152 موديلا جديدا صديقا للبيئة في معرض هانوفر 2008

الحافلات تتفوق على القطارات في المعرض الدولي لسيارات النقل.. و«الموجة الخضراء» تطال المحركات وبنية العربات وإطاراتها

صورة عامة لجناح مرسيدس وتظهر فيه «شاحنة عام 2009» («الشرق الأوسط»)
TT

عرضت شركات السيارات 152 موديلا جديدا في المعرض الثاني والستين للشاحنات والحافلات وعربات النقل، أي بزيادة قدرها 40% عن عام 2006. وساهمت في المعرض 2066 شركة شكلت الشركات المختصة بإنتاج اللوازم الإضافية ـ مثل المقاعد والزجاج والاجهزة الكهربائية ـ 1217 منها.

واحتلت البيئة المكانة الأولى في عالم النقل والشحن على اعتبار أن الشاحنات الضخمة هي من أكبر مستهلكي الوقود، وبالتالي من أكثر ملوثي البيئة بغاز ثاني أوكسيد الكربون وذرات السخام والكربون. وعليه، شملت التغيرات البيئية بنية العربات، من ناحية وزن السبائك المعدنية المستخدمة في الإنتاج، المحركات التي تقلل استهلاك الوقود، الإطارات التي تقلل ضجيج الشوارع والمرشحات التي ترشح الغاز وذرات السخام المنطلقة من عوادم السيارات. أما النزعة الثانية فكانت تخفيف وزن الشاحنة مع زيادة طاقتها الاستيعابية ورفع قدراتها على الحمل.

التطور الظاهر هذا العام كان تزويد الشاحنات الضخمة بالمزيد من عوامل الثبات وضمان عدم انقلابها وزيادة إجراءات السلامة بالنسبة لسائقي الشاحنات والمشاة على حد سواء. وخصوصا في أنظمة الفرملة الذكية، والاستدارة السليمة، وأجهزة استشعار الصدمات والاستدارات، وأنظمة الاتصالات بين سائقي الشاحنات.

وليس غريبا أن تختار معظم شركات الشاحنات اللون الأخضر للتعبير عن منتجاتها الجديدة الرئيفة بالبيئة. وأطلقت إدارة المعرض على التوجهات البيئية اسم «الموجة الخضراء» واعتبرتها من أهم مظاهر معرض 2008. وعمت المعرض سيارات النقل الضخمة التي تستخدم المحركات الهجينة التي تمزج بين الكهرباء والوقود. وشاركت في المعرض بنز ومان ورينو وسولارس ومب تكنيك وبوش وكونتيننتال وفولفو وفويث. وقدمت مرسيدس بنز نفسها كأكبر عارض للسيارات الهجينة في العالم وطرحت ثلاثة نماذج جديدة في مجال البيئة وهي مرسيدس ايكونيك بلو تيكنيك الهجين، ايكونيك ن جي تي بلو بالغاز ومرسيدس اكسور بلو تيك الهجين. وطورت مرسيدس ناقلاتها من طراز حافلات بوسو والامنيبوس بحيث يمكنها السير بالكهرباء أو بالوقود وبالتالي الاقتصاد بالوقود والسير كهربائيا دون إطلاق ذرة واحدة من ثاني اوكسيد الكربون. ووضعت مرسيدس محركاتها في شاحنات سيتارو بلو تيك الهجين قرب العجلات بغية خفض الضرر على البيئة إلى حده الادنى.

وبعد ان كان نظام الفرملة المساعد ABA من مرسيدس مجرد مشروع عام 2006 أصبح اليوم علامة السلامة البارزة في معرض 2008. وزودت الشركة حافلات النقل الجديدة من طراز ترافيجو وسيترا وتوب كلاس 400 بهذا النظام الذي يضمن فرملة ناعمة وفعالة رغم سرعة الحافلة ويقي الركاب من الأضرار الجسدية.

