قطاع سيارات الـ«ستيشن» الصغيرة ينتعش على خلفية تراجع مبيعات السيارات الكبيرة

مصائب قوم عند قوم فوائد.. حتى في عالم السيارات

بيجو 207.. أطول من سابقتها وأرحب مساحة داخلية («الشرق الأوسط»)
TT

في وقت يتراجع فيه إجمالي مبيعات السيارات في العالم، سجلت بعض الشركات تحسنا لافتا في مبيعاتها، وإن كان لا يزال من المبكر اعتباره مؤشرا على بداية نهاية الأزمة العالمية، ففيما أكد «ثلاثي كبار دترويت» (جنرال موتورز، وفورد، وكريسلر) أن أرقامه تراجعت بسبب الخفض الطوعي لمبيعات السيارات (لشركات التأجير والمؤسسات)، الأقل ربحية من البيع بالمفرق، أشارت جنرال موتورز، إلى تنامي مبيعاتها بالمفرق في فبراير(شباط) الماضي، مقارنة بيناير(كانون الثاني)، إضافة إلى تراجع عمليات الجرد لدى وكلائها.

وكشفت الشركة عن تقديراتها الأولية للفصل الثاني وحددت هدفها ببيع 550 ألف سيارة (بتراجع نسبته 34 بالمائة)، فيما أعلنت شركة «فورد» أنها ستواصل تخفيض إنتاجها، وحددت هدفها بإنتاج 425 ألف سيارة في الفصل الثاني، (تراجع بنسبة 38 بالمائة). أما «تويوتا» فقد ذكرت أنها لا تتوقع خفضا إضافيا بعد عمليات خفض الإنتاج، التي كانت قررتها هذا العام. غير أن إدارتها حذرت من أنه «سنشهد على الأرجح نفس (الاتجاه أي تراجع في السوق) مع مرور (أيام) الفصل الأول».

على الرغم من هذا المناخ السلبي، اكتشفت الشركات المصنعة للسيارات سوقا واعدة للسيارات الـ«ستيشن» الصغيرة الحديثة. تجدر الإشارة إلى أنه، وحتى وقت قريب، كان هناك طرازان متوافران في أوروبا من هذه الفئة، هما «سكودا فابيا» و«بيجو 206»، بعد أن توقفت شركة «فولكسفاغن» عن إنتاج طراز «بولو» قبل عدة سنوات، فيما لم تطرح «أوبل/فوكسهول» السيارة «كورسا كارفان» في الأسواق الأوروبية.

ويقول تقرير عن سوق السيارات: إن من غير المستغرب أن يحول المزيد من الناس اهتمامهم نحو السيارات الصغيرة، لأن أسعار السيارات تتجه، بصفة عامة، للارتفاع، كما أن إيجاد أمكنة كافية في مواقف السيارات أصبح مشكلة معهودة في المدن الكبرى. ويعتبر التقرير أن هذه السيارات تأتي في وقتها، وفي الظرف المناسب، فهي توفر أحجاما معقولة من الحمولة، فيما تتميز باستهلاكها المعتدل من الوقود، إضافة إلى إمكانية استخدامها من قبل أسرة كاملة لتمضية العطلة.

وقد استبدلت «بيجو» بسيارتها 206 السيارة 207، كما أن سيارة «فابيا» الجديدة أصبحت أطول بمقدار سبعة سنتيمترات عن الطراز السابق منها، مما يوفر زيادة في حجم السعة داخل السيارة بنسبة عشرة في المائة.

أما سيارة «رينو كليو غراندتور»، أحدث إنتاج شركة «رينو» الفرنسية، فقد زيد طولها بمقدار 20 سنتيمترا عن طرازها السابق، إلا أن سيارة «ميني كلابمان» الجديدة، التي تباع بسعر 19900 يورو (27608 دولار) ليست في الحقيقة جزءا من فئة سيارات «الستيشن» الصغيرة.

وتتطلع شركة «بي إم دبليو»، بدورها إلى إنتاج المزيد من السيارات الـ«ستيشن» أو من السيارات الكوبية الرياضية الأوسع قليلا من سابقاتها.

ووعلى الرغم من أن الشركات المنتجة للطرازات الأكبر مثل مرسيدس «سي» و«تي موديل» تشدد على الجانب المتعلق بالحمولة، فإن السيارات الصغيرة تصمم عادة كسيارات معدة أساسا للاستخدام في الأغراض الحياتية اليومية. وعلى سبيل المثال فإن «بيجو» تطرح نسخة رياضية من هذا النوع هي «إسكابيد»،إلى جانب 207 طراز «إس دبليو». وتتبني اتجاها للتهجين من طرازات فولكسفاغن وتزود السيارات، التي تنتجها، بدعامات لصد الصدمات كبيرة الحجم.

ومما يشجع الشركات المصنعة للسيارات على التوسع في إنتاج هذا النوع من السيارات الصغيرة الحجم نسبيا، كونها رخيصة ومتنوعة من حيث اتساعها وتناسب أسواق جنوب وشرق أوروبا كما أنها تناسب الأسواق الأميركية اللاتينية.