معرض نيويورك 2009: ازدحام الفخامة ترافق مع تفاؤل بقرب تجاوز الأزمة المالية

هيونداي الكورية كانت الأكثر إصرارا على التجديد

جيب شيروكي: هل ينقذ مبيعات كايسلر؟ («الشرق الأوسط»)
TT

الزحمة التي شهدها معرض نيويورك للسيارات كانت زحمة فخامة أكثر مما كانت زحمة سيارات جديدة وجذابة.

معرض نيويورك لعام 2009 كان مناسبة لإزاحة الستار عن العديد من السيارات الجديدة، ومناسبة متاحة لإعراب الرؤساء التنفيذيين لشركات السيارات عن قدر أكبر من التفاؤل في مستقبل صناعة السيارات حتى بالمقارنة مع أجواء معرض أميركا الشمالية الأبرز في مدينة ديترويت في يناير (كانون الثاني).

وكان لافتا أن تتردد في أروقة المعرض أحاديث عن جهود تجري على قدم وساق لوضع خطط لإعادة العافية إلى صناعة السيارات. وكان أبرز مثال يعطى عن ذلك سيارة «جيب غراند شيروكي» التي اعتبر العديدون أنها ستساهم في تجاوز شركة كرايسلر لعثرتها. وشهد المعرض كذلك طرح العديد من السيارات الأخرى المثيرة للاهتمام كان أبرزها: النموذج الأصلي لـ«أكورا زد دي إكس»: يبدو أن ديمون شيل، صاحب الاسم المرموق في مجال تصميم الأطر الخارجية للسيارات، ركز في تصميمه لهذه السيارة على كلمة «كوبيه»، وليس «كروس أوفر». وقد يعود السبب في ذلك إلى أن «أكورا زد دي إكس» هي أحدث سيارة «كروس أوفر» صممت بطريقة جعلتها أشبه بالسيارات الكوبيه أكثر من السيارات الرياضية التقليدية. ورغم أن فكرة إنتاج سيارة كبيرة مع تقليص المساحة المخصصة للأمتعة والحمولة بغية التوصل إلى شكل أكثر انسيابية لا تعكس تصميماً يتميز بالكفاءة، فإن مشاهدة زد دي إكس بجانب أكورا تي إل سيدان يثبت أن التصميم الجديد يشكل خطوة على الطريق الصحيح بالنسبة لشركة صناعة السيارات الراغبة في إضفاء مظهر جديد عليها. ورغم أن السيارة المعروضة لا تعدو كونها فكرة أو نموذجا أصليا، فقد أكد ممثل الشركة في المعرض أنها تشبه إلى حد كبير النسخة المصنعة التي سيجري طرحها في الأسواق. هيونداي نوفيس: من الواضح أن شركة هيونداي الكورية تحصد نتائج جيدة هذا العام فقد فازت بجائزة أفضل سيارة لعام 2009 في ديترويت عن سيارة جينيسس الجديدة. وبعد فترة قصيرة، أطلقت سيارتها الجذابة سوناتا لعام 2009، ما ضمن لها مكانتها كمنافس حقيقي بمجال صناعة السيارات العائلية سيدان متوسطة الحجم. علاوة على ذلك، تتنامى مبيعات الشركة هذا العام، في وقت تتساءل فيه شركات السيارات الأخرى متى ستنتهي الأزمة المالية بتداعياتها السلبية.