وقدمت شركة وابكو نظاما جديدا مماثلا أطلقت عليه اسم نظام الفرملة الطارئ الحر. واعتبرت ناقلة صغيرة اسمها ايكو دي من ميتسوبيشي، التي تعمل بمحرك هجين من الديزل والكهرباء، أنظف عربة نقل لعام 2008. وعممت الشركة هذا المحرك للناقلات الصغيرة المزودة برافعة وفي الساحبات. وشركة ساب السويدية قدمت شاحنة خفيفة الوزن من الصفيح المقوى مقللة بذلك استهلاك الوقود ومقتصدة بالمعدن المستخدم.

احتلت الشركات الكبرى مثل مرسيدس وسكانيا وفولفو ومان أكبر الأجنحة في المعرض. واستعرضت مرسيدس بفخر حافلة نقل الركاب سيترا 415 ن. ف. التي انتخبت كحافلة العام 2009، هذا إلى جانب شاحنتها الهائلة من طراز اكتروز التي انتخبت أيضا شاحنة عام 2009. وبرزت شركة فولفو بشاحنة نقل النفايات ف. ل التي اعتبرت أنظف ناقلة قاذورات، فمحركها لا يصدر صوتا تقريبا، وهي توفر 30% من استهلاك الوقود وتقلل انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون بنحو 20%. والشاحنة مزودة بنظام متطور لفرز الأوساخ وضغطها. ولم تقل شاحنات سكانيا 400، 440 و489 سمعة عن شاحنات مرسيدس وكانت سياراتها من بين نجوم المعرض.

وكان على الشاحنات والحافلات أن تسير مسافة 50 كلم إلى بلدة يفرسون لتأدية تحدي عدم الانقلاب على حلبة كلفت إقامتها 3.5 مليون يورو. وهي حلبة أعدتها مدينة هانوفر، بالتعاون مع معرض السيارات الدولي، لامتحان قدرات الشاحنات على السير على طرق متعرجة ومتجلدة من دون أن تتقلب. وتولت شاحنة مزودة بمقص كبير في المقدمة قطع شريط الافتتاح على حلبة «امتحان الوعل».

حافلة النقل تتفوق على القطار: لا تأتي الحافلة إلا بالمرتبة الثالثة بين وسائل النقل المستخدمة لنقل الألمان، تسبقها السيارة الشخصية والطائرة، لكنها تفوقت في السنوات الأخيرة بيئيا وأمنيا على القطار والترام. فالباص ينقل 48% من السكان تاركا المكان للترام لنقل 35% منهم والقطار 17%. ويعود الفضل في ذلك إلى أنظمة السلامة، والرغبة في خفض استهلاك الوقود، والتقليل من انبعاثات غاز ثاني اوكسيد الكربون، وتوفير لوازم الراحة الممتدة بين تكييف الهواء والمقاعد المريحة.

وتكشف إحصائية المعرض أن حافلة اليوم، العاملة بالديزل ومرشحات العوادم، تطلق 3.3 كلغ من غاز ثاني أوكسيد الكربون لكل 100 كلم تقطعه مقارنة بالقطار الكهربائي السريع الذي يطلق 5.4 كلغ والسيارة الاعتيادية (14.7 كلغ) والطائرة (10.7 كلغ) كمعدل. كما عملت أنظمة السلامة، مثل التعرف على السيارات السريعة والابتعاد عنها أوتوماتيكيا، وأنظمة الفرامل المساعدة وغيرهما على خفض القتلى في حوادث الحافلات بنسبة 33% منذ عام 2000. وعموما يموت 0.2 شخص بسبب حوادث الحافلات اليوم لكل مليار كلم من السفر.

عدا عن ذلك يمكن للحافلات الجديدة أن تقدم وجباتها الحارة والباردة كما تقدم في الطائرات بفضل مطبخ مصغر للحافلات التي تنتجها شركة ت م. تيك. وهذا المطبخ تنفتح واجهته لتشكل مكانا عمليا، وهو يحتوي على جهاز قهوة وشاي يكفي لأربعين راكبا، وقلاية وغلاية للمواد مثل النقانق والبطاطا واللحوم، وجهاز ميكروويف. وهناك كومبيوتر صغير يحفظ المواد ويراقب كافة العمليات.

