«فورد» تخطط لتعميم إنتاجها الأوروبي في أميركا.. و«بي إم دبليو» تبدأ بتصنيع السيارات الكهربائية

قوانين كاليفورنيا مؤشر أولي على أرجحية المعايير الأوروبية لسيارة المستقبل

«بي إم دبليو X5».. تعمل بالكهرباء وبمحرك احتراق داخلي («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت شركتا «بي إم دبليو» الألمانية، و«فورد» الأميركية، عن مقاربة جديدة لاستراتيجية التسويق في الولايات المتحدة توحي بتقدم المعايير الأوروبية لسيارة المستقبل على المعايير الأميركية على صعيدين متلازمين في الواقع: أولوية الاقتصاد في استهلاك الوقود، وضرورة مراعاة سلامة البيئة.

ولا يخلو هذا الاتجاه المتنامي من إيحاء بعض الولايات الأميركية، وأبرزها ولاية كاليفورنيا، لما ستكون عليه سيارة المستقبل في ظل ضغوط الأسعار المرتفعة للوقود وضغوط قوانين الحفاظ على سلامة البيئة.

في مواجهة هذه الأجواء المتبدلة للمشتري الأميركي، أعلنت «بي إم دبليو» عن نيتها إنتاج 500 سيارة كهربائية من طراز «ميني» تتوافق مع القواعد الجديدة التي تفرضها ولاية كاليفورنيا الأميركية لجهة خلوها من أي عوادم غازية ملوثة للبيئة، فيما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن شركة فورد الأميركية تنوي التركيز على إنتاج موديلات أوروبية للسوق الأميركية.

سيارات «ميني» الكهربائية سوف تجمع جزئيا في مصنع الشركة الألمانية بمدينة أوكسفورد في بريطانيا، ثم تنقل إلى مصنع «بي إم دبليو» في مدينة ميونيخ الألمانية، حيث تجهز بمحرك كهربائي وصندوق تروس وخزان وقود وبطاريات وباقي المكونات اللازمة للسيارة الكهربائية. ويتم طلاء جسم السيارة باللون الفضي وسقفها باللون الأصفر قبل شحنها إلى سوق ولاية كاليفورنيا.

وكانت شركة «بي إم دبليو» قد كشفت في معرض جنيف الأخير للسيارات النقاب عن سيارة رياضية فاخرة صغيرة، تجمع بين محرك ديزل مزود بأربع اسطوانات وتكنولوجيا مهجنة لا بد أن تجد سوقا رائجة لها في الولايات المتحدة. وقد ذكرت الشركة أن نموذج السيارة التجريبي «إكس 5» أثبت إمكانية الجميع بين تكنولوجيا موفرة للوقود تتسم بالدينامية والفاعلية، وتكنولوجيا مهجنة.

ونتيجة لتعاونها مع شركائها في تطوير التكنولوجيا المهجنة، أي جنرال موتورز ودايملر، فإن تكنولوجيا «أكتفهايبريد» تجمع بين محركين صغيرين كهربائيين يرتبطان معا بمجموعتين من التروس الكوكبية وصندوق نقل حركة ثابت وبطارية ليثيوم أيون عالية الأداء.

ونتيجة لذلك ينخفض معدل استهلاك الوقود بنسبة 20 في المائة عن مثيلاتها من سيارات بي إم دبليو التي تعمل بمحرك الاحتراق الداخلي وحده وفقا لما أعلنته الشركة المنتجة للسيارات. ويبلغ معدل استهلاك «إكس 5 أكتفهايبريد» 6.5 لتر لكل 100 كيلومتر ومعدل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون قدره 172 غراما لكل كيلومتر. وفي الوقت ذاته تحافظ السيارة على أداء مرتفع عند 150 كيلووات/204 أحصنة وتسارع من الصفر إلى 100 كيلومتر في الساعة في غضون 8.9 ثانية.

ويمكن للسيارة الجديدة ان تعمل بقوة الكهرباء فقط أو بمحرك الاحتراق الداخلي وحده أو بهما معا. ويتوقف ذلك على ظروف القيادة ويمكن استخدام المحركات الكهربائية لزيادة التسارع أو في الفرملة الاسترجاعية.

وردا على التحدي البيئي الناجم عن بث السيارات الرياضية قدرا كبيرا من الملوثات في الجو، عرضت الشركات المنتجة نسخا مهجنة من هذه الفئة من السيارات، وكانت تويوتا من أوائل الشركات التي استجابت لذلك بسيارتها «لكزس آر. إكس»، التي تعمل بمحرك هجين يجمع بين الأداء القوي وانخفاض معدلات العادم. أما الشركة الأميركية فإنها تبدو على عتبة مرحلة تدخل فيها تعديلات جذرية على نوعية إنتاجها، فاستنادا الى معلومات سربتها لجريدة «وول ستريت جورنال»، تعتزم فورد البدء بإنتاج نماذج أوروبية للسوق الأميركية في وقت تعاني فيه صناعة السيارات في الولايات المتحدة من صعوبات في تسويق سياراتها الكبيرة رباعية الدفع في ظل الارتفاع الشديد في أسعار الوقود. وتقول الصحيفة إن الشركة تعتزم إدخال تعديلات على مصانعها الأميركية كي تتمكن من تنفيذ هذه الخطط. وفيما لم تحدد الصحيفة الموديلات الأوروبية التي تعتزم فورد إنتاجها للسوق الأميركية، فقد أكدت أن هذه الخطط تحظى بتأييد رئيس شركة فورد، ألان مولالي، رغم أنها قوبلت بمعارضة بعض مسؤولي الشركة.

وأشارت الصحيفة إلى أن معارضي هذه الخطط يشككون في قدرة الشركة على الالتزام بالإطار الزمني لإنتاج هذه الموديلات الذي لا يزيد على 18 شهرا بالإضافة إلى تشكيكهم في مدى تقبل المستهلك الأميركي لهذه الموديلات.

وأشار المعارضون للخطط الجديدة للشركة إلى أن خطوط الإنتاج الأميركية الحالية تتميز بأن سعر سياراتها الصغيرة لا يرتبط بسعر الصرف المرتفع لليورو.