صناعة السيارات الهندية تحاول اجتذاب المستهلك بتنويع الإنتاج واعتماد النمط الأوروبي

ماروتي ترفع حجم انتاجها من السيارات الصغيرة

هومدا سيتي («الشرق الأوسط»)
TT

شهدت سوق السيارات في الهند انخفاضا حادا على مدار الأشهر الثلاثة المنصرمة، وفي موسم المهرجانات على وجه الخصوص، يستعد صنّاع السيارات لطرح مجموعة كبيرة من السيارات والدراجات البخارية الجديدة في غضون الشهرين المقبلين في محاولة منهم لتنشيط المبيعات التي مُنيت بضعف ثقة المستهلك، وأزمة الائتمان، وتكاليف الاقتراض المرتفعة للغاية. وستطرح شركة السيارات الرائدة في الهند «ماروتي سوزوكي إنديا ليمتد» في الموسم الجديد للربع الحالي من السنة، موديلها من سيارة «إيه ستار». وقد طرحت ماروتي سوزوكي سيارتها ماروتي «إيه ستار» الجديدة في الهند في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري. ومع بداية عام 2009، تستعد الشركة لطرح موديلها الجديد من سيارتها الهاتشباك «سوزوكي سبلاش». ويصل سعر السيارة الجديدة إلى حوالي 350.000 روبية. وأعلنت مصادر من الشركة أن ماروتي «إيه ستار» ستنطلق مثل سوزوكي «ألتو» في السوق الأوروبية، في الوقت الذي سيتم فيه طرح السيارة «سبلاش» الجديدة أيضا بتصميم على النمط الأوروبي. وستتوفر السيارة بموديلين يعملان بالبنزين، وآخر يعمل بالديزل. وستصدر السيارة الجديدة نموذجين يعملان بالبترول وآخر يعمل بالديزل. ويتضمن النموذجان العاملان بالبترول محركا ذا 3 اسطوانات وسعته 1 لتر وينتج قوة قدرها 165 حصانا، بينما يعمل الموديل الآخر بمحرك ذي 4 اسطوانات وسعته 1.2 لتر منتجا قوة قدرها 186 حصانا. وسيتم طرح محرك الديزل للسيارة نفسها بسعة 4 اسطوانات ذي حقن متعدد1248cc وينتج قوة قدرها 75 حصانا عند 4000 لفة في الدقيقة.

وسترفع شركة ماهيندرا وماهيندرا M&M ليمتد النقاب عن سيارتها الجديدة متعددة الأغراض ماهيندرا «زيلو» في الربع الجاري من هذا العام. ونظرا للإطراء الذي حظيت به السيارة باعتبارها أكثر مشروعات الشركة طموحاً بعد سكوربيو ـ وهي السيارة التي يجري إنتاجها بمصنع مبني حديثا في ناشيك بالقرب من بونو ـ فسيتم طرح السيارتين في آن واحد بالعديد من الأسواق العالمية. وفي البداية سيتم تزويد السيارة «إنجينيو» متعددة الأشكال بمحرك ديزل (سعة 2.5 لتر CRDi)، ثم سيعقب طرح هذا النوع بعد ذلك محرك يعمل بالبنزين (شارك في تطويره AVL) وبناقل حركة أوتوماتيك. ويُقدر سعر هذا الموديل بـ700.000 ـ 800.000 روبية، وبمجرد أن يتم طرحها ستتم مقارنتها بالفئات الأخرى من MPVs مثل تويوتا «إنوفا»، وشيفروليه «تافيرا»، و«إنديكروز» السيارة المقبلة لشركة تاتا.. إلخ. وتتطلع الشركة إلى تحقيق مستوى من الطاقة الإنتاجية الأولية بحجم 25.000 وحدة. وتخطط شركة M&M لطرح سيارة SUV استثنائية (سيُطلق عليها W201) بحلول عام 2009. في هذه الأثناء تم تأجيل طرح السيارة لوغان (R-90) ذات السبعة مقاعد نظرا إلى الأوضاع السيئة التي تعيشها السوق في الفترة الحالية. ومع ذلك، ستعمد الشركة إلى طرح سيارة تجارية خفيفة في منتصف الربع الجاري من العام.