وتشير دراسة نشرتها شركة تأمين السيارات «الليانز» في المعرض ان 13 شاحنة من شاحنات اليوم لا تطلق ضجيجا من محركها وجسدها كما تطلقه شاحنة واحدة صنعت عام 1980. ويمكن لأنظمة السيارات المساعدة ACC أن تخفض حوادث سيارات النقل والشحن بنسبة 70% خلال 5 سنوات.

وساعدت القوانين الجديدة الخاصة بالشاحنات والحافلات في الاتحاد الأوروبي على تحسين سمعة الشاحنات كسيارات قاتلة للبيئة. وذكر الاتحاد الدولي للسيارات أن زيادة الحد الأعلى لارتفاع الشاحنة إلى 4.10 متر زاد سعة الشاحنات بنسبة 40%. كما أسهمت زيادة ارتفاع الشاحنات في تقليص طول الشاحنات والاقتصاد في الكلفة وتقليل الضرر بالبيئة. وعموما أمكن لهذا الإجراء أن يقلل من غاز ثاني اوكسيد الكربون بمقدار 91 الف طن سنويا في ألمانيا.

شركة ويباستو الاميركية نجحت في تخليص أنظمة تبريد تكييف غرفة القيادة عن محرك السيارة وأراحت بذلك السلطات البيئية في العالم والسواقين على حد سواء. فالقوانين الألمانية، مثلا، تمنع تشغيل التبريد عندما تكون الشاحنة فارغة أو عندما تكون متوقفة في المرآب. ولهذا طرحت شركة ويباستو نظامين جديدين يعتمدان على خزان لمادة التبريد يوضع فوق سقف الشاحنة (سعة 40 لترا) ويتولى بالبطارية( 21 فولتا) تبريد غرفة القيادة. ويتكفل نظام «بارك اند كوول» بالتكييف بقوة 14 امبيرا فقط ولا يصدر أي صوت. كذلك نظام «نايت كول» للمساء الذي يعتمد جهازا وزنه 19 كلغ على سقف السيارة وتشغله بطارية 12 أو 24 فولتا. كما عرضت تقنيات عزل جديدة لزيادة كفاءة الخزن والنقل بالشاحنات ـ الثلاجة.

وأقام المعرض ساحة مكشوفة بين الأجنحة يمكن لمن يرغب تجربة قيادة إحدى الناقلات فيها، وتتيح للشركات استعراض تقنياتها الجديدة. وشهدت «الشرق الأوسط» تجربة حافلتين من شركة «مان» استعرض فيهما السائقون نظام الفرملة المساعد CDC ونظام التثبيت PDC. وكانت العربتان، من حمولة 40 طنا، تتوقفان بنظام فرملة هائل ثم تكفان عن الاهتزاز الناجم عن الفرملة خلال ثانية واحدة بفضل نظام التثبيت PDC. واستعرضت شركة «جوست» الألمانية نظاما جديدا لقطر العربة الملحقة أطلقت عليه اسم نظامKKS. والنظام يلحق العربة المقطورة بالسيارة الأم لاسلكيا ودون الحاجة إلى ربط كابل بينهما.

وما كان حلما استعرضته شركة «غوغل» لصنع سبائك السيارات قبل سنتين أصبح واقعا عام 2008. وتجمع حشد من خبراء السيارات في القاعة 27 لمشاهدة جسد عربة نقل ضخمة «فونيكس م 48» تمت صناعته من مواد كربونية فقط. واختصرت الشركة بهذه الطريقة وزن الناقلة كثيرا ووفرت مكانا أكبر للنقل.

ورغم صغرها فقد اجتذبت سيارة فيانو ماركو بولو سي دي آي 3 من مرسيدس أنظار الكثيرين بسبب تصميمها الحديث. والسيارة مخصصة للرحلات ويمكن رفع سقفها كالاكورديون لتتسع لـ«مان» نوم يشبه الخيمة.