أقوى سيارة رياضية «سوبر» تنزل إلى الأسواق العام المقبل

كورفيت «زد آر 1» : تناطح بورشه وفيراري في أدائهما.. وإنتاجها يقتصر على 150 سيارة فقط للشرق الأوسط وأوروبا

كورفيت «زد آر 1» في الاسواق خلال الربع الاول من العام المقبل («الشرق الأوسط»)
TT

شاركت «الشرق الأوسط» في اول مناسبة اتيحت للاعلام العربي لتجربة اقوى سيارة رياضية تطل على العالم في عام 2009، وهي كورفيت «زد آر 1» (ZR1). وفتحت شركة جنرال موتورز مضمار «ميلفورد»، الذي تختبر عليه سياراتها، لمجموعات اعلامية عربية واوروبية واميركية. كما اتاحت ايضا فرصة قيادة السيارة السوبر على الطرق في جولة متنوعة حول مدينة ديترويت.

وللوهلة الاولى لا يثير الشكل العام لكورفيت «زد آر 1» اللهفة المتوقعة حيال سيارة جديدة تماما، الا عبر لمحة ذكية هي تصميم نافذة شفافة في وسط الغطاء الامامي تكشف تحتها قمة المحرك وشاحنه السوبر. وهذه اللمسة تميز «زد آر 1» ليس فقط عن النماذج السابقة من الطراز نفسه وانما ايضا عن كل سيارات العالم.

وللتعرف على قدرات اقوى كورفيت في تاريخ الشركة الذي يمتد لقرن كامل، لا بد اولا من ذكر حجم المحرك وهو 6.2 لتر بشاحن سوبر يأخذ السيارة من الثبات الى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في 3.4 ثانية، وتنطلق به السيارة الى سرعة قصوى تفوق المائتي ميل في الساعة (205 اميال). ويتميز المحرك باسطوانات ثماني صغيرة الحجم مع مضخة تبريد بالضغط للشاحن. وهو يولد قدرة 638 حصانا، مع 600 رطل على القدم من عزم الدوران. وكل محرك منها مصنوع يدويا في مصانع الشركة ويحمل ختما باسم المهندس الذي اشرف على بنائه. وقد لا يكون استخدام «زد آر 1» على الطرق قانونيا اذا اطلق سائقها العنان لها، فالانطلاق على السرعة الاولى فقط يصل بها الى 65 ميلا في الساعة، اي ضعف السرعة القانونية داخل المدن. وهي تصل الى سرعة مائة ميل في الساعة في سبع ثوان فقط! هذا الانجاز يأخذ «زد آر 1» الى مصاف السيارات السوبر مثل «بورشه 911 جي تي 2» و«فيراري 430» التي يمكن القول ان كورفيت «زد آر 1» لم تعد تقل عنهما قدرة، بل تزيد. ويشبه النموذج الجديد من كورفيت سابقه المسمى «زي او 6» (Z06) ولكنها تجمع في جسمها المدمج تقنيات السباق مثل شاسيه مصنوع من الالومنيوم والمغنيسوم، والعديد من الواح الكربون الصلب الخفيف مثل السقف وغطاء المحرك. وكان الهدف النهائي هو رفع الانجاز بتخفيف الوزن وتعزيز قدرة المحرك. من ملامح البناء الرياضي للسيارة ايضا مكابح قرصية مهواة عريضة الحجم مصنوعة من الكربون السيراميكي، واطارات خاصة صنعتها شركة ميشلان للسيارة بحجم 19 بوصة اماما و20 بوصة خلفا. كما تنطلق «زد آر 1» بناقل يدوي بست سرعات، مع امكانية نقل السرعات من على المقود. وكانت النتيجة، وفقا لتصريح الشركة، ان «زد آر 1» استطاعت انجاز دورة كاملة على مضمار نوربرغرنغ الالماني الشهير الذي يمتد 13 ميلا في 7 دقائق و26.4 ثانية بفارق 3 ثوان اسرع من رياضية «نيسان» الاسطورية «جي تي-آر». ولكن هذا الانجاز لا يتوقف عند الانطلاق السريع بل يكتمل بمكابح قوية ايضا. فالانطلاق الى سرعة مائة كيلومتر ثم التوقف بها مرة اخرى يتم في 11 ثانية فقط. وتقول الشركة ان قرص المكابح الكربوني، البالغ قطره 15.5 بوصة، يزيد بنصف بوصة عن حجم مكابح سيارة فيراري إنزو. ويمكن رؤية الاقراص الكربونية عبر اضلاع العجلات الرياضية والتعرف على مكابسها الفريدة المطلية باللون الازرق. ولكن، في تطور لاحق، استطاعت سيارة «فايبر ايه سي آر 2009» في الايام الاخيرة كسر الرقم القياسي في نوربرغرنغ بزمن 7 دقائق و22 ثانية. ولكنها ليست سيارة مريحة على الطرق مثل «زد آر 1»، التي تتمتع بنظام تعليق مغناطيسي يتحول من النعومة الى القسوة في اجزاء من الثانية وفقا لظروف التشغيل بين الطرق والمضمار.

