ظاهرة التقشف طغت على أجواء معرض ديترويت العام الحالي

بنتلي ومرسيدس خرجتا عليها بتمسكهما بتقاليد الفخامة

فورد «توروس»
TT

كان معرض ديترويت للسيارات، هذه السنة، أكثر المعارض تقشفا، في تاريخ هذا الحدث البارز في عالم السيارات، فسياسة التقشف لم تطل الإنفاق المعتاد على الدعوات والمآدب، بل لحقت أيضا الإنفاق على الحملات الدعائية.

ولكن سياسة التقشف بلغت أقصاها، في قرار عدد وافر من الشركات العملاقة، مقاطعة هذه المناسبة السنوية، وعدم المشاركة فيها بالكامل. وأبرز هذه الشركات: نيسان، وميتسوبيشي، وسوزوكي، ورولز رويس، وفيراري، وبورشه، ولاند روفر.

وقد لخص رئيس مجموعة جنرال موتورز الأميركية، فريدريك هندرسون، مناخ المعرض هذه السنة، بإعلانه أن شركته، المنتج الأكبر للسيارات في العالم، هامش، لا تستبعد إمكانية طلب المزيد من القروض من الإدارة الأميركية، علما بأن الإدارة الأميركية، كانت قد منحت شركتي جنرال موتورز، وكرايسلر، قروضا بقيمة 13.4 مليار دولار لمواجهة الأزمة الراهنة في قطاع السيارات.

وفيما قال إن «احتمال اندماج جنرال موتورز وكرايسلر، لم يعد موضع دراسة حاليا»، ولم يستبعد «احتمال العودة إلى مناقشة هذا الاندماج في وقت لاحق».

معظم الشركات التي شاركت في معرض ديترويت هذا العام، ركزت على عرض السيارات المقتصدة في استهلاك الوقود، والسيارات الصديقة للبيئة.

وفي هذا الإطار، أزاحت شركة تويوتا النقاب عن نسخة جديدة من سيارتها الهجين، «بريوس»، السيارة الأكثر مبيعا بين مثيلاتها، والتي تشكل الولايات المتحدة الأميركية أكبر أسواقها. بالرغم من ذلك سجلت مبيعاتها في أسواق أميركا الشمالية، العام الماضي، تراجعا نسبته 8 في المائة، لتبلغ 155.369 وحدة فقط.

وبدورها عرضت شركة هوندا، نسخة جديدة من طراز سيارتها الهجين «إنسايت»، التي قالت إن «سعرها سيكون أرخص من سعر منافستها الـ«بريوس». أما شركة فورد الأميركية، فقد اختارت هذا العام إعادة إحياء طراز قديم، كانت قد أهملته، وذلك بعرضها لنسخة جديدة من سيارة «توروس» سيدان، التي كانت من أفضل السيارات الأميركية مبيعا في التسعينات، فيما عرضت جنرال موتورز، ثلاثة موديلات جديدة من إنتاجها، من بينها نسخة من سيارة كاديلاك الكروس أوفر«إس آر إكس»، بدت أكثر ضمورا من سابقاتها، وأكثر تعبيرا عن سيارة المستقبل.

وتأمل شركة جنرال موتورز، أن تفلح سيارة «أكوينوكس» الرياضية الصغيرة، من إنتاج شيفروليه، وسيارة السيدان «لا كروس»، من إنتاج بويك، في منافسة السيارات المماثلة من فئتها المستوردة من الخارج. إلا جناح الفخامة لم يخل من رواده هذا العام، فبالرغم من اهتمامها بتجنب الإنفاق غير المجدي، عرضت شركة بنتلي، في ديترويت، للمرة الأولى، سيارتها المكشوفة «كونتيننتال جي تي سي سبيد»، أقوى سيارة أنتجتها حتى الآن. وتتيح هذه السيارة لمشتريها ستة خيارات، لنوع الخشب المستعمل في تزيين الداخل، وسبعة عشر نوعا مختلفا من الجلود لمقاعدها الداخلية. وبدورها اختارت شركة مرسيدس، أن تتمسك بتقاليد الفخامة، فعرضت هذه السنة، نسخة من سيارتها الرياضية «رس إل آر ستيرلين موس»، المزودة بمحرك جبار، من ثمانية سيلندرات، قادر على تحقيق تسارع من الصفر إلى 186 ميلا في الساعة، خلال 26 ثانية فقط.