السعوديون وسياراتهم.. قصة لا تنتهي

أبرز اهتمامات الشباب: التقطيب والبراقع والجنوط

TT

يلحظ السائر في شوارع مدن السعودية هذه الايام الكثير من السيارات الشبابية وهي تزهو يوما بعد يوما بالكثير من التقليعات الشبابية، وفيما يبدو أن ابرز وأهم تلك التقليعات لجوء بعض الشباب الي وضع براقع على مقدمات سياراتهم.

وتلك الظواهر لم تكن وليدة الصدفة بل أن الحاجة هي التي فرضت وجودها، وتعود قصة براقع سيارات كما يفيد خالد مبارك، وهو صاحب أحد المحلات الخاصة بزينة السيارات، إلى أن المسافرين والسائرين على الخطوط السعودية الطويلة كانوا يستخدمونها لمواجهة الاتربة المؤثرة على اسطح اضواء المركبات عند السرعة العالية ويضطر معها المسافرون الى وضع بعض الزيوت والشحوم لمنع ذلك التأثير والبعض منهم يلجأ الى وضع تلك البراقع للحماية من تلك الاتربة. ويوضح خالد أن الأمر بدأ في التحول عند البعض إلى ما يشبه الموضة او التقليعة، وأصبحت احد المناظر الجمالية لسيارات عند الشباب واصبحت المحلات تتفنن في كيفية صنع وتركيب تلك البراقع التي يتجاوز سعرها 200 ريال سعودي. ويضيف خالد «هناك عدة طرق اقل سعرا منها طلي بالشحم والصابون ومادة شفافة على الواجهة الأمامية، إضافة إلى الخلطة السرية التي منعتها وزارة التجارة وهي خليط من الرمل والمواد». البراقع وحدها لم تكن التقليعة الوحيدة إذ يقبل الشباب على تحسين وتغيير شكل سياراتهم بجميع الطرق والوسائل، وبالخصوص في مناطق تجمع السيارات الفارهة ولا يتوانون في دفع الكثير أو القليل مقابل تحقيق رغباتهم.

ويقول محمد جواح القحطاني صاحب محل لبيع إطارات السيارات وتطوير محرك السيارة وتغير شكلها أيضاً «زبائني من فئات عمرية مختلفة، لذلك هناك أذواق مختلفة وخاصة، فهناك من يفضل القطب أو التقطيب وهناك من يحضر لدينا لتلغيم الماكينة، وهناك من يحضر ليرى آخر الجنوط، أو الكشافات والشمعات وغيرها، و«التقطيب» هو التعديل في المظهر الخارجي للسيارة وتزينها فهناك من مقدمة السيارة بشكل آخر وهناك من يغير الإسطبات».

والتقطيب يعني تغير مظهر السيارة من شكلها إلى شكل أفضل، أما بالنسبة للتلغيم فهي زيادة قوة الماكينة وصوتها بحيث قد تظهر صوت الماكينة كالدباب ويزيد من قوتها.

مع العلم أن مثل هذه الإصلاحات قد تنقص من سعرها الحقيقي لأن أكثر الأشخاص عندما يرون اختلاف منظر السيارة يظنون أنها قد تعرضت لحادث من قبل، وعن تحديد المراحل العمرية بالضبط وجنسها يقول هناك من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 إلى 15 سنة، وهناك من فئة الرجال الذين قد يصل عمرهم إلى الخمسين والخمسة والخمسين عاماً، وهناك أيضا من النساء.

ومن الأمور التي تقع مثار استغراب أن بعض الأطفال يحاولون اقتناء مثل هذه الأمور رغم أنهم لا يستطيعون قيادة السيارة ولكن هناك تنافسا بين الأطفال في المدارس، بحيث كل طفل من هؤلاء لديه سيارة خاصة بسواق وكل واحد منهم يحاول التميز بين أقرانه بمنظر السيارة التي يذهب فيها إلى المدرسة لذلك لدينا زبائن من كل الفئات. وبين القحطاني أن سبب انتشار هذه الظواهر يعود لمواقع الانترنت التي باتت تزخر بمئات المواقع المختصة في تزيين السيارات، وكذلك الأفلام الأميركية التي ساهمت في ظهور هذه الظاهرة وانتشارها.

وعن أسعار هذه الجنوط ومدى صحة غلاء بعضها لدرجة غير طبيعية، يجيب قائلاً «نعم، هناك جنوط يصل سعرها إلى 90 ألف ريال، وهذا الجنط يعرف باسم (أوميقا) مقاس 26، ويبدأ سعر هذا النوع من 30 ألف ريال للمقاس الأصغر حتى يصل إلى المبلغ السابق».

ويرجع سبب غلاء هذه الجنوط إلى خامة وجودة ومنظر الجنط، يقول جواح القحطاني «الجنوط أنواع، وأفضلها المصنوعة والمستوردة من ألمانيا، ثم إيطاليا، فاليابان، وكذلك هناك ضمان للزبون عند حدوث كسر لأي من الجنوط حيث يتم استبداله بجنط آخر، ويعد أفضل أنواع الجنوط جنط بي بي أس الألماني، ويتراوح سعره من 5000 إلى 90 ألف ريال، وهي ما تعرف باسم جنوط أبومروحة التي تدور حين تكون السيارة واقفة، وتتوقف حين تكون المركبة تسير».