تحالف نيسان ـ رينو يسابق تحالف فورد ـ كرايسلر على السيارة الالكترونية

2010 موعد دخولها مرحلة الإنتاج.. وتطوير بطارية الليثيوم مفتاح نجاحها في التحدي

ميتسوبيشي.. تسير ببطارية الليثيوم مسافة 160 كلم («الشرق الأوسط»)
TT

يتوقع معهد أبحاث السيارات الألماني (كار)، وبناءً على معطيات علمية بحتة، بأن السيارة الكهربائية ستتجاوز سيارة وقود الاحتراق العادي في وقت قريب، بحيث تدخل مرحلة الإنتاج التجاري بحلول عام 2010 وتسيطر على هذه السوق اعتبارا من عام 2015. وفي توقعات المعهد فإن العالم لن يشهد التحول إلى السيارة الكهربائية بسبب الارتفاع الحاد في أسعار الوقود فحسب، بل ايضا بسبب تنامي الوعي الشعبي بضرورة الحفاظ على سلامة البيئة أيضا من التلوث الذي يسببه ثاني أوكسيد الكربون.

ويقول الباحث فريدناند دودنهوفر، من معهد(كار)، ان صناعة السيارات ستتحول بالكامل إلى السيارة الكهربائية، وفي أسوأ الاحتمالات إلى المحركات الهجينة مع دخول عام 2025. ويعتبر دودنهوفر «الكهربة الكاملة للسيارات» بأنها ثورة تقنية على المحركات العاملة بالبنزين والديزل. وستتحول السيارات الكهربائية والهجينة، خصوصا المصنوعة في الولايات المتحدة واليابان، إلى منافس حقيقي للسيارات العاملة بالبنزين أو الديزل.

وتتوقع الدراسة التي نشرت في جيلزنكيرشن (غرب المانيا) أن يتخلى المستهلكون، بدءا من عام 2010، عن سيارة البنزين في تنقلهم لمسافات تتراوح بحدود الـ 100 كلم كل مرة. ويكفي حينها أن يعيد السائق شحن سيارته من نقطة كهرباء في البيت كي يواصل السير لمائة كيلومتر أخرى. وهذا يعني، حسب تعبير الخبير، أن السيارة الإلكترونية ستنتقل من مرحلة السلع النادرة إلى مرحلة السلع السوقية خلال 12 سنة من الآن.

ومن المتوقع أن يجري، خلال العقد المقبل، تطوير تقنية توليد الكهرباء، وتطوير تقنية البطاريات التي تزود السيارة بالكهرباء، بما يرفع، تدريجيا، من طول المسافات التي تقطعها السيارة الكهربائية. وبالتالي ستدخل صناعة السيارات مرحلة إنتاج السيارات الكهربائية بشكل أجيال تتناسب مع قدرات السيارة الحركية.

في الوقت الحاضر لا تشكل مبيعات السيارت الكهربائية والهجينة غير جزء صغير من سوق السيارات العالمية. وتشير إحصائية معرض فرانكفورت الدولي إلى أن المستهلكين اشتروا عام 2007 نحو 600 ألف سيارة كهربائية وهجينة (صغيرة) مقابل شراء 57 مليون سيارة بنزين وديزل على المستوى العالمي. لكن الصورة ستتغير ابتداء من عام 2009 حيث ستفرض المحركات الكهربائية نفسها على شوارع( سيارات) وأجواء العالم (الطائرات) لتسيطر على الموقف تماما في فترة أقصاها 30 عاما. وأعلن زيغمار غابريل، وزير البيئة الاتحادي في المانيا، عن تخصيص 15 مليون يورو لدعم مشروع تطوير محركات السيارات الكهربائية. وتشارك في المشروع عدة شركات كبرى لإنتاج السيارات بينها دايملر بنز وفولكسفاغن. وسبق للشركتين الألمانيتين أن أعلنتا إنتاج السيارات الكهربائية للسوق بدءا من عام 2010.

وسبق لمرسيدس أن أعلنت عن بدء إنتاج سيارتها من الفئة-إي، بنسخة كهربائية مهجنة وبطارية ليثيوم مطورة، على ان تطرح في الاسواق اعتبارا من عام 2010. كما ستدخل سيارة سمارت الصغيرة مرحلة الإنتاج التجاري بنسخة كهربائية في نفس العام. وذكر توماس فيبر، مدير قسم التطوير في الشركة، أن التقنيين سيزودون سيارة الفئة-أي بأرضية إضافية يجري فيها إنتاج الكهرباء وحفظها. وعقدت الشركة اتفاقية مع شركة «تيسلا موتورز» الأميركية لتزويد سيارتي سمارت والفئة-إي ببطاريات تكفي لتحرك السيارة بالكهرباء مسافة 200 كلم.

