الـ«إس يو في» تلمع صورتها التقنية بتقليص حجمها وخفض استهلاكها للوقود

بعد احتدام المنافسة بين السيارات الرياضية متعددة الأغراض

TT

تحتدم المنافسة بين الشركات المنتجة للسيارات الرياضية متعددة الأغراض رباعية الدفع (إس.يو.في) في وقت تواجه فيه انتقادات بأنها «ملوثات للبيئة» وأنها تستهلك كميات ضخمة من الوقود. وهذه الاتهامات حملت شركات السيارات على السعي لإنتاج مركبات (إس.يو.في) أقل استهلاكا للوقود وذلك باستخدام نظام المحرك الهجين وخلايا الوقود والمحروقات البديلة، إضافة إلى توفير المزيد من وسائل الراحة والفخامة والأمان وآخر ما يستجد في عالم التكنولوجيا.

والملاحظ أن السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات نادرا ما تستخدم على طرق غير ممهدة، مما يدعو للتساؤل عن دافع الراغبين في اقتناء سيارة جديدة لاختيار سيارة ذات دفع رباعي ومرتفعة عن الأرض إذا كان مشتريها سيستخدمها داخل المدن فقط.

منذ عام 2005 ظهر اتجاه عام بين شركات السيارات للتحول عن إنتاج سيارات الـ(إس.يو.في) الرياضية الصغيرة لصالح طرازات «كومباكت» رياضية أصغر، تجمع بين خصائص القيادة على الطرق الوعرة وبين خصائص سيارات «الستيشن» التقليدية مثل «بي إم دبليو إكس 3» و«في دبليو تيجوان» و«هوندا سي آر في».

ويستخدم مصنعو السيارات تقنيات مختلفة لتحسين صورة سياراتهم الـ(إس.يو.في) وكفاءتها الاقتصادية وجعلها أكثر ملاءمة للاحتياجات التقليدية للعائلات، مثل نقل أبنائها إلى المدارس أو تحميل المعدات الرياضية.

وتواجه شركات صناعة السيارات الأميركية الكبرى وخصوصا جنرال موتورز، وفورد، وكرايسلر، ضغوطا لإطلاق سيارات أفضل من ناحية الكفاءة الاقتصادية.

وكانت فورد قد قدمت عام 2007 نسخة نموذج أولي من السيارة الكهربائية فورد «إدج». والسيارة مزودة بتقنية خلايا الوقود وخزان هيدروجين ومحركين كهربائيين وبطارية ليثيوم أيون. وهي تزن 2.5 طن ويمكنها قطع مسافة 40 كيلومترا اعتمادا على الكهرباء فقط، وهذه المسافة تغطي معظم التنقلات اليومية للمواطن الأميركي داخل المدينة.

وإضافة إلى ذلك فإن 4.5 كيلوغرام من وقود الهيدروجين تكفيها لقطع مسافة 320 كيلومترا. ولكن فورد تقول إنه لم يتم، بعد، حل المشكلات الفنية الأساسية، وسوف تنقضي فترة ما قبل أن تظهر سيارة الـ«إس.يو.في» هذه في صالات العرض.

أما السيارة لاندروفر « فريلاندر تي دي 4» الجديدة فتتميز بتقنية تشغيل وإيقاف، وتعتبر الشركة أنها ستكون أفضل سيارة رياضية. «إس.يو.في» من الناحية الاقتصادية أنتجت حتى الآن، أما موعد ظهورها على الطرق فقد بات قريبا.

وهذه السيارة تتوقف أوتوماتيكيا عند إشارات المرور وتحول صندوق السرعات إلى وضع عدم التعشيق لمدة خمس دقائق. وإذا رغب سائقها في استئناف القيادة فما عليه إلا أن يضغط على دواسة «الدبرياج» لإعادة تشغيل المحرك. وتقول لاند روفر إن هذا النظام يوفر 10 في المائة من الوقود.

وتخطط بي إم دبليو لنقل تكنولوجيا «إفيشيانت ديناميكس» للاقتصاد في استهلاك الوقود إلى سيارتها ذات المحرك الهجين «إكس 6 أكتيف» كما تخطط مرسيدس لإنتاج سيارة تعمل بمحرك هجين «إم إل 450 بلو». وتتيح السيارة ذات المحرك الهجين، التي تعمل على وضعين، دعما كهربائيا في حال السرعات الدنيا والقصوى وتؤمن الاستفادة المثلى من العزم في مختلف ظروف القيادة.

ونظام المحرك الهجين ذي الوضعين هو حصيلة مشروع تطوير مشترك بين جنرال موتورز، وديملر، وبي إم دبليو، في مركز «غلوبال موتورز كوبوريشن» في تروي في ولاية ميشيغان. وتقول جنرال موتورز إن سيارتها «شيفي تاهو هايبرد 2 دبليو دي» تحقق وفرا في استهلاك الوقود داخل المدينة مثل السيارة تويوتا «كامري» القياسية ذات الأربع اسطوانات.

ومع مطلع عام 2009 كشفت جنرال موتورز عن سيارة «سيلفرادو هايبرد» المجهزة بمحرك هجين. وعرضت شركة ساب أيضا نظام القيادة رباعي الدفع الجديد بالكامل «إكس دبليو دي» في سيارتها «93 ايرو إكس دبليو دي» وهو نظام مصمم لمنع انزلاق العجلات في المنحنيات. وبدورها تستعد شركات السيارات الآسيوية لإطلاق طرازات بنسخ تعمل بالغاز الطبيعي (إل بي جي) للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ومنها سيارات «سوبارو فورستر» و«هيونداي تاكسون». وبموازاة ذلك تحقق تكنولوجيا خلايا الوقود تقدما ملحوظا حمل شركة هيونداي على العمل على إنتاج جيل ثالث من خلايا الوقود لسيارات«تاكسون» و«سانتا في» بما يكفيها لقطع مسافة 600 كيلو متر.

وتخطط نيسان لمبيعات بالجملة لسيارة «إكس تريل إف سي في» التي تعمل بتكنولوجيا خلايا وقود الهيدروجين بحلول عام 2015. وكانت سيارة «ليكزس آر إكس 400 إتش» التي أنتجتها تويوتا أول سيارة رياضية «إس.يو.في» تعمل بمحرك هجين. ومع ذلك فإن تويوتا أطلقت السيارة الرياضية (كروسوفر) «إيربان كروزر» في السوق الأوروبية بشريحة دون السيارة «آر إيه في 4».

ورغم أنها ليست مزودة بمحرك هجين أو محرك يعمل بالغاز الطبيعي تؤكد الشركة أن محركها الصغير الذي يعمل بالديزل لا يطلق من الانبعاثات إلا 133 غراما من ثاني أكسيد الكربون في الكيلومتر.

ويتردد أن أودي ستطرح نسخة من سيارتها الصغيرة الجديدة «كيو 5» بمحرك هجين، وتفيد تقارير بأنها ستظهر في عام 2010، كما أنها ستطلق ما تقول إنه سيكون أفضل محرك ديزل في العالم من حيث حجم انبعاثاته على الطرق السريعة الأميركية في سيارتها «أودي كيو 7 3.0 تي دي آي». وهي تستهلك، في المتوسط، 7.1 لتر في كل مائة كيلومتر، استنادا إلى اختبار أجرته الشركة، وتلائم معايير الانبعاثات الصارمة لولاية كاليفورنيا واتفاقية الانبعاثات الأوروبية للمرحلة السادسة (يورو 6) التي سيبدأ سريانها في عام 2014 رغم أن قوة المحرك تبلغ 221 حصانا.