«جاز».. أصغر سيارات «هوندا» وأكثرها احتفاظا بقيمتها

فازت بجوائز كثيرة واحتلت مراتب أولى على مدى 6 سنوات

«جاز».. صغيرة ومريحة («الشرق الأوسط»)
TT

من وقت الى آخر تطرح في الاسواق سيارة جديدة تحمل على الاعتقاد بان الشركات الاخرى التي سبق ان انتجت سيارات منافسة من الفئة ذاتها لم تتمكن بعد من اصلاح بعض عيوبها وجعلها تنافس هذه السيارة الجديدة منافسة الند للند.

هذه الملاحظة تنطبق، أكثر ما تنطبق، على سيارة «جاز» التي انتجتها «هوندا» للمرة الاولى عام 2002. على الرغم من صغر حجمها، سيارة «جاز» رحبة الارجاء من الداخل، جيدة الصنع ومجهزة بمحرك نشط بحيث انها وضعت مقاييس جديدة للسيارات الصغيرة حاولت عدة شركات اخرى مجاراتها في مركبات الفئة ذاتها.

منذ طرحها في الاسواق حازت هذه المركبة الصغيرة القيمة على اكثر من 30 جائزة، واحتلت المرتبة الاولى في فئتها في دليل «جاي دي باور» الخاص بالمستهلكين منذ عام 2004، كما انها من اكثر السيارات احتفاظا بقيمتها على صعيد السيارات المستعملة، اي لدى بيعها الى مشتر ثان، وثالث. اضافة الى كل ذلك احتلت مكانتها بين ثلاث افضل السيارات مبيعا في قطاعها خلال السنوات الاربع الماضية على التوالي، والمتوقع انها ستحذو على هذا النهج خلال السنوات المقبلة، على الرغم من ان بعض نقاد صناعة السيارات تساءل قبل طرحها في الاسواق ما اذا كانت «هوندا» على وشك استبدال هذه التحفة الصغيرة بمنتج أقل جاذبية، كما فعلت سابقا مع افضل انتاجها، ونعني به طراز الصالون الشهير «أكورد» الذي ظل لسنوات يحتل المرتبة الاولى كأفضل السيارات مبيعا في الولايات المتحدة واميركا الشمالية، والعديد من الاقطار العالمية الاخرى، أم ان «جاز» الجديدة ستواصل طريق الشهرة الذي سلكته طوال الاعوام الستة الماضية.

سيارة «جاز» الجديدة لا تبدو، للناظر اليها، مختلفة كثيرا عن سابقاتها. لكنها تستأثر بلمسة جمالية اضافية تميزها عن مثيلاتها، خاصة في عالم يحاول فيه الافراد ان يكونوا اكثر حرصا على التميز عن الآخرين في المشرب والملبس، وحتى في المقتنيات الاخرى. وهذا امر صعب في عالم السيارات، نظرا الى الطرح المستمر في الآونة الاخيرة للسيارات الصغيرة الجميلة منها، على سبيل الذكر لا الحصر، سيارة «فيستا» الجديدة من «فورد» التي سحرت البعض، اضافة الى متانتها وجودة صنعها.

لكن «هوندا» أدخلت تعديلات قيمة جدا على «جاز» الجديدة فقد طورت الطراز الاصلي لهذه السيارة الصغيرة ليصبح اكثر اتساعا في جميع المقاييس، وطرحتها بخيار محركين ، فلم تعد تحتفظ بأكثر من 6 في المائة فقط من مكوناتها الاصلية، اي الاجزاء التي صنعت منها الطرازات القديمة .وفي حلتها الجديدة ما زالت تحتفظ بخزان الوقود تحت المقعدين الاماميين لتأمين سعة داخلية أوفر، فضلا عن عوامل اخرى لم نعهدها قبلا في مثل هذه المركبات الصغيرة. وتتوفر«جاز» بالوان فرحة تثير البهجة في القلوب قد يكون أكثرها شعبية اللون القرنفلي الذي اختارته هوندا لطلاء «جاز» الاصلية به، تلبية لطلب والدة احد نقاد السيارات من الصحافيين المرموقين، وتكريما له ولها.

وكانت «هوندا» قد فرضت بعض الحدود على هذه المركبة التي لولاها لكانت مبيعاتها قد سجلت ارقاما أكبر، الا وهي انتاج «جاز» بثلاثة أبواب، واخرى بمحرك ديزل. لكنها في الطراز الجديد المؤلف من خمسة ابواب قدمت خيارا بين محركين بتروليين، احدهما بسعة 1.2 ليتر، والآخر بسعة 1.4 ليتر، وان كان هناك حديث يدور على ان «هوندا» قد تطلق قريبا طرازا بخيار بين محركي ديزل ايضا.

ويبدو ان محرك سعة 1.4 ليتر قد طور ايضا من المحرك القديم قوة 83 حصانا مكبحيا الى المحرك الجديد قوة 99 حصانا مكبحيا، ما يضفي على السيارة طاقة وتسارعا كبيرين. ومع ذلك تحسن استهلاك الوقود من 48.7 ميل في الغالون الواحد الى 53.3 ميل،وفي الوقت نفسه انخفض ايضا معدل بث العوادم الضارة من 137 غراما في الكيلومتر الواحد الى 123 غراما. وإذا اختار المشتري ناقل الحركة الاوتوماتيكي السداسي السرعات ينخفض هذا المعدل الى 120 غراما في الكيلومتر الواحد.

وما ان تقوم بتجربة هذه السيارة على الطرقات المفتوحة حتى تلاحظ اداءها المميز مع تخفيض معدل التسارع من سرعة الصفر الى سرعة 62 ميلا (100 كيلومتر) في الساعة بنحو 1.5 ثانية بالنسبة الى الطرازات القديمة منها. أي ان التسارع اصبح 11.8 ثوان، مع رفع السرعة القصوى الى 113 ميلا في الساعة مقارنة بـ 106 اميال في الطرازات القديمة. ويتصف هذا المحرك بنعومة وسلاسة فائقتين، وهذا اكثر ما يميز هذه السيارة الجديدة خاصة في السرعات الكبيرة.

وصندوق الامتعة الخلفي واسع بما فيه الكفاية مع حيز للتخزين ايضا تحت الارضية. وتزيد السعة ايضا بمقدار كبير مع ثني المقعدين الخلفيين تماما حتى يتساويا مع الأرض. كل ذلك عبر سحب المقبض بطريقة سهلة جدا.

وعلى الرغم من ان «هوندا» لا تتطلع الى تحول سيارة «جاز» إلى سيارة «إم بي في» صغيرة (ميني) متعددة الاغراض، الا انها تعتبر بديلا عمليا لها، ففيها 10 امكنة مختلفة لوضع اكواب الماء والشراب. وهي تصلح بعزم دورانها، بالمحرك سعة 1.4 ليتر، الذي يبلغ 94 رطل قدم، للنقل داخل المدن وخارجها. وربما يعود ذلك الى طبيعتها السهلة، ومتانتها الجيدة، مع جاذبية خاصة تجعلها محببة من قبل النساء خاصة.

ويقول المراقبون ان السيارة الوحيدة التي قد تنافسها في الاسواق هي «فورد فيستا» ذات الانسيابية العالية وان كانت الاخيرة لا توازيها بالسعة الداخلية المريحة التي تقارب المعقول.