«كالاواي سي 16 سبيدستير» بدأت مطلبا إعلانيا.. وتطورت إلى ثاني أسرع سيارة

قوتها 700 حصان وسرعتها 210 أميال في الساعة

«كالاواي».. سرعة تبلغ 210 أميال في الساعة («الشرق الأوسط»)
TT

سيارة عملاقة جديدة نزلت أخيرا إلى الطرقات الأميركية، وبعض طرقات أوروبا، وان بأعداد محدودة جدا.

إنها سيارة «كالاواي سي 16 سبيدستير»، التي شيدت على منصة «سي 6 شيفروليه كورفيت» من «جنرال موتورز»، وهي سيارة رودستر متفوقة ذات مقعدين حققت اخيرا سرعة قصوى بلغت 186 ميلا في الساعة... لكن مع ادخال بعض التعديلات الاساسية عليها وفي مقدمتها تجهيزها بشحن آلي (سوبر شارج) لكي تصل قوة محركها «في 8» الى 700 حصان مكبحي، الذي مكنها من ان تسجل، في التجربة الاولى، سرعة 210 اميال في الساعة.

وعلى الرغم من ان القليلين شاهدوا سيارة تنطلق بمثل هذه السرعة، فإن احتمالات تجاوزها هذا الرقم كبيرة جدا، اذا ما وجد «الفارس» القادر على ان يروض مثل هذا الفرس الاصيل ذي الطاقة الكبيرة، وطبعا إذا وجدت الحلبة المناسبة لمثل هذه التجارب.

وهذه السيارة التي يوحي شكلها كأنها عربة قادمة من عالم الفضاء، خريجة لمسات شركة «كالاواي» التي تتخذ من ولاية كونيكيتيكت الاميركية مقرا لها. ولهذه الشركة تاريخ عريق في تحويل السيارات السريعة الى مركبات اسرع، بغض النظر عن قابليتها لاستهلاك الوقود.

والطريف في امر هذه السيارة ان فكرتها انطلقت من حاجة اعلانية، فقد صنعت اصلا لغرض الترويج لقسم السباقات والعمليات الهندسية في شركة «كالاواي». ومع الوقت تحولت الى واحدة من اسرع السيارات في العالم.

وعام 1988، وقبل ان تصبح سيارة «فيرون» اقوى واسرع سيارة في العالم بقوة 1001 حصان، راودت مخيلة مهندسي سيارة «بوغاتي» فكرة حولتها شركة «كالاواي» الى عملاق دعته في ذلك الوقت «سليدج هامر» مجهز بمحرك بقوة 898 حصانا مكبحيا. وهذا العملاق تمكن من تحقيق سرعة قصوى قدرها 254 ميلا في الساعة. لم يكن الفارق في السرعة القصوى بين السيارتين القديمة والجديدة كبيرا ليعتبر عاملا مهما في المقارنة بينهما، خاصة ان لـ«سبيدستير» ما يكفي من القوة والسرعة بحيث لا يستطيع امهر سائق من مجاراتهما. ثم ان زيادة السرعة اكثر من ذلك لم يكن يعني الا زيادة مخاطر السيارة على صعيدي السلامة والوقاية من الحوادث، فهي تعتبر خطرة في حالتها الحالية، وليس من الحكمة زيادة عامل الخطورة فيها، إذ لا توجد فيها واقيات ضد الريح باستثناء زوج من شاشتين صغيرتين تمثلان الزجاج الامامي، مما يعني ان بلوغ السيارة لسرعة متواضعة يعني حكما ان تلاعب الريح شعر ووجه السائق بشكل مزعج وزيادة السرعة أكثر فاكثر ستجعل الريح تصب على وجه السائق وشعره بشكل غير محتمل.

