تويوتا: عمر الـ«بريوس» 180 ألف ميل أو 8 سنوات

حياة السيارة الهجين تحددها بطاريتها.. لكن إلى متى تستمر في شحن نفسها؟

هوندا «إنسايت» وتويوتا «بريوس».. الأقدم بين السيارات الهجين («الشرق الأوسط»)
TT

رؤية السيارة الهجين على الطرقات لم تعد نادرة.. فعام 2009 المقبل سوف يسجل انقضاء 10 أعوام، بالتمام والكمال، على نزول أول سيارة هجين الى الطرقات: سيارة «رنسايت» من إنتاج شركة هوندا اليابانية. الأعوام العشرة التي مرت على إنتاج أول سيارة هجين بددت المخاوف الأولية حول إمكانية تعطّل البطارية التي تعمل بها ـ شريان حياتها الأساسي ـ وأثبتت ان هذه البطارية قادرة على القيام بواجبها على أفضل شكل.. حتى الآن على الأقل.

جمهور السيارات الهجين لم يعط عمر بطارية سيارته الأولوية المطلقة في خياره الشرائي. بالنسبة له، كان العامل الاقتصادي المتمثل بالوفر المحقق من المحرك العامل بالكهرباء الحافز الأول في خياره.. لكن بالنسبة للمشتري الراغب في اقتناء سيارة هجين مستعملة، وحتى بالنسبة لصاحب السيارة الهجين التي انقَضى حوالي العشر سنوات على شرائها، بات عمر البطارية السؤال الأول الذي يتبادر على ذهنهم.

من المسلّم به أنه لم تنتج بعد البطارية التي تدوم إلى الأبد، حتى ولو كانت من نوع البطاريات المتقدمة الخاصة بالسيارات الهجين التي يمكن إعادة شحنها، فبعد عدد محدود من عمليات الشحن الإلكتروني لخلايا البطارية، تفقد هذه البطارية قدرتها على الحفاظ على القدر الكافي من الطاقة المشحونة، وتكون جاهزة من أجل صهرها (أو قد تكون مفيدة في استخدامات أخرى غير السيارة).

لذلك يبدو السؤال المطروح في العقد الثاني من حياة السيارة الهجين: إلى متى ستدوم تلك البطارية؟

لا شركات السيارات الهجين ولا الخبراء يستطيعون إعطاء إجابة دقيقة عن هذا السؤال، خصوصا ان لبعضهم «ملاحظات» حول البطارية الهجين قد لا تكون مبررة لكنها جديرة بالتدقيق.

استنادا الى تقرير وضعه الخبيران جاكوب غوردون وتري هوجرز، يمكن طرح الملاحظات التالية:

* على صعيد الضمانات: كان صناع السيارات الهجين أنفسهم أول من قدم ضمانات الثقة، فقد أكدت شركة تويوتا لصناعة السيارات أن بطاريتها الهجين (التي تطلق عليها بطارية سحب الطاقة)، صُممت لتدوم «طوال عمر السيارة». وقد دار قدر من الجدل حول هذا الزعم، الذي أثاره إلى حد كبير تقرير اميركي صدر أخيرا.

وفي ما يتعلق بشركة تويوتا، فإن عمر سيارة «بريوس» حددته الشركة على أنه 180.000 ميل، ومن المتوقع أن يدوم عمر البطارية الهجين المصنوعة من النيكل لنفس هذه الفترة على الأقل. وقد ظلت شركة تويوتا مصرة على هذا التأكيد، موضحة أنها تضمن عمر البطارية لمسافة 100.000 ميل أو ثماني سنوات، في 42 موديلاً تنتجه الشركة. أما في ثمانية موديلات أخرى، فقد تبنت الشركة معايير أعلى، حيث أوضحت أنها تضمن عمر البطارية لمسافة 150.000 ميل أو 10 سنوات.

