التنافس بين شركات السيارات ينحصر في خفض الإنتاج وتسريح العمال.. بانتظار 2011

هيونداي تجدف عكس التوقعات.. بفضل مبيعاتها في الصين

«كيا» من هيونداي...إقبال الصينيين عليها جعل مبيعاتها حالة استثنائية («الشرق الأوسط»)
TT

في وقت تنشر فيه شركات السيارات الكبرى كلها، تقريباً، إحصاءات قاتمة عن استمرار تراجع مبيعاتها من السيارات، خرجت شركة «هيونداي موتور»، كبرى شركات صناعة السيارات في كوريا الجنوبية، عن المألوف سماعه هذه الأيام لتعلن أنها، وشركة «كيا موتورز» التابعة لها، حققتا مبيعات قياسية في الصين خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، فيما توقعت شركة فورد أن تعود مبيعاتها إلى تسجيل أرباح بحلول العام 2011. بالنسبة لهيونداي، واستناداً إلى وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية باعت الشركتان الكوريتان خلال الشهر الماضي 42790 وحدة في الصين بينما باعت «دونجفينج ييدا كيا أوتوموبيل» 17607 وحدة.

وكانت هيونداي أعلنت الشهر الماضي أنها سوف تخفض من نفقاتها خلال عام 2009 الحالي بسبب تراجع الطلب جراء الأزمة المالية العالمية، كما أعلنت أنها ستخفض إنتاجها خلال الربع الأول من العام الحالي بمقدار 30% في فروعها الموجودة داخل كوريا الجنوبية والتي تنتج وحدها 50% من إجمالي إنتاج الشركة بعد أن دفعت الأزمة المالية أسعار السيارات إلى التراجع.

أما بالنسبة للشركات الأخرى فقد تواصلت أنباء التراجع في المبيعات التي ترافقها عادة أنباء عن مزيد من تسريح العمال ومزيد من خفض الإنتاج.

على هذا الصعيد أعلنت شركتا «جنرال موتورز» و«كرايسلر» أنهما تدرسان الاستغناء عن أعداد جديدة من العمال للوفاء بمتطلبات خدمة ديونهما الاتحادية البالغة 13.4 مليار دولار. وذكرت وكالة «بلومبيرغ» الأميركية أن «جنرال موتورز»، أكبر منتج للسيارات في الولايات المتحدة، عرضت التقاعد المبكر على عمالها الذين بلغوا 50 عاماً على الأقل وأتموا عشر سنوات من الخدمة.

وأبلغ مسؤولون في «كرايسلر» وكالة «بلومبيرغ» وصحيفة «وول ستريت جورنال» أن الشركة عرضت حزمة من الحوافز على 26800 عامل يعملون في مصانعها بالساعة. ويشمل عرض شركة «كرايسلر» دفع 50 ألف دولار نقداً للعمال المؤهلين للتعاقد علاوة على إيصال بقيمة 25 ألف دولار لشراء سيارة جديدة. أما شركة فورد فقد كشفت أنها خسرت 5.9 مليار دولار خلال الربع الأخير من العام الماضي وبذلك وصلت خسائر الشركة للعام الماضي كاملا إلى 14.6 مليار دولار.

وقالت الشركة إنها سوف تستغني عن 1200 وظيفة أخرى في وحدة التمويل وأنها ستتخلص من آلاف من الوظائف في ظل استمرار انخفاض المبيعات الذي تمر به.

وخلال الربع الأخير من العام الماضي باعت فورد، في جميع أسواق العالم 1.14 مليون سيارة وخلال العام الماضي بأكمله 5.4 مليون سيارة أي بانخفاض نسبته 18% عن عام 2007. إلا أن فورد توقعت أن تعود إلي تحقيق أرباح في عام 2011.

وفي أوروبا أعلنت شركة بورشه الألمانية للسيارات الرياضية عن انخفاض مبيعاتها خلال النصف الأول من العام المالي 2008/2009 بنسبة 27%.

وكشفت الشركة عن خطط جديدة لتقليص الإنتاج وخفض النفقات دون التخلي عن خطط زيادة حصة الشركة في مجموعة فولكس فاجن إلى 75% خلال العام الحالي.

وأضافت مصادر بورشه أن قيمة المبيعات خلال الفترة الممتدة من أغسطس (آب) إلى نهاية يناير (كانون الثاني) انخفضت ثلاثة مليارات يورو.

وتوقع رئيس بورشه فيندلين فيديكنج تراجع أرباح التشغيل وأشار إلى تأثر إجمالي أرباح بورشه بسبب اعتزامها زيادة حصتها في فولكسفاغن.

وتعتزم بورشه وقف الإنتاج لمدة 19 يوماً قبل حلول العطلة الصيفية وتقليص ساعات العمل لمواجهة تراجع الطلب ولتجنب تكدس السيارات في المخازن.