ولا بد من الاعتراف بان التعامل مع «زد آر 1» عمليا كان صعبا. ففي الشوارع كان لا بد من تطويعها لكي تنطلق بهدوء وسكينة وببطء شديد لكي تتماشى مع قوانين السرعة الاميركية، فلا تثير انزعاج قوات الشرطة المنتشرة في المدينة. كما كان يتعين اختبارها بقوة على المضمار وهو ليس بالانجاز الهين. وقد كان المحرك صامتا اثناء السير البطيء على الطرق. ولكن على المضمار كان الانطلاق السريع مصحوبا بزئير هادر، في اختبار هو في الواقع للسائقين وليس للسيارة. فالسيارة ـ ببساطة ـ تتفوق على قدرات كل من اختبروها، حتى هؤلاء الذين كانوا يعطون ايحاءات بقدراتهم المميزة. عند تجربة السيارة على المضمار كان الفارق واضحا بين قيادة الهواة من الصحافيين وقيادة المحترفين. ولا يمكن التعرف على الفارق الا بالجلوس في مقعد بجوار احد السائقين المحترفين. فالانجاز على المضمار بجوار سائق محترف كان تجربة حادة، خالجها شعور كامن بأن فقدان السيطرة هو الاحتمال الارجح. ولكن ادوات التحكم والتوازن الالكتروني تجعل من الصعب فقدان السيطرة حتى في حالات التهور وتخطي الاخرين على المضمار الضيق.

في الداخل يتميز التصميم بالبساطة في لوحة القيادة بمؤشرات حمراء يتبعها خط دائري من الضوء الاحمر للدلالة على سرعة السيارة وسرعة دورات المحرك. وهي تتميز بنظام عرض المعلومات على النافذة الامامية، وبمقاعد «ريكارو» رياضية. وهي تحمل اسمها على ظهر المقعدين وحواف الابواب، كما تزخر بالعديد من ادوات التحكم الالكتروني والتوازن، التي اصرت الشركة على عدم السماح بالغائها اثناء التجربة. وتبدو السيارة في هيئة افضل باختيار حزمة الاضافات الرياضية التي تضيف اليها المقاعد الجلدية المطرزة بشعار السيارة ونظام «بوز» للموسيقى ونظام الملاحة الالكتروني والعديد من الاضافات الاخرى. وتتكلف هذه الحزمة عشرة الاف دولار.

وهي سيارة مريحة في الانطلاق على الطرق وايضا على المضمار بسرعات عالية ولكن ليس في حالات الاختبار القاسي في المنحنيات. ويقول كبير مهندسي السيارة، تادج جاكتر، ان «زد آر 1» تعد سيارة عملية بصندوق خلفي كبير الحجم وباستهلاك جيد للوقود يمكن ان يسجل 19 ميلا للغالون. ويضيف انه سوف يمكن الاختيار بين الناقل اليدوي والاتوماتيكي، وكلاهما يدفع العجلات الخلفية، لدى طرحها في الاسواق في بداية العام المقبل. وهو يعترف بأن نصف المتعة من امتلاك سيارة «زد آر 1»- وهو يملك نسخة منها- هو التوجه بها الى المضمار في نهاية الاسبوع للانطلاق بها بعيدا عن اشارات المرور والسرعات القانونية. وهو يشير الى ان الشركة يمكنها ان تقدم للمشتري دورات تدريبية للتأقلم على السيارة وقيادتها على المضمار.

لماذا «زد آر 1»؟ السؤال الذي يخطر على البال هو: هل تحتاج جنرال موتورز الى سيارة «سوبر» يباع موديلها الاساسي بأكثر من مائة الف دولار وبضعف هذا المبلغ في اسواق اخرى، في وقت تعاني فيه الشركة من الانكماش الاقتصادي وبتقشف المستهلك واتجاهه نحو سيارات اصغر حجما واقل استهلاكا للوقود؟

الاجابة تأتي في شقين: الاول هو ان هذه السيارة لا تهدف الى تحقيق الارباح لانها كلفت الشركة في تطويرها اكثر مما سوف تحقق من مبيعاتها التي لن تزيد بأي حال عن ألفي نسخة سنويا. ولكن قيمتها للشركة هي لرفع السمعة والمكانة التي تنعكس ايجابيا ليس فقط على مبيعات شيفروليه ولكن على مبيعات كافة منتجات جنرال موتورز الاخرى. وقد لاحظت الشركة ذلك من تجارب انتاج نماذج كورفيت قوية في الماضي.

اما الشق الثاني: فهو ان هذه السيارة السوبر ليست للاستهلاك العام بل للنخبة فقط. فلن يحصل على سيارات كورفيت الا 10 في المائة من كبار الموزعين حول العالم. ولن يصدر الى اوروبا والشرق الاوسط في العام الجديد سوى 150 سيارة فقط، يقال انها بيعت بالكامل. فالحجز يجري الان على موديل 2010. ومن المتوقع ان تصل «زد آر 1» الى اسواق الشرق الاوسط خلال الربع الاول من العام المقبل. وسوف يكون محظوظا من يجد منها سيارة لم تحجز بعد! وبانتاج «زد آر 1» تطرح جنرال موتورز التحدي للاوروبيين واليابانيين الذين يبدو عليهم الانزعاج حاليا من مواصفات سيارة تتخطى افضل ما ينتجونه على المضمار وبسعر اقل مما يفرضون. وسوف يعود هؤلاء الى شاشات التصميم مرة اخرى لمحاولة استعادة الزمام بعد ان رفعت «زد آر 1» المعايير الى افاق غير مسبوقة.

شيفروليه كورفيت «زد آر 1»: اهم المزايا: التقنيات والقدرات والندرة. افضل كورفيت انتجت حتى الان على الاطلاق، يمكن استخدامها على الطريق وعلى المضمار.  تعد تحفة فنية بمقاييس السيارات الاخرى.

اهم العيوب: سعرها الباهظ خارج الولايات المتحدة، ولحزمة الاضافات الرياضية (10 آلاف دولار).