مبيعات دايملر وبي إم دبليو تتراجع بنسبة الربع ومبيعات سكودا ترتفع لتتجاوز أرقام تويوتا

السوق الألمانية تعكس تأثير الأزمة المالية على السيارات

TT

إحصاءات مبيعات السيارات في ألمانيا عن شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عكست الأبعاد العملية لمعاناة الاقتصاد الألماني من الركود. ففيما أكدت مجموعة دايملر وشركة بي إم دبليو، تراجع مبيعاتها الشهر الماضي في السوق الألمانية بحدود الـ25%، مقارنة بمبيعات الشهر نفسه من عام 2007، توقعت شركة سكودا، التابعة فنيا لشركة فولكسفاغن الألمانية، تحقيق زيادة متواضعة في مبيعات سياراتها. ورغم تسجيل شركة بي إم دبليو انخفاضا في حجم مبيعاتها الشهر الماضي، توقعت تحقيق نفس نسبة مبيعات العام الماضي في السوق الألمانية للسيارات بنهاية العام الحالي.

وقال رئيس قطاع التسويق لدى الشركة في ألمانيا فيليب فون زار، في حديث مع صحيفة «تاجز شبيغل» الألمانية: «زادت مبيعات شركتنا خلال العام الحالي حتى الآن عن مبيعات نفس الفترة من العام الماضي، ونتوقع أن تصل المبيعات مع نهاية عام 2008 إلى نفس مستواها عام 2007».

وكانت الشركة قد باعت 285 ألف وحدة ما بين دراجة بخارية وسيارة من ماركة بي إم دبليو وسياراتها الصغيرة، وسيارة رولس رويس في السوق الألمانية، التي تعتبر ثاني أكبر سوق لها بعد الولايات المتحدة.

غير أن الشركة لن تستطيع تحقيق نفس المبيعات على المستوى العالمي، وذلك بسبب صعوبة الوضع الحالي في هذه الأسواق.

وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الشركة نوربرت رايتهوفر، كان قد رفض ذكر رقم بعينه للسيارات التي تتوقع الشركة بيعها خلال العام الجاري وذلك في ضوء الأزمة المالية والاقتصادية الحالية والأزمة التي تمر بها سوق السيارات بشكل خاص.

وقد انخفضت مبيعات بي إم دبليو في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بنسبة 25.4%، مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، لتصل إلى 96570 سيارة.

وكانت مبيعات المجموعة قد تراجعت أيضا خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بنسبة8.3%. وأضافت المصادر أن مبيعات السيارات التي تحمل العلامة التجارية بي إم دبليو انخفضت خلال الشهر الماضي بنسبة 26.2%، فيما انخفضت مبيعات السيارات الميني بنسبة 20.8%.

من جانبها ذكرت مصادر مجموعة دايملر الألمانية التي تنتج السيارات المرسيدس والمايباخ وسمارت، ان مبيعاتها انخفضت خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بنسبة 25% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، لتبلغ 84500 سيارة فقط.

وبلغت نسبة التراجع في مبيعات السيارات التي تحمل علامة مرسيدس خلال الشهر الماضي 28% إلى 74400 سيارة، بينما تراجعت مبيعات السيارة الصغيرة سمارت بنحو 200 سيارة فقط إلى 10100 سيارة.

لكن الشركة كشفت على لسان نائب رئيس التسويق في الولايات المتحدة، شتيفن كانون، أنها تدرس حاليا خططا لبيع السيارات الصغيرة من الفئتين «إيه» و«بي» في الأسواق الأميركية.

ونسبت «أوتو موتور سبورت» الألمانية المتخصصة إلى كانون قوله: «نشعر بأن ثمة توجها نحو اقتناء السيارات الصغيرة. والدليل على ذلك أن سيارات الفئة بي تلقى رواجا في كندا»، مضيفا أن مرسيدس لم تتخذ بعد قرارا نهائيا بهذا الشأن.

واستجابة للاتجاه العام نحو شراء السيارات الصغيرة والسيارات الأقل استهلاكا في الوقود، تعتزم مرسيدس طرح المزيد من هذه السيارات، وهي طرازات مزودة بمحرك ذي أربع اسطوانات وتتضمن نسخا تعمل بالديزل في كل شريحة.

ومن المعروف أن الفئة «إيه» أو «المرسيدس الصغيرة» هي الأصغر بين طرازات السيارات التي تنتجها الشركة. وتنتمي هذه السيارة الصغيرة التي تحمل العلامة التجارية «سمارت» أيضا إلى شركة دايملر وتم طرحها في السوق الأميركية في وقت سابق من هذا العام.

أما شركة سكودا التشيكية التابعة لفولكسفاغن الألمانية، فقد أعلنت أنها تعتزم أن تحافظ، بل وتتجاوز، هذا العام، مستوى إنجازها الذي حققته العام الماضي في سوق السيارات الألمانية المتردية. وقال المتحدث باسم إدارة شركة سكودا في ألمانيا (ومقرها بلدة فايترشتات بالقرب من دارمشتات)، لوكالة الأنباء الألمانية في ماينتس: «إننا نتوقع أن تصل مبيعاتنا حتى نهاية هذا العام إلى 120 ألف سيارة».

كانت مبيعات الشركة في ألمانيا قد وصلت في 2007 عام إلى 118 ألف سيارة. ووفقا لتقديراته فإن حجم التداول هذا العام سيصل إلى 1.8 مليار يورو بالمقارنة مع 1.7. مليار يورو في العام السابق.

وقد قفزت سكودا بهذا الحجم للمبيعات إلى ثاني أكبر مستورد سيارات في ألمانيا، إذ تجاوزت حجم مبيعات شركة تويوتا اليابانية ولم يبق إلا شركة رينو الفرنسية وهي التي تحقق مبيعات أكبر من سكودا التشيكية.

وتعتقد الشركة أنها ستكون أكثر استعدادا من بعض منافسيها لاستقبال عام 2009 الذي سيكون عاما صعبا بالنسبة لصناعة السيارات.