وقد طرحت شركة هوندا أول سيارة هجين في السوق عام 1999 (التي تُعرف باسم «إنسايت» ذات المقعدين)، والآن فهي تقدم ضمانا لبطارياتها الهجين المستخدمة في موديلاتها الهجين يشبه ذلك الذي قدمته شركة تويوتا (في موديلاتها الثمانية سالفة الذكر، و80.000 ميل فقط لباقي الموديلات). أما بالنسبة لسيارة «إنسايت»، فقد مدت الشركة من تغطية الضمان لبطارياتها موضحة أنه وصل إلى 150.000 ميل أو 10 سنوات من دون اعتبار موديل السيارة. وعندما تنتهي مدة ضمان أول دفعة من بطاريات هوندا «إنسايت» عام 2009، ستظهر حينها جميع الأسئلة والاستفسارات المثارة حول تلك البطارية.

حتى وإن كان صناع السيارات يثقون في منتجاتهم، فكم عدد الأميال التي يستطيع قائد السيارة أن يستخدم فيها البطارية الهجين؟.

الإجابة عن السؤال لا تزال، حتى اليوم، في علم المجهول. وحتى بعد اقتراب عمر أول إنتاج من السيارات الهجين من عامه العاشر، ما زالت البطاريات الكبيرة مستخدمة في تلك السيارات. ويقول غاري سميث، مدير تكنولوجيا الخدمات القومية بشركة تويوتا، إن معدل عطل البطاريات في الجيل الأول من سيارات «بريوس» يبلغ 1%، وانخفض هذا المعدل إلى أقل من بطارية معطلة مقابل 40.000، يؤكد أنه «ضئيل وغير ذي أهمية».

لكن السؤال يبقى: الى أي مدى يعتبر العمر الافتراضي للبطارية مهما عند التفكير في شراء سيارة هجين؟.

يعمل جهاز يعرف «بالأدوميتر» على احتساب عدد الأميال التي تسجلها السيارة حتى بعد أن تنتهي فترة الضمان على البطارية. ومثال على ذلك، يؤكد أندرو غرانت ـ الذي اشتهر بأنه أول سائق تاكسي يقود سيارة ذات بطارية هجين وسيارته من الجيل الأول لـ«بريوس» ـ أنها قطعت مسافة 200.000 ميل قبل أن تطلب منه الشركة إعادة البطارية لتجري أبحاثا عليها (وتغييرها بالطبع). أما داني كوبر ـ مؤسس موقع PriusChat.com ـ فقد خصص قسما من موقعه للأعضاء في «نادي الـ100.000 ميل». وكما اتضح من مئات الأفراد الذين دخلوا على هذا الموقع، ليس هناك معاناة من تعطل البطارية، بصورة دائمة، أو حتى الشكوى من ضعف أدائها.

ومع ذلك تبقى المخاوف الكامنة من إمكانية استنزاف البطاريات الهجين، بالرغم من سجل المتابعة والملاحظة الخاص بهذا النوع من البطاريات. يقول كوبر «إنني أتذكر عندما انتهى عمر بطارية «بريوس» عام 2004، حينها ذكرت العديد من المقالات عبر الصحف أن مشتري تلك السيارة سيتكبدون 10.000 دولار لاستبدالها، وبعد أربع أعوام أخرى أصبح معدل تعطل البطارية 0.003%، كما أن هناك قدرة على شراء بطاريات مستعملة عبر المواقع الإلكترونية وبسعر يبدأ من 500 دولار. وهكذا يبدو لي أن شراء السيارات التي تعمل بالبطاريات الهجين ليس بالمغامرة التي يعتقدها الكثير من الناس».