لكن للسائق والراكب الذي بجانبه ما يحميانهما، فاذا ما ضغطا على زر قربهما، ينفتح بابا السيارة. وهذا ما يعوض عن مقابض الابواب، كما ان جزءين من جسم السيارة مثبتين خلف المقعدين يبرزان عند الطلب ليكشفا عن خوذتين للرأس مصنوعتين من الالياف الكاربونية الخفيفة الوزن، لكن كلفة الواحدة منهما تبلغ 5000 دولار.

وقد يتساءل المهتم بهذه السيارة: اذا كان سعر قطعة صغيرة فيها مصنوعة من مادة مركبة تصل الى هذا المبلغ، فكم هو سعر السيارة ذاتها المصنوعة كلها، تقريبا، من المادة عينها؟ ربما كان بمقدور الشركة صنع هذه الاجزاء والقفص الهيكلي للسيارة من الالياف الزجاجية بدلا من الالياف الكاربونية لكونها اسهل استخداما عند وضع الطلاء عليها، خاصة ان وزنها لا يزيد كثيرا عن وزن الاخيرة، لكن كون الالياف الكاربونية واحدة من اختصاصات شركة «كالاواي»، جعلها تتبع الطريق الاصعب، فضلا عن تأمين متانة عالية جدا للسيارة. أما فرش السيارة في الداخل فهو من الجلد الفاخر الذي يجعل السائق أو الراكب يعتقد انه يستقل سيارة من طراز «استون مارتن». والاغرب من ذلك وجود كاميرا للرؤية الخلفية حلت محل المرآتين الجانبيتين.

إلا انه لا بد من الاشارة الى ان العدادات واجهزة القياس والازرار المختلفة محولة كلها من السيارة الاصلية «سي 6 كورفيت»، ولا بد من الاشارة الى ان شقيقة هذه السيارة «كالاواي سي 15 كورفيت» المخصصة للسباقات فقط، فازت بغالبية سباقات السرعة الاوروبية على منافسات مثل سيارات «فيراري» و«استون مارتن» و«لومبرغيني». ولبلوغ القدرة الحصانية القصوى لسيارة «كالاواي سي 16 سبيدستير» ،والبالغة 700 حصان، توجب على مهندسي الشركة الصانعة تزويد محرك سيارة «سي 6 كورفيت» «في 8» سعة 6.2 لتر بقوة 431 حصانا مكبحيا، بشاحن توربيني آلي. كما جرى تغيير المكابح الى النوع الكاربوني «ستوب تيك» لتستوعب مثل هذه السرعة الكبيرة، فهي من القوة بحيث اذا استخدمتها بشكل مفاجئ او طارئ في السرعات العالية، تشعر وكأن مقلتي العينين تكادان تخرجان من محجريهما، فضلا عن تعديل نظام التعليق. وجرى تزويد السيارة بعجلات قياس كبير مصنوعة من خليط المغنيسيوم والكاربون بحيث يمكنها حمل وزن دبابة كاملة، مع انها بخفة الريشة، مما يجعل سائق هذه المركبة الفريدة يشعر وكأنه يحوم في الفضاء. والنتيجة هي سيارة لا تمت الى شقيقتها «الكورفيت» المتفوقة من جنرال موتورز بأي صلة، خاصة انها اغلى منها سعرا بستة اضعاف.

وينبغي للراغبين في اقتناء هذه السيارة الفريدة الاتصال بشركة «كالاواي» في المانيا، عل الحظ يسعفهم بالحصول على واحدة منها لان انتاجها محدود، وربما بشروط، أو حسب الطلب فقط. وربما قد يساعد الدولار الضعيف في تخفيض سعر السيارة قليلا الذي يبلغ حسب الحسابات البريطانية الحالية 152 الف جنيه استرليني. يبقى القول فقط ان السيارة قادرة على بلوغ سرعة 60 ميلا في الساعة من سرعة الصفر خلال 3.2 ثانية، وهو تسارع يشابه تسارع سيارات سباقات الفورمولا واحد. اما نظام نقل الحركة فهو، اما اتوماتيكيا، او يدويا سداسي السرعات.