وبدورها أعلنت فولكسفاغن عن تراجع حاد في مبيعاتها إلا أنها قالت إن نسبة هذا التراجع أفضل حالا من نسبة التراجع المسجل العام الماضي إذ إنه لم يتعدَّ الـ 15% خلال الشهر الحالي، على المستوى العالمي، مقارنة بـ 25% في الفترة المقابلة من العام الماضي.

وأعلنت «فولكسفاغن» عزمها تقليص الإنتاج. وقال متحدث باسمها إن مصنع الشركة الرئيسي في مدينة فولفسبورج الألمانية سيغلق لمدة ثلاثة أيام خلال الشهر الحالي مع خصم هذه الأيام من رصيد العمل الإضافي للعمال.

وكانت فولكسفاغن قررت خفض ساعات العمل لنحو 61 ألف عامل في جميع مصانعها بألمانيا خلال الفترة من 23 وحتى 27 من شهر فبراير (شباط) المقبل. وذكرت الشركة أنها تعتزم الاستغناء عن 400 عامل في مصنعها بجنوب أفريقيا، وخفض الإنتاج أثناء فترة عطلات عيد الفصح بما يتناسب مع التراجع في الطلب.

وتنتج فولكسفاغن سيارتها «غولف» ذات عجلة القيادة في الجانب الأيمن في جنوب إفريقيا بغرض التصدير.

وكانت شركة مرسيدس بنز الألمانية لصناعة السيارات قد أعلنت أيضاً إجراءات جذرية لإعادة هيكلة مصنعها في شرق لندن والاستغناء عن 800 عامل من عمال المصنع البالغ عددهم 3000 عامل.

وعلى صعيد الشركات اليابانية، خفضت شركة هوندا، ثاني كبرى شركات السيارات اليابانية توقعات أرباحها بشكل كبير خلال العام المالي الحالي الذي ينتهي في 31 مارس (آذار) المقبل. وذكرت مصادر هوندا في طوكيو أن التراجع الكبير في المبيعات وارتفاع قيمة العملة اليابانية (الين) تضطرها لخفض توقعاتها لأرباحها الصافية خلال العام المالي الحالي من 185 مليار ين إلى 80 مليار ين (حوالي 888 مليون دولار).

وكانت هوندا قد تمكنت خلال العام المالي السابق من تحقيق أرباح صافية بقيمة 600 مليار ين. في الوقت نفسه توقعت هوندا انخفاض قيمة المبيعات خلال العام المالي الجاري بنسبة 15.9% إلى 10.1 تريليون ين، فيما توقعت الشركة قبل شهر واحد انخفاض قيمة المبيعات بنسبة 10.4%. وأشارت الشركة إلى انخفاض صافي الربح خلال الربع الثالث من العام المالي الحالي بنسبة 89.9% إلى 20.2 مليار ين من أصل مبيعات بلغت قيمتها 2.53 تريليون ين، بتراجع قدره 16.8% عن الفترة نفسها من العام المالي السابق.

وترافق الكشف عن هذه التوقعات مع إعلان هوندا اعتزامها وقف العمل في مصنعها ببريطانيا لمدة أربعة شهور بسبب تراجع المبيعات. وقالت إن العاملين في المصنع، والذين يبلغ عددهم أكثر من 3000 عامل، سوف يحصلون على أجرهم الأساسي بالكامل خلال الشهرين الأولين للإغلاق ثم على 60% منه بعد ذلك على أن يعودوا إلى العمل في أول يونيو (حزيران) المقبل.

وفي الوقت نفسه من المقرر خفض طاقة إنتاج المصنع بعد عودته إلى العمل بنسبة النصف، علماً بأن طاقته الإنتاجية الحالية تبلغ 240 ألف سيارة سنوياً.

ومن جانبها توقعت مجموعة «تويوتا موتور كورب» شركة السيارات الأكبر في اليابان، وصول خسائر تشغيلها خلال العام المالي الحالي إلى 400 مليار ين (4.44 مليار دولار) في حين كانت التوقعات السابقة تضعها بحدود إلى 150 مليار ين فقط.

وذكرت صحيفة «نيكي» الاقتصادية اليابانية أن تويوتا تعاني من تراجع الطلب على السيارات وارتفاع قيمة الين أمام العملات الرئيسية الأخرى في العالم، الأمر الذي سيدفعها إلى تسجيل خسائر تشغيل خلال العام المالي الحالي الذي ينتهي في 31 مارس (آذار) المقبل للمرة الأولى في تاريخها.

كما تتوقع الشركة تسجيل أول خسائر صافية منذ 1963 عندما بدأت تنشر بيانات أرباحها الصافية. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي تراجعت مبيعات سيارات تويوتا في أميركا الشمالية بنسبة 36.7% وفي أوروبا بنسبة 26.6% عن الشهر نفسه من 2007.