* الاستبدال: بالنسبة لقائدي السيارات التي تعمل بالبطاريات الهجين الذين يخططون لشراء سيارة جديدة قبل بلوغهم معدل الأميال الذي ينتهي به الضمان، فإن عمر البطارية لا يمثل لهم تهديدا كبيرا. أما بالنسبة للذين قادوا سيارتهم بتلك البطاريات عبر مسافات طويلة، أو لمن يتطلعون إلى عملية شراء مربحة لبطارية ذات عمر معتدل، فإن عمر البطارية أمر يتعين عليهم الاهتمام به. وقد تبيع شركة هوندا وتويوتا المستهلك بطاريات هجين جديدة، إلا أن هذه البطاريات لن يكون سعرها رخيصًا على الإطلاق. فعملية استبدال بطارية السيارة «بريوس» القديمة بأخرى جديدة من المصنع تكلف 4000 دولار، بالإضافة إلى أتعاب التوصيل والتركيب. وطبقا للشركة، سعت تويوتا بجهد لتخفيض تلك التكلفة من (6500 دولار إلى السعر الحالي منذ 7 سنوات)، كما عملت أيضا على طرح وتقديم البطاريات المجددة باستخدام أغلفة خارجية تحتوي على خلايا جديدة. وحسبما أفاد كوبر، فإن هناك طلبا واتجاها متزايدين نحو المتاجرة في البطاريات المستعملة. فقد أوضح أن المستهلكين عادة ما يبحثون عن البطاريات المستعملة قبل اللجوء إلى شراء أخرى جديدة. وفي ما يتعلق بهذا يوضح: «عندما يبدأ أغلب مستخدمي موقع PriusChat في البحث عن بطاريات جديدة بدلا من المعطلة، كانوا يبدأون بالبحث في المواقع الإلكترونية، ثم يتجهون إلى الأماكن التي يتم فيها بيع المنتجات التي تم إنقاذها، وأخيرا يتجهون إلى التاجر» إذا ما ضاقت بهم السبل.

لكن، ما رأي صناع السيارات في هذا؟

يجيب سميث، من شركة تويوتا: «أعتقد أن هذا الأمر جيد للغاية»، فمنذ أن تم وضع البطاريات الهجين المصنوعة من النيكل في مؤخرة السيارة، بات من الواضح أن هذا الأمر يقيها من الصدمات، حتى وإن تحطمت بقية السيارة.

في كل الأحوال يعتبر مقدار الأميال الذي قطعتها السيارة، من أهم العوامل لتحديد العمر المتبقي لها عند شراء بطارية هجين مستعملة. وليس هناك شيء آخر يفترض الاهتمام به غير مقدار الأميال التي «قطعتها» البطارية. ونفس الأمر يتعلق بالبطارية التي تمتلكها. فالكومبيوتر الخاص بالسيارة يهتم بعملية إدارة الطاقة (حتى لا يجعل البطارية مشحونة بصورة أكبر أو أقل من المطلوب). وإذا كانت بطارية السيارة مشحونة بصورة مبالغ فيها، فمن الأفضل ترك مصباح صالونها مضاء طوال الليل لتفريغ تلك الشحنة الزائدة، إذ إن بالإمكان معالجة نقص شحن البطارية أما زيادته فلا.

ويشير سميث إلى أن بطارية «بريوس» بدأت تدخل مرحلة الشيخوخة، ومع ذلك لم يبد عليها أي علامات تشير إلى تقدم العمر بها، مثل انخفاض أدائها. والأخبار السيئة الوحيدة بشأنها تمثلت في إشارة الإضاءة التحذيرية الخاصة بها على لوحة عدادات السيارة. وشأنها شأن أي تكنولوجيا حديثة، فإن البطاريات الهجين تدور حولها العديد من التساؤلات. وفي الوقت الذي ناهزت فيه البطاريات الهجين عامها العاشر، ما زالت توقعات بقائها جيدة حتى الآن.

إلا أن هناك القليل من التساؤلات التي تدور بخلد الجميع حتى الآن: كيف ستكون تكنولوجيا البطاريات الجديدة مثل بطاريات كيمياء الليثيوم الأيونية، والبطاريات الكهربائية الجديدة مثل البطاريات الهجين التي يتم توصيلها بالكهرباء؟ وكيف سيتم تجديد وإعادة استخدام تلك البطاريات بعد انتهاء فترة خدمتها؟.