من ناحيتها، أعلنت فولكسفاغن عن بدء إنتاج سيارة «غولف توين درايف» محرك كهربائي، وبكميات تجارية، بدءا من عام 2010. وتعول الشركة على تقنية بطاريات الليثيوم كي توسع مدى النموذج الأول من السيارة الذي يقطع 50 كلم فقط. وهي سيارة تخطط الشركة لتخصيصها للمدن بعد رفع مداها إلى 200 كلم عام 2010.

وقد كشفت «فولكسفاغن» الأسبوع الماضي، عن هذه السيارة التي تعمل بمحرك هجين يمكن أن يتم شحنه عبر مخرج كهربي.وقال الرئيس التنفيذي مارتين فينتركورن: إن النظام الاختباري الذي يطلق عليه كود «توين درايف» والمثبت في سيارة «غولف» الصغيرة العادية سيخضع لاختبارات حتى عام 2012.

وكانت الشركة قد بدأت تعاونا قبل أربعة أسابيع مع شركة «سانيو» اليابانية لإقامة مشروع مشترك لإنتاج بطاريات ليثيوم لشحن السيارات أثناء وقوفها.

وعلى النقيض من السيارة «تويوتا بريوس» التي تولد طاقتها الكهربائية باستخدام محرك البنزين فإن سيارة «فولكسفاغن توين درايف» يمكن أيضا أن تشحن بطاريتها أثناء وقوفها باستخدام التيار الكهربائي. وقال متحدث باسم الشركة إنها ستستخدم فقط الطاقة المولدة من المصادر المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الكهرومائية.

وتعتزم الشركة إنتاج عشرين سيارة للاختبار تكون قادرة على قطع خمسين كيلومترا معتمدة على الطاقة الكهربائية فقط قبل أن يبدأ محرك البنزين في العمل.

وتجد صناعة السيارات الألمانية في صناعة السيارات اليابانية منافسة حادة في مجال السيارات الكهربائية. ويرد معهد أبحاث السيارات تفوق اليابانيين على المستوى القريب إلى تفوق تحالف صناعة السيارات، خصوصا تويوتا وهوندا ونيسان، مع منتجي البطاريات الجديدة مثل سوني وباناسونيك. وبالنظر لتركيز مرسيدس بنز وبي ام دبليو على السيارات الكبيرة فمن المتوقع أن تتقدم مجموعة فولكسفاغن-اودي-بورش عليها في هذا المجال.

ويخطط التحالف الياباني الفرنسي، ممثلا بنيسان - رينو، لإنتاج سيارة كهربائية بسعر 12 ألف دولار بحلول عام 2012. ويواجههما من جهة أخرى التحالف الأميركي ممثلا بفورد - كرايسلر، لكن تدهور مبيعات التحالف الأخير يعوق تخصيص المبالغ الكبيرة للبحث في السيارات الإلكترونية. وقدر معهد أبحاث السيارات الألماني أن شركات إنتاج السيارات العالمية تخصص مبلغ 240 مليار دولار في مجال الاقتصاد بالطاقة وحماية البيئة لتغطية أبحاثها في السنوات العشر المقبلة.

ويعتقد دودنهوفر أن محركات البنزين والديزل لن تستسلم بسهولة بسبب مواصلة صناعة السيارات الفخمة، مثل مرسيدس وبي ام دبليو، تطوير تقنيتها لجعلها أكثر مراعاة لسلامة البيئة. وتتسابق صناعة السيارات مع الزمن من أجل خفض انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون وذرات السخام من عوادم المحركات العاملة بالوقود. وقد اعتبر الاتحاد الأوربي عام 2015 موعدا نهائيا لكي يخفض منتجو السيارات من انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون من المحركات إلى 120 غراما لكل 100 كلم. ويبلغ المعدل الوسطي لانبعاث ثاني أوكسيد الكربون من السيارات في أوروبا اليوم بنحو 160 غراما لكل 100 كلم.

وبرأي معهد «كار» فإن تقنية المحركات العاملة بخلايا الوقود تأخرت في سباق السيارات العاملة بالطاقة البديلة، لكن ذلك لن يستمر طويلا. ووصف دودنهوفر تقنية خلايا الوقود بقوله إن «الماء فحم المستقبل» وهو ما تنبأ به الكاتب المعروف جول فيرن في روايته المشوقة «جزيرة الأسرار».