وبعد طرح شركة تويوتا لسيارتها «كورولا ألتيس» بنجاح في البلاد، بدا أن الشركة المصنعة لها تتأهب لطرح الإصدار الآخر للسيارة الذي يعمل بمحرك الديزل في السوق الهندية. ويعد الهدف من تقديم الإصدار الذي يعمل بالديزل أن تويوتا ترمي إلى إرضاء جميع احتياجات المشترين بكافة السبل.

وتخطط شركة سكودا ـ ومقرها التشيك، وتتبع مجموعة فولكسفاغن ـ إلى طرح سيارتها «فابيا كومبي» (فاغن)، و«رومستر»، بالإضافة إلى الإصدارات الجديدة من «سوبيرب» و«لورا» في الهند عام 2009. وسيتم طرح السيارة سكودا «سوبيرب» في الربع الأول من العام المقبل، في الوقت الذي سيتم طرح طراز لورا في منتصف العام. وتتأهب هيونداي موتور إنديا ليمتد بدورها إلى طرح طراز مميز من سيارتها الصغيرة i20، بينما ستعرض فيات إنديا بي في تي ليمتد سيارتها السيدان من طراز «لينيا».

وتحطمت آمال صناع السيارات بأن موسم المهرجانات بالهند ـ والممتد من سبتمبر (أيلول) وحتى أكتوبر (تشرين الأول) ـ سيرفع من نسبة مبيعات السيارات، حيث أسفرت تكاليف الاقتراض المرتفعة في الاقتصاد المتباطئ في البلاد عن إعاقة المشترين، علاوة على أن المصارف التي تشهد في الفترة الحالية قلة السيولة قللت هي الأخرى من إقراض المستهلكين.

تأتي عمليات طرح السيارات الجديدة عقب محاولات بنك إنديان أبيكس ـ بنك الاحتياطي الهندي ـ لضخ السيولة في النظام المالي وحث البنوك التجارية على تخفيض تكاليف الاقتراض بها.

ويوجد في الهند فعليا حوالي 68 نموذجاً للسيارات محلية الصنع، بالإضافة إلى 30 موديلاً أخرى مستوردة، بالإضافة إلى السيارات متعددة الأغراض وتنتمي إلى ما يزيد على 330 نقطة سعرية.

ومن المنتظر أن تطلق شركة أودي الألمانية للسيارات الفارهة موديلاتها الرياضية من طراز 8R في الهند بنهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي وبسعر 12 مليون روبية، وذلك في خضم تأهب الشركة لأن يصل إجمالي مبيعاتها حوالي 1000 سيارة في البلاد هذا العام.

وستكون هذه السيارة الفارهة بمثابة إضافة لموديلات الشركة من السيارات السيدان الفارهة ومنها A4، وA6، وA8، وTT كوبيه، بالإضافة إلى السيارة الرياضية للأغراض المتعددة SUV Q7. من جانبها، تخطط شركة ميتسوبيشي لطرح موديلها السيدان الجديد «لانسر غالانت»، وسيارتها الرياضية الصغيرة للأغراض المتعددة «أوتلاندر» في شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل. ومن المتوقع أن تعمل هذه الإصدارات الجديدة للسيارات على زيادة الحظوظ المتدنية لصناع السيارات، والذين يتطلعون إلى تحقيق مبيعات كبرى في السيارات. وللمرة الأولى منذ ثلاثة أعوام، تنخفض مبيعات سيارات الركوب بنحو 1.7% لتصل في شهر يوليو (تموز) إلى 87.724 سيارة، بانخفاض عن الرقم الذي حققته مبيعات السيارات لنفس الشهر بالعام الماضي والبالغ 89.250 سيارة. يقول عبد المجيد، أحد الشركاء في برايس ووترهاوس كوبرز، إنه بمجرد الإعلان عن طرح موديلات السيارات الجديدة، لم يكن لدى صناع السيارات خيار سوى المضي قدما. وأوضح أن معدلات الفائدة المرتفعة ما زالت هي العائق أمام المشترين.

