فورد تعيد صياغة صورتها كمنتج لكل الأذواق والظروف

«كوغا» إطلالة جديدة على قطاع السيارات رباعية الدفع.. و«فليكس» صالون عائلي متنقل يتسع لـ 7 أفراد

فورد «كوغا».. صغيرة مع إطلالة «إس يو في» («الشرق الأوسط»)
TT

شركة «فورد – أوروبا» ليست، ولم تكن يوما، معروفة بتصنيعها للسيارات الوعرية رباعية الدفع، على اعتبار أن ذلك كان من اختصاص شركة «لاند روفر» المتفرعة عن «فورد» العالمية، (قبل بيعها إلى شركة «تاتا» الهندية).

ولكن «فورد» لم تتأخر في إغلاق هذه الثغرة في إنتاجها، لا سيما بعد أن تبين أن سوق هذه السيارات الرياضية المتعددة الأغراض (إس يو في) ظلت واحدة من الأسواق القليلة المجدية تجاريا. على هذه الخلفية برزت فكرة سيارة «كوغا» الجديدة، بالرغم من أنها ليست السيارة الصغيرة الأولى التي تنتجها «فورد». ولكن فورد، بعد تجربتها المتواضعة مع طرازي «مافريك» و«إكسبلورر»، رغبت أن يبدو الأمر كذلك.

وهكذا، بعد غياب غير قصير عن إنتاج سيارات بدفع رباعي، عادت هذه السيارة الغائبة إلى عائلة فورد باسم «كوغا»، لتتحدى أفضل السيارات الأخرى من فئتها. في الواقع لا تعتبر «كوغا» سيارة وعرية تماما، فهي تميل أكثر لأن تكون سيارة عادية. ويبدو أن «فورد» رفضت أن يبدو داخلها قاسي الملامح، وخارجها متينا ومشيدا، خصيصا لخوض غمار الطرق الوعرة، فلا يوجد فيها حتى ساعد خاص للتحول إلى النسب المنخفضة من تروس السرعة، كما لا يوجد زر لتعشيق الترس التفاضلي المركزي، أو حتى أيضا نظام للكبح الأوتوماتيكي لدى نزول المنحدرات، كسائر السيارات من هذه الفئة. وكانت «فورد» صريحة في الإعلان عن أنها تفضل على كل ذلك، أن تبدو سيارتها الجديدة متواضعة من هذه الناحية، وأن تجعل المشترين المتوقعين لها، وتقدرهم بنحو ستة إلى سبعة آلاف شخص في السنة الأولى، يتجهون بدلا من القيادة الوعرية إلى التنعم بشكلها الجميل، وقيادتها السلسة على الطرقات العادية.

ثم هناك مسألة الطابع الأخضر للسيارة الصديقة للبيئة، فهي ستكون أقل السيارات في فئتها ملوثة للبيئة، فمعدل انبعاث ثاني أوكسيد الكربون من عوادمها يقدر بـ169 غراما في الكيلومتر الواحد. كما تأمل «فورد» أن تحقق استهلاكا اقتصاديا للوقود، يصل إلى 44 ميلا في الغالون الواحد، مما قد يجتذب الزبائن الراغبين في الحصول على سيارة تبدو رباعية الدفع، ولكنها اقتصادية وصديقة للبيئة جدا.

و يبدو أن «فورد» خاطرت بكل هذه المواصفات الموضوعة مقابل تخفيض بعض جوانب الأداء المتوقع عادة من السيارات الرباعية الدفع.

وكانت «فورد» قد عمدت في الآونة الأخيرة إلى تحسين جميع موديلاتها، فقد أعادت النظر كليا في طرازاتها من سيارات «فوكس»، التي تحسنت بهامش كبير على سابقاتها. وفي الواقع ترتكز «كوغا» على منصة «فوكس»، كما تعتمد عليها أيضا في الكثير من قطعها وأجزائها. وتباع «كوغا» بـ20 ألف جنيه إسترليني في بريطانيا.

على صعيد الجودة والأداء تستخدم «كوغا» العديد من المنظومات الميكانيكية الخاصة بـ«فوكس»، والتي جرى تحسينها أخيرا، مما يعني أن السيارة الجديدة يمكنها أن تنافس الإنتاج الياباني في هذا القطاع من السيارات. وعلى الرغم من أن «كوغا» مشيدة على منصة «سي» الخاصة بطراز «فوكس»، و«سي - ماكس» إلا أن قاعدة عجلاتها مددت بمقدار 50 مليمترا، وحدد العرض بين العجلات الجانبية بـ43 مليمترا، كما أنها تعتمد على نظام تعليق خلفي جديد، مما يمنحها خاصية ذاتية في القيادة.

ونظام القيادة على العجلات جميعها يعود إلى نظام «هالديكس» الحديث جدا، أي أنه في معظم الحالات تعمل المركبة بنظام الدفع على العجلتين الأماميتين، إلى أن يحصل انزلاق لإحداهما على الطريق، فتتحول السيارة فورا إلى الدفع، إما على العجلتين الخلفيتين، أو على الأربعة معا.

