شركة أميركية تطرح قريبا سيارة كهربائية خضراء بمدى طويل

«تيسلا» أول مركبة تسير بالبطارية تنافس بأدائها السيارات الرياضية

TT

قام بعض سائقي التجارب باختبار أول سيارة رياضية «رودستر» خضراء تماما تسير على البطاريات.. ودهشوا لفعاليتها وسرعتها واستجاباتها لمختلف متطلبات القيادة الرياضية.

وذكر هؤلاء انه ينبغي تناسي السيارات الكهربائية الصغيرة الاخرى التي نشاهدها حاليا على الطرقات، أو تلك التي تزود المنازل بالحليب والالبان في بعض البلدان الاوروبية، لكون السيارة الجديدة ،التي تدعى «تيسلا»، هي سيارة سرعة وسباق بكل ما في الكلمة من معنى، علما بانه لا تصدر عنها اي انبعاثات ملوثة للبيئة، ولا اي نوع من انواع العجز والقصور الاخرى، سواء على نطاق المدى المقطوع في الشحنة الكهربائية الواحدة، أو الفترة التي تتطلبها عملية الشحن. باختصار، سيارة «تيسلا» على حد قول هؤلاء السائقين تملك اداء السيارات المتفوقة ذات القدرة الكبيرة. ولذلك ليس من العجب بتاتا انها اصبحت محبوبة نجوم السينما في هوليوود، وان الممثل الوسيم جورج كلوني مثلا سارع الى حجز واحدة منها ليقودها مختالا في شوارع بيفرلي هيلز ولوس انجليس.

المأخذ الوحيد عليها ان سعرها الحالي يتعدى الـ 80 ألف جنيه إسترليني، مما يضعها خارج قدرة العديد من المتحمسين لها من انصار البيئة، ومن هواة التقنيات الحديثة، لكونها تعتبر مركبة خارجة عن جميع الفئات الاخرى، وتختلف عنها على جميع الصعد. انها سيارة المستقبل من دون أدنى شك. ويضيف مراقبو ونقاد صناعة السيارات انه ينبغي النظر الى السيارة الجديدة على انها الجواب الاخضر لسيارة «بورشه 911»، او اي سيارة رياضية متفوقة اخرى. وهي تشبه في الشكل الى حد بعيد سيارة «لوتس إليس» التي اعيد تصميم شكلها، والتي تحظى بإعجاب الخبراء في صناعة السيارات.

وكان قد جرى تعزيز قوة سيارة «تيسلا» ببطاريات «ليثيوم ـ آيون»، فضلا عن سلسلة قيادة اوتوماتيكية مبتكرة مستمدة من عصر الفضاء، لتصبح بمثل هذه القوة والأهلية. ومن هنا يعول صانعوها على انها لن تصبح المركبة المفضلة لنجوم السينما فحسب، بل سيارة كبار الفنانين والسياسيين والمشاهير ورجال المجتمع ايضا الراغبين في اظهار حبهم لانقاذ الكرة الأرضية من الاخطار البيئية المحدقة بها. كما ان مثل هذه الفئة المختارة من الناس تفضل كل الاشياء الغريبة التي تميزها عن سائر فئات البشر، خاصة ان هذه المركبة الجديدة لا يسمع لها صوت أو يصدر عنها ضجيج، حتى لدى انطلاقها في الشوارع بسرعة عالية من دون أن يصدر عنها أي انبعاثات غازية.

ويقول الذين تسنى لهم قيادتها ولو لفترة وجيزة انها تدير الرؤوس فعلا وتجعلهم يتساءلون عن هذه المركبة الغريبة في كل شيء، فالصوت الوحيد الذي يصدر عنها هو صوت ادارة مفتاح التشغيل ليس إلا. وما ان تضغط قليلا على دواسة السرعة حتى تنتفض، كما لو انها اصيبت بمس من الجنون لتنطلق بتسارع عال جدا- انها الكهرباء كما يدرك الجميع. من هنا فان الانطلاق بها من سرعة الصفر الى سرعة 62 ميلا (100 كيلومتر) يستغرق أربع ثوان فقط، في حين ان سرعتها القصوى التي تتجاوز الـ 124 ميلا هي اكثر من كافية على الرغم من انها مرشحة للزيادة. وهي ايضا نظرا الى مواصفاتها هذه من اسهل السيارات قيادة،إذ يكفي فقط أن تحرك الساعد الى الامام لتنطلق بهذا الاتجاه كما لو انك تسير على الحرير. كما ان الانعطاف بها يمينا او يسارا هو من الدقة بحيث يشعرك بأنك تسير على سكة حديدية، فمقودها حساس جدا ومستجيب، ويختلف تماما عن مقود «لوتس إليس» التي تسير بمحرك بترولي عادي.

إلا أن المأخذين الوحيدين عليها هما ان الدخول اليها والخروج منها يتطلبان بعض الجهد نظرا الى ضيق المساحات، كما ان المقود ليس معززا لا هيدروليكيا ولا كهربائيا، مما يعني ان عملية ركن السيارة عملية مجهدة بعض الشيء بالنسبة الى الساعدين. ولكن أحد المجالات العديدة التي تبدع فيها «تيسلا» هي المدى الطويل الذي تقطع، كسيارة كهربائية، في الشحنة الواحدة للبطارية، فباستطاعتها قطع مسافة 220 ميلا مقابل نظيراتها الكهربائيات الاخريات التي تقطع افضلهن مسافة لا تزيد على 60 ميلا في احسن الاحوال، كل ذلك بفضل اخر التطورات التقنية التي اعتمدتها، وبفضل محركها الكهربائي الذي يولد 248 حصانا مكبحيا من القوة. وكل ما تحتاجه هو وصلة كهربائية بقدرة 70 امبير بغية اجراء الشحن السريع للبطارية الذي يستغرق اربع ساعات. أما اذا جرى استخدام مقبس كهربائي عادي فإن العملية هذه تستغرق 16 ساعة. لكن الشركة الصانعة لهذه السيارة الممتازة تقول انها تعمل على تخفيض فترة الشحن، خاصة اذا تولت الدول الاوروبية، وولاية كاليفورنيا بشكل خاص، تركيب مقابس شحن في الشوارع (لقاء رسم محدد) اشبه ما تكون بمحطات تزويد الوقود للسيارات. والمشكلة الاخرى الوحيدة المتبقية هي ارتفاع سعرها، إذ يبلغ نحو 80 الف استرليني. لكن هذا هو الثمن الذي تدفعه لقاء الثورة الكهربائية المقبلة.

وتقول الشركة الصانعة «تيسلا»، ومقرها ولاية كاليفورنيا في اميركا، ان الوحدات الاولى من سياراتها في العام الاول من الانتاج، وعددها 250 مركبة، ستباع الى المتحمسين لها من ذوي القدرة المالية في كل من المانيا وبريطانيا، قبل تعميمها على الدول الاخرى حال تهاود سعرها. وتقول ايضا انها على وشك الانتهاء من صنع سيارة اخرى عائلية من هذا النوع بأربعة أبواب، التي ستصدر ايضا الى اوروبا. وهي ستشبه الى حد بعيد سيارة «أستون مارتن» على حد قول المراقبين بسعر قد يصل الى 35 ألف جنيه استرليني بسعر التداول اليوم، والتي من المتوقع ان تحدث صدمة تفوق صدمة «تيسلا» لدى طرحها في الاسواق بعد عامين.