أفادت شركة فورد بأنه تم تأجيل البدء بطرح سيارتها الجديدة من طراز «اف 150» في السوق الأميركية بسبب إعراض العملاء عن شراء الشاحنات الخفيفة في ما يبدو وكأنه ظاهرة هرب من معدلات استهلاكها المرتفع من الوقود. استنادا الى تقرير وضعته وكالة «استندارد آند بورز» يتضح أن الشركات الأميركية الثلاث الرئيسية، أي فورد وجنرال موتورز وكرايسلر، تأثرت سلبا بارتفاع أسعار الوقود، مما أثار «قلقا متجددا بشأن السيولة النقدية لدى هذه الشركات الثلاث».
وقد خفضت فورد من توقعاتها بشأن الطلب على سياراتها في الولايات المتحدة وأفادت بأن النتائج المالية للعام الحالي سوف تكون أسوأ من عام 2007 الذي سجلت بنهايته خسائر بلغت نحو 2.7 مليار دولار. وأفادت الشركة أيضا أن «ذراعها المالية»، أي «جنرال موتور كريدت»، سوف تعاني من الخسائر، قبل احتساب الضرائب، بسبب الضعف المتزايد في قيمة سيارات الشحن الصغيرة والسيارات الرياضية. الرئيس التنفيذي لشركة فورد، ألان مولالي، قال إنه يتوقع انخفاض مبيعات قطاع السيارات بصورة عامة. وأكدت شركة فورد أنها ستخفض إنتاجها من الشاحنات الكبيرة والسيارات الرياضية في بقية العام الحالي وذلك من خلال خفض ساعات العمل وخفض حجمه أيضا على خطوط الإنتاج. ويبدو تأثير هذا القرار في مداخيل الشركة من كون الشاحنات الخفيفة من فئة «إف»، هي التي حققت أعلى مبيعات لفورد في سوق السيارات الأميركية على مدى 26 عاما، لكنها تخلت، للمرة الأولى، عن الموقع الأول لسيارة هوندا «سيفيك» الصغيرة. كما أن مبيعات كل من تويوتا «كورولا» و«كامري» تجاوزت هي أيضا مبيعات سيارتها.. بدأت ظاهرة التراجع في إقبال الأميركيين على سيارات الشحن الخفيفة مع ارتفاع أسعار الوقود من جهة، وتباطؤ الاقتصاد الأميركي، من جهة أخرى. وتتوقع شركة فورد أن تصل مبيعات السيارات في الولايات المتحدة عام 2008، بما في ذلك الشاحنات الخفيفة والسيارات الرياضية، إلى ما بين 14.7 و15.2 مليون سيارة، علما أن فورد كانت قد توقعت في وقت سابق بلوغ مبيعات السيارات ما بين 15 و15.4 مليون سيارة. ويقول مارك فيلدز، رئيس شركة فورد في منطقة الأميركتين: «مع التباطؤ الحالي في السوق، رأينا أنه من الحكمة تأجيل بدء طرح الشاحنات الخفيفة الجديدة إلى نحو شهرين». كما أفادت شركة فورد بأنها في حاجة إلى بيع مخزونها من السيارات الحالية، وأنه سوف يتم البدء في طرح السيارات الجديدة من فئة اف 150 مع نهاية فصل الخريف. وقد توقعت شركة فورد في وقت سابق تحقيق أرباح قبل احتساب الضرائب مع حلول عام 2009، لكن بعض المسؤولين أفادوا بأن ذلك «سوف يكون من الصعوبة بمكان».
ومثلما هي الحال مع شركة فورد، أعلنت شركة جنرال موتورز بالفعل أنها سوف تخفض من إنتاج الشاحنات الكبيرة وتزيد من إنتاج السيارات الصغيرة بسبب انخفاض مبيعات الشاحنات الكبيرة بنسبة 30 بالمائة خلال العام الجاري.
وقد تضطر شركة كرايسلر إلى خفض إضافي في إنتاج السيارات الكبيرة، على الرغم من قيامها بذلك خلال العام الماضي، حسبما أفاد رئيس مجلس إدارة الشركة بوب نارديلي أخيرا. وقد أبطأت شركة تويوتا كذلك من إنتاج شاحنة «توندرا» ذات الحجم الكبير في مصانعها في تكساس وإنديانا. وتحاول شركة فورد زيادة إنتاج السيارات الصغيرة في خطوط الإنتاج الخاصة بها. وقد أعلنت أنها سوف تبدأ بإنتاج الجيل الجديد من سيارات «فوكس» و«فيستا» صغيرة الحجم في أميركا الشمالية بحلول عام 2010.