وأضاف عبد المجيد أن البنوك مولت ما يقارب 90% من السيارات الصغيرة وذات الأحجام المتوسطة المباعة. وتجتذب شركات السيارات قدرا كبيرا من المشترين من قطاعات وشركات خدمات تكنولوجيا المعلومات الذين يتميزون بارتفاع دخولهم. وفي مواجهة الأزمة المالية العالمية التي دعت العملاء إلى قلة الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات، اتجهت تلك الشركات إلى توفير علاوات المهرجان، وقررت تأجيل الزيادات وعمليات توزيع الأرباح، الأمر الذي أدى بدوره إلى إضعاف القوة الشرائية للموظفين.

وأفاد ماهانتيش ساباراد، المحلل في سينتروم بروكينغ بي في تي ليمتد، أن أنواع السيارات الجديدة المطروحة جاءت في الوقت المناسب، وذلك على أساس أن البنك الاحتياطي بالهند خفض منذ فترة قصيرة معدلات السياسة الرئيسة، ومن ثم فإن البنوك التجارية من المحتمل أن تخفض هي الأخرى من تكاليف الاقتراض.

وأوضح قائلاً: «قد لا تكون هناك أوقات أفضل لطرح موديلات السيارات الجديدة». ثم استطرد في حديثه أن خطوة البنك الاحتياطي الهندي «ستساعد بالتأكيد على اغتنام هذا الرأي، ونحن نتوقع (أن نرى) البنوك وهي تخفض معدلات الفائدة إلى حد كبير».

من ناحية أخرى، شهدت الأشهر الأخيرة طرح القليل من موديلات السيارات الجديدة، بالرغم من ركود السوق. فعلى سبيل المثال، طرحت شركة ماهيندرا رينو أخيرا إصدارات جديدة وأفضل من سيارات «لوغان». وتم تطوير الموديل الجديد من السيارة ـ التي تم تدعيمها بالكثير من المزايا المطورة بعد تلقي العديد من المقترحات والآراء المكثفة من قِبل المستهلكين. وسيتم تحديد سعر الموديل الجديد من «لوغان» في ما بين 461.000 ـ 593.000 روبية، وتم تحديد سعر محرك الديزل منها بـ600.000 روبية فما فوق.

وتتأهب شركة تاتا موتورز لطرح الجيل الثاني من «إنديكا فيستا»، التي ستعقب سيارتها «نانو» البالغ سعرها 127.000 روبية في شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وتخطط تاتا موتورز أيضا للتوسع في نشر موديلات ماركتي «لاندروفر» و«جاغوار» وجلبها إلى الهند، حيث قال راجيف دوبي، رئيس قسم سيارات الركوب، للصحافيين: «توجد أعداد قليلة من سيارات «لاندروفر» في مومباي في الوقت الحالي. وقد رسم لنا زملاؤنا في شركة جاغوار ـ لاندروفر خططا للتوسع داخل البلاد في غضون عام، الذي سيعقبه دخول السيارة جاغوار إلى البلاد».

وبصورة مماثلة، طرحت شركة هوندا طرازها الجديد من هوندا «سيتي»، وتحظى سيارة الجيل الثالث من هوندا «سيتي» بتصميم جديد، ومحرك جديد، وصالون رحب، كما أن بها الكثير من خواص الأمان العملية، والمستترة. وتم تصميم السيارة الجديدة لتلائم السوق الهندية، وقد رفع تاكيو فوكوي، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة هوندا موتور كومباني، باليابان، النقاب عن التصميم الجديد للسيارة. وتطل علينا السيارة هوندا «سيتي» بتصميم جديد يشبه «السهم المنطلق»، الذي يجذب بدوره للأنظار، وتضيف الشبكة الأمامية الأنيقة للسيارة والأضواء الحادة طابعا رياضيا مميزا للسيارة. وتعتبر هذه السيارة السيدان الجديدة أكبر حجما، وأكثر عرضا، وقوة إذا ما قورنت بالموديل الحالي من هوندا «سيتي ZX». كما أن الصندوق الخلفي الفسيح يتيح لهذه الفئة سعة تخزينية قدرها 506 لترات.