ولتشغيل السيارة يتوجب الكبس على زر «الطاقة»، ولدى الكبس على هذا الزر يقفز محرك الديزل سعة الليترين إلى الحياة، لتصل قوته حالما يسخن إلى 134 حصانا مكبحيا. وبالرغم من أن زنة السيارة تصل إلى 1.6 طن، إلا أنها تستطيع بلوغ سرعة 62 ميلا (100 كيلومتر) في الساعة، خلال 10.7 ثوان. وفي نهاية العام الحالي ستنضم نسخة أقوى إلى هذه السيارة، بقوة 179 حصانا مكبحيا، عن طريق محرك مؤلف من خمس اسطوانات سعة 2.5 ليتر. والسيارة ناعمة إجمالا، وسريعة بفضل عزم دورانها، الذي يصل إلى 236 رطل قدم، لدى دوران المحرك بسرعة 2000 دورة في الدقيقة. وفي سعيها إلى إعادة تعريف قطاع السيارات للمستهلكين، قدمت فورد موديلها الجديد «فليكس» في معارض السيارات هذا العام.

طراز «فليكس» الجديد يتسع لسبعة ركاب، ويتيح المجال لتحميل المزيد من المتع والأغراض، في حال ثني المقاعد. يعتبر تصميم السيارة فريدا من نوعه، فهو يعيد إلى الذاكرة صورة السيارات العائلية القديمة ذات الصندوق. والسيارة الجديدة سوف تطرح في الأسواق بطرازين: «إس إي» و«إس إى إل»، مع خيارات لبعض الكماليات المحدودة. وسوف تجهز هذه السيارة بمحرك قوته 262 حصانا، من 3.6 ليترات، مؤلف من 6 اسطوانات، كما سيزود بصندوق ناقل للسرعة، أوتوماتيكي، من 6 سرعات، وعجلة قيادة قياسية. ويمكن اختيار سيارة بعجلة قيادة مزودة بكافة الكماليات. وتقدم الشركة أيضا خيار سقف بانورامي بأربعة ألواح زجاجية، في الطراز «إس إي إل»، إضافة إلى بعض الخيارات والكماليات المحدودة العدد لتوفير الإضاءة الطبيعية في الأركان الثلاثة للسيارة.

ويتم فتح اللوح الأمامي في السيارة على غرار فتحة السقف.

ومن ميزاتها أنها ستزود بنظام ملاحة صوتي، ونظام يسهل التزود بالوقود، وصندوق مزود ببراد في الجزء الفاصل إلى جانب مقعد السائق، ونظام إضاءة محيطي مبرمج. وسوف تعكف شركة فورد، هذا العام،على تعديل سيارتها «الفان» كبيرة الحجم، من فئة «سيريس». وتعتبر هذه «الفان» الأكثر مبيعا بين مثيلاتها في السوق الأميركية منذ ثلاثين عاما، وموديلها الجديد، المزود بشبكة جذابة، سوف يطرح مجهزا بعدد من التجهيزات الجديدة، بينها جهاز كومبيوتر، طورته شركة «ماجنتي ماريللي»، مزود ببرامج عمل مايكروسوفت للسيارة. ومن شأن هذا النظام أن يتيح لركاب السيارة إمكانية الدخول بسرعة فائقة على الانترنيت، عبر شبكة اتصالات محمولة فائقة السرعة، ونظام «جارمن» الملاحي.

تجدر الإشارة إلى أن شركة «فورد» خالفت الاتجاه العام لمعظم شركات السيارات العام الماضي، بتسجيلها ارتفاعا غير متوقع في مبيعاتها في السوق الألمانية، على الرغم من التراجع العالمي الذي شهدته مبيعات السيارات، لاسيما في النصف الثاني من عام 2008، بتأثير الأزمة المالية والاقتصادية العالمية.

وقد ذكر بيان لشركة «فورد أوروبا»، صدر في مدينة كولونيا الألمانية، أن مبيعات الشركة من السيارات في ألمانيا عام 2008، بلغت 241 ألف وحدة، أي بزيادة قدرها 2.7 في المائة، مقارنة بمبيعاتها عام 2007.

وأشار بيان الشركة إلى أن زيادة حجم حصة سيارات «فورد» من السوق الألمانية العام الماضي، ارتفع بنسبة 0.3 في المائة، لتصل هذه النسبة إلى 7 في المائة.

في المقابل تمكنت شركة «فورد»، بحسب البيان المذكور، من زيادة حجم حصتها من السوق الأوروبية بمقدار طفيف، وصلت نسبته إلى 0.1 في المائة، لتصل حصتها الإجمالية من السوق إلى 8.6 في المائة. إلا أن بيان الشركة ذكر أن عدد سيارات «فورد» المباعة في الأسواق الأوروبية الـ19 الرئيسية تراجع بنسبة 7.4 في المائة، ليصل إلى 1.44 مليون سيارة. كما أشارت الشركة، في بيانها، إلى رواج حركة بيع طرازها الشعبي «فورد فيستا» التي تم تصنيعها في ألمانيا، حيث تم توزيع أكثر من 61 ألف سيارة «فيستا» داخل السوق الأوروبي، بعد مرور شهرين فقط على بدء بيع هذا الطراز.