TT

كانت مناسبة الظهور الاول لسيارة «مرسيدس-بنز إم إل» الى العلن في فيلم ستيفن سبيلبرغ الشهير «العالم المفقود» - الذي اعقب فيلم «الحديقة الجوراسية» - قبل ان تطرح في الاسواق. الا انها، آنذاك، لم تلاق الترحيب المنتظر من جمهور سيارات مرسيدس.. والسبب، كان، خبرة مرسيدس المحدودة ذلك الحين في قطاع سيارات الدفع الرباعي، فلم يكن مستغربا ان تكتسح سيارات منافسة لها، مثل «بي إم دبليو إكس5» و«فولفو إكس سي 90»، هذه السوق.

ولكن الامور تبدلت جذريا اعتبارا من شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2005، أي بعد ان توصلت «مرسيدس» الى اصلاح العيوب التي عانت منها السيارة. وبعد ان كانت هذه الشركة العريقة تجهد بصعوبة لتسويق سيارتها (الرائعة اليوم) تحولت بسرعة الى سيارة محترمة على كل الصعد، وسيارة جديرة بحمل علامة شركتها بفخر واعتزاز..

وهكذا اختفت عن الساحة سيارة «مرسيدس-بنز إم إل» القديمة التي ينفصل الهيكل السفلي (الشاسي) فيها عن جسم السيارة الخارجي الاعلى، ليحل مكانها الطراز الجديد القوي والمتين المتميز بالتركيب الصلب والمؤلف من قطعة واحدة اطول من الطراز القديم، واكثر عرضا وانخفاضا منه.

وفضلا عن ذلك، تميز الطراز الجديد لمرسيدس «إم إل» برشاقة المظهر وخفة الوزن الذي لا يزيد عن مئات الكيلوغرامات. كما ان اللمسات التجميلية اضفت على الطراز الجديد شكلا انسيابيا أجمل من شكل الطراز السابق يساعد على اختراق مقاومة الهواء، مما يترجم اداء مميزا وتوفيرا كبيرا في الوقود.

وجاء المحرك الجديد ليضفي عليها ايضا المزيد من القوة بالنسبة الى محركها البترولي «V8» بمقدار 14 حصانا مكبحيا لتصل قدرته الاجمالية الى 306 احصنة مكبحية. وسرعان ما انضمت خيارات محركات اخرى إلى المحرك الاصلي، فهناك المحرك البترولي الرائع ايضا «V6»، سعة 3.5 ليتر، والذي يولد 272 من القدرة الحصانية المكبحية، ومحرك الديزل الجديد «V6»، سعة 3 الذي يولد 224 حصانا مكبحيا من القوة، مع 376 رطل قدم من عزم الدوران. وهو المحرك الذي بات اكثر شعبية وطلبا من المستهلكين. وكان هناك ايضا المحرك الجبار سعة 6.3 ليترات، بقوة 510 أحصنة مكبحية في نسخة «إيه إم جي» من هذا الطراز الاكثر قدرة وتحقيقا للسرعات العالية. وهو يستحق في الواقع مراجعة خاصة به نظرا الى مميزاته الفريدة.

لكن سرعان ما عمدت «مرسيدس» الى تطوير جيل جديد من محركات الديزل «في6»، سعة ثلاثة ليترات، الاهدأ ضجة والاكثر سلاسة ومطواعية من الاجيال السابقة، بحيث ازاحت عن القمة المحركات البترولية. فمحركات الديزل الجديدة هذه سريعة ونظيفة واقل ضجيجا، فضلا عن اقتصاديتها التي تصل الى 30 ميلا في الغالون الواحد من الوقود.

ونظرا الى الطلب الكبير على هذه المحركات اضافت «مرسيدس» محركات ديزل جديدة الى المجموعة وهي: محرك «إم إل 280 سي دي آي» المطور من «إم إل 320 سي دي آي»، والمحرك الكبير «420 سي دي آي»، في8، سعة اربعة ليترات منتجا 302 حصان مكبحي. الامر الوحيد الذي يعتبره البعض سلبيا في هذه الطرازات الجديدة من مركبات «إم إل» الوعرية ذات الدفع الرباعي، هو وجود خمسة مقاعد فيها بدلا من سبعة، كما هو الحال مع سيارة «فولفو كي سي 90» و«لاند روفر ديسكفوري». ويبدو ان مرسيدس تحتفظ بالمقاعد السبعة لمركباتها من طراز «آر» و«جي». وهناك ايضا مأخذ آخر هو غياب ناقل الحركة اليدوي، والاعتماد على الاوتوماتيكي فقط الذي يعمل بعصا تغيير تتابعية، على الرغم من ان الاخير سباعي السرعات، ويمكنه حتى قطر مركبات واحمال ثقيلة وراء هذه السيارة القوية. وتقوم مرسيدس كعادتها بتقديم المزيد من المشوقات الاختيارية ايضا مع هذه السيارة كالعجلات الكبيرة، وقضبان الكروم الجانبية، ومشبكات المشع (الراديتور) من الالمنيوم، التي هي تعتبر في الواقع مسألة ذوق شخصية. ثم هناك نظام التعليق الهوائي، ونظام الملاحة بواسطة الاقمار الصناعية، والنظام الآخر الكهربائي لتعديل وضع المقاعد.

ويضفي نظام التعليق الهوائي على هذه المركبات، خاصة الكبيرة منها، مستويات كبيرة من الراحة، ويقلل بالتالي من تأرجح المركبة، خاصة على المنعطفات. واذا كانت المركبة مجهزة بالرزمة الخاصة الاختيارية التي تمكنها من السير خارج الطرقات العادية في المناطق الوعرة، فان نظام التعليق الهوائي هذا يمكنها من تعديل ارتفاعها عن الارض لتتجاوز العوائق والمطبات حتى ارتفاع قدمين كحد اقصى، مما يعني القدرة على اجتياز الانهار ذات المياه الضحلة نسبيا.

وللتوضيح فقط فان الطراز المجهز بمحرك الديزل «320 سي دي آي» الذي يولد 224 من القدرة الحصانية يمكنه بلوغ سرعة اقصاها 134 ميلا في الساعة، في حين ان المحرك الاكبر يحقق سرعة قصوى أعلى طبعا.

وبايجاز انها سيارة عملية جدا تجمع بين المركبات الوعرية والصالون التي توفر راحة كبيرة لركابها، فضلا عن الاناقة والفخامة والشعور بالتميز.