مكاتب تصميم السيارات الحديثة تزدهر في الهند

جنرال موتورز ورينو وهيونداي وجاغوار بين زبائنها

TT

مع تزايد اهتمام محبي السيارات ومقتنيها بطرز وأشكال السيارات التي ينوون اقتناءها، يزداد توجه الشركات العالمية المصنعة للسيارات إلى الهند سعيا وراء خدمات مصممي السيارات. وبالفعل اسست العديد منها، مثل جنرال موتورز ورينو وهيونداي، استوديوهات تصميم على السواحل الهندية. افتتحت جنرال موتورز استوديو تصميم «جنرال موتورز الهند» في بانغالور، متوخية بذلك تقديم خدمات التصميم لعمليات جنرال موتورز في الهند وغيرها في الخارج.

يقول كارل سليم رئيس «جنرال موتورز الهند»، والمدير التنفيذي بالشركة، إن افتتاح استديو تصميم جنرال موتورز يعتبر «خطوة مهمة في نمو جنرال موتورز في ظل المنافسة المحتدمة التي تشهدها السوق». ويؤكد أن الاستديو الجديد سيعمل في مشروعات محلية بالهند وسيساعد في إشراف الشركة على الاستديوهات الخاصة بمشروعات دولية أخرى.

وبدورها افتتحت «رينو الهند» استديو التصميم الأول الخاص بها في مومباي وتخطط لإقامة استديو آخر في شيناي. وقد قدم استديو رينو منحا دراسية للتصميم في مقره في مومباي لطلاب من كليات هندسية عديدة في الهند. وتستعين شركة هيونداي لصناعة السيارات بنحو 100 موظف في شيناي و190 في حيدر آباد ممن يعملون على تصاميم طرازات مستقبلية للسيارات، وذلك باستخدام برامج التصميم على الكومبيوتر. وبحلول العام المقبل، تخطط الشركة لتوظيف 800 إلى 1000 موظف في مراكز التطوير الخاصة بها. من جانبها تعمل شركات تصنيع السيارات الهندية على تأسيس و/أو تطوير استديوهات خاصة بها تعتمد بصورة أقل على الاستشارات الغربية. وبحلول شهر يونيو (حزيران) 2009، سوف تفتتح مجموعة «ماهندرا وماهندرا» ـ التي يبلغ رأسمالها نحو 6 مليارات دولار أميركي ـ مقر التصميم والتطوير الخاص بها الذي بلغت تكاليفه نحو 116 مليون دولار. ويطلق على هذا المقر اسم «ماهندرا ريسرش فالي»، ويمتد على مساحة 150 فدانا في ماهندرا جنوب مدينة شيناي الهندية. وبصورة أساسية سوف يتولى هذا المقر تلبية احتياجات المجموعة من تصاميم السيارات، كما ستتوسع أعماله لتشمل تقديم خدمات التصميم للشركات الأخرى. أما شركة «سوزوكي ماروتي» فقد عمدت الى زيادة عدد مهندسي التصميم لديها من 300 إلى 1000. ويبدو أن معظم مصنعي السيارات الدوليين بدأوا يعتمدون على الموهبة الهندية في التصميم بعد أن قدم مصمم السيارات الهندي غيريش واغ تصميمه الخاص بسيارة تاتا الصغيرة «نانو»، الذي برهن للعالم أن التصميم ليس عملا معقدا. وبدوره، صمم «الأب الروحي» لتصميم السيارات في الهند، ديليب شابريا، الذي يبلغ من العمر 53 عاما، أروع السيارات لجيمس بوند في «داي أناذر داي».

ويمتلك شابريا الذي عمل في مركز التصميم في جنرال موتورز بالولايات المتحدة، مركزي تصميم في مومباي وبوني. ويزداد عدد المصممين في هذين المركزين بنسبة 30% كل عام.

ويقدر نصيب الهند الحالي من صناعة السيارات بنحو 3 إلى 5 مليارات دولار سنويا. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى نحو 16 مليار دولار خلال العامين إلى الثلاثة أعوام المقبلة. ومن المتوقع أن يزداد الإنفاق العالمي على الخدمات الهندسية إلى نحو 1.1 تريليون دولار بحلول عام 2020. وحسب الإحصاءات، يتوقع الخبراء أن يصل عدد مصممي السيارات الذين ستحتاج إليهم صناعة السيارات إلى نحو 10 آلاف مصمم خلال السنوات السبع المقبلة. وفي الواقع، بدأ الخريجون الجدد في العمل حيث يحصلون على رواتب جيدة تتراوح بين 300 ألف إلى 900 ألف روبية. ويقول ديليب شينوي، المدير العام لهيئة مصنعي السيارات الهندية: «هناك نقص في عدد المصممين وتطلب الشركات مثل ماهيندرا وماهيندرا ورينو وتاتا تنظيم مسابقات تصميم للتعرف على المواهب الجديدة».

ومع ارتفاع أسعار الحديد الصلب، فإن شركات السيارات المحلية والعالمية تحاول العثور على الخبراء ذوي المواهب الذين يمكنهم تعديل وتصميم مكونات مختلفة بفعالية كبيرة.

مسيرة الهند للتحول الى مركز رئيسي لتصميم السيارات في العالم لم تكن سهلة. ويقول سرينفاسن، وهو النائب التنفيذي لرئيس شركة «أفتيك»، وهي فرع لشركة «هندوستان موتورز»، إن «هناك العديد من الفرص لكن المنافسة تزداد. فالصين وأميركا اللاتينية وأوروبا الشرقية.. كل هؤلاء لهم مزايا طبيعية. العامل الاقتصادي يدفع بالسوق إلى الهند التي تملك فائضا من المهندسين والمصممين الذين يتقاضون نحو 15 دولارا في الساعة. وتتميز الهند بمعدل تكلفة منخفض في ما يتعلق بقدرات تصنيع كماليات السيارات».

ولكي تحقق وضعا قويا في السوق الهندية ولتقوم بعمل تصميمات فريدة ورائعة في المستقبل، فإن العديد من شركات تصنيع السيارات تحاول تجربة مختلف مدارس التصميم من خلال مشروعات متنوعة يمكن عن طريقها ابتكار أفكار وتصميمات جديدة. وقد أدركت شركة بينينفارينا التي تضع تصميمات لسيارات «فيراري» و«ألفا روميو» و«جاغوار»، أهمية الموهبة الهندية وأقامت علاقات مع المعهد القومي للتصميم في أحمد آباد للحصول على خدمات التصميم التي يتم إنجازها فيه.

كما تخطط الشركة لإنشاء مركز تصميم في الهند، حيث يتم تشجيع المواهب الهندية هناك.