الإقبال على السيارات الكلاسيكية يتيح «لبوش» التخصص في إطالة أعمارها

TT

بقدر ما شهدت السنوات الأخيرة تقدما متسارعا في تقنية السيارة الحديثة بقدر ما ازداد الطلب على السيارات القديمة المصنفة «كلاسيكية».

واللافت على صعيد هذه السوق أنها تنمو رغم معرفة أصحاب السيارات الكلاسيكية بافتقار هذه السيارات الى العديد من تجهيزات الأمان، التي اصبحت نمطية اليوم، فعلى سبيل المثال نظام المكابح في السيارة الكلاسيكية أضعف بكثير من أنظمة المكابح في السيارات الحديثة، خصوصا في السيارات التي أنتجت في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي. ولأن معدل المرور على الطرق كان آنذاك، أقل بكثير مما هو عليه الآن، لم تكن المكابح تشكل أولوية كبرى في صناعة السيارات.

لكن الكثيرين من مالكي هذه السيارات يواجهون مشكلة التجهيزات المتخلفة في سياراتهم، إما بتعديل طريقة القيادة كونها مسؤولية بحد ذاتها، أو «تحديث» ما يمكن تطويرها من تجهيزاتها القديمة، فهذه السيارات تمثل علامات بارزة يحن اليها جيل الخمسينات والستينات. على ضؤ هذه الخلفية ارتأت شركة «بوش» الالمانية الحصول على حصة من هذه السوق المربحة، فأنشأت عام 2005، قسما مخصصا لتحديث السيارات التقليدية في مدينة كارلسروه الالمانية.

واليوم تستطيع شركة «بوش» أن تقدم لمالكي السيارات الكلاسيكية 20 ألف منتج مما تصنعها في قسم متخصص من معاملها، إضافة الى تقديم ما تسميه مكونات «المساعدات الصامتة»، مثل مولدات التيارات المترددة وموزعات الإشعال ومفاتيح السيطرة والمصابيح الأمامية وأجهزة الحقن الذاتي. وتساعد «بوش» مالكي السيارات الكلاسيكية بتزويدهم بمعلومات حول تركيبها وإصلاحها وصيانتها. ويعد تقديم قطع غيار أصلية لمجتمع السيارات الكلاسيك والقديمة أمرا معقدا، لكنه يمثل مع ذلك أهمية رئيسية بالنسبة لعلامة تجارية كبيرة مثل «بوش». وقد وضعت «بوش»14 ألف وثيقة على الانترنت تتضمن قوائم مطولة بقطع الغيار ورسومات توضيحية وتفاصيل عن قطع الغيار البديلة لتلك القطع التي توقف انتاجها.

وكان لدى الشركة نحو 100 مشغل للمحركات التي انتجت خصيصا للسيارات الأسطورية من طراز مرسيدس«300 إس إل»، كما أعادت الشركة أيضا إنتاج مائة مشغل للسيارات مرسيدس 190 إس إل ومشغلات ضغط لحقن الوقود الالكتروني تصلح للعديد من السيارات العتيقة.

مع ذلك هناك حدود لعمليات تحويل السيارة الكلاسيكية إلى سيارة أكثر أمنا فالكثير من السيارات الكلاسيكية لا يتوفر فيها مكان لتركيب أحزمة أمان بصورة ملائمة. كما أن تحديث نظام المكابح بها له حدود فنية ومالية.

وإحدى الطرق الرخيصة نسبيا لجعل السيارة الكلاسيكية أكثر أمانا، الاهتمام بالإطارات. ولكن تبديل الإطارات القديمة بأخرى حديثة يحدث اختلافا كبيرا في أداء السيارة.