في نيويورك، كشفت الشركة عن فكرة تصميم سيارة كروس أوفر طراز «نوفيس»، ما ساعد في توسيع دائرة الاهتمام بالشركة. وتعكس «نوفيس» نظرة على مستقبل تصميم سيارة «سانتا في» الكروس أوفر الجديدة التي تنوي الشركة طرحها في الأسواق في غضون عامين. وتتميز السيارة بأبوابها المجنحة، (أي تلك التي تتوقف عند فتحها على السطح وليس الجانبين)، وبخطوط تحاكي شكل الأمواج. وهي تعتمد على نسخة من محرك «هايبريد بلو درايف» الذي ستجهز به «سوناتا هايبريد سيدان» المقرر إطلاقها عام 2010. كما تضم السيارة بطاريات ليثيوم بوليمر، التي تؤكد الشركة أنها أكثر أماناً وعملية عن بطاريات ليثيوم أيون. جيب غراند شيروكي: تحتاج جيب إلى سيارة من مستوى رفيع للمساعدة في دفع الشركة بعيداً عن حافة الهاوية التي تقف عندها الآن، ويبدو أن «غراند شيروكي 2011» الجديدة قادرة على ذلك. ويوحي الطابع المحافظ نسبياً الذي تتسم به السيارة بأن جيب تنوي التشبث بنمط السيارات الذي تبرع الشركة في إنتاجه: السيارات متعددة الأغراض متوسطة الحجم مزودة بصفين من المقاعد ومستوى جيد من قدرة السحب. وقد تم بناء غراند شيروكي على هيكل معدني جديد تماماً تشترك فيه مع سيارات «إم ـ كلاس» التابعة لمرسيدس بنز. ويتضمن الهيكل نظام تعليق للتحكم في ارتفاع السيارة، حيث يعمل على رفعها وخفضها بمقدار أربع بوصات، علاوة على وجود تصميم داخلي يتميز بلوحة أجهزة قياس مغلفة بالجلد وديكورات من خشب حقيقي. إلا أن السؤال المطروح بشأنها هو: هل ستتمكن جيب من الإبقاء على الأسعار في مستوى معقول بعد تزود سياراتها بهذا الكم الكبير من المميزات؟ كيا فورت كوب: بينما تصعد هيونداي نحو الاستحواذ على مكانة بارزة في السوق، تتطلع شقيقتها كيا للاحتذاء بحذوها، ومثل «فورت سيدان» و«سول كروس أوفر»، تعرض «فورت كوب» التي تتمتع بمستوى رفيع من المظهر والجوهر بالنسبة لثمنها. وبصورة عامة، تعكس السيارات الثلاث استراتيجية كيا الرامية إلى إيجاد مظهر مميز لسياراتها التي تبدي اهتماماً بالغاً بعنصر القيمة. ويضمن المحركان 4 سليندر في «فورت كوب» التغلب على بعض المنافسين، وتقديم مستوى جيد من الأداء فيما يخص ترشيد استهلاك الوقود. مرسيدس ـ بنز إم إل450 هايبريد: تعد «إم إل 450 «أول سيارة هجين (هايبريد) بالكامل تنتجها مرسيدس، ذلك أن بمقدورها السير اعتماداً على الطاقة الكهربية فحسب. وقد جهزت السيارة بمحرك «في إكس» سعة 3.5 لتر مزود بباعثين على الحركة كهربيين مدمجين بجهاز نقل الحركة. وينتج هذا النظام قوة تعادل 335 حصان وعزم دوران بقوة 381 حصان أي ما يعادل 88% من قوة الأحصنة و90% من عزم الدوران الناشئ عن محركات «في8» غير المهجنة التي تنتجها الشركة. ومع ذلك، يستهلك هذا النظام طاقة تقل بمقدار 50% عن «في8»، و30% أقل عن محركات «في6». بورشه 911 جي تي3: بمقدور أي سيارة بورشه الانتقال من السيرفي الشوارع العادية إلى السيرفي ميادين السباقات بسهولة مثيرة للدهشة، وهو أمر يعجز الكثير من منافسيها عن تحقيقه. وتشكل السيارة 911 «جي تي 3» التجسيد الأبرز لهذه الفكرة، حيث تتميز النسخة الجديدة المطورة بنظام تعليق اليكتروني يزيد من متعة القيادة بلا شك. في الوقت ذاته، يضمن محركها 6 سليندر بقوة 430 حصان وسعة 3.8 لتر إمكانية المشاركة بها في حلبات السباق كثيراً. سيون آي كيو: تعطي «آي كيو» صورة أكثر جرأة من تويوتا «آي كيو» التي تسوق حاليا في أوروبا واليابان. وتستهدف هذه السيارة جيل الشباب ممن يعشقون الجديد والمبتكر. وتتسم هذه السيارة بتصميم هاتشباك وهي مزودة بثلاثة أبواب. والملاحظ أنها ذات حجم أكبر قليلاً عن سيارة «سمارت فورتو»، علاوة على أنها تضيف مقعدا ثالثا في الخلف، ليصبح عدد مقاعدها ثلاثة. وهي مزودة بأطر قياس 18 بوصة موضوعة في تجويف بارز وإطار جانبي بارز أيضا، ما يضفي عليها مظهرا أكثر ضخامة من حجمها. ومن المنتظر أن تتخذ سيون قرارها بشأن ما إذا كانت ستبيع النسخة المصنعة من سيارات سيون آي كيو ذات اللون الأصفر البراق داخل الولايات المتحدة، بناءً على رد الفعل الذي سيبديه زوار المعرض تجاه النسخة المعروضة. من جانبه، قال رئيس شركة سيون، مايك هوليس أثناء إعلانه عن السيارة: «إذا ما انضمت هذه السيارة إلى خط إنتاجنا المستقبلي، فباعتقادي أن باستطاعتها بلوغ مكانة كبرى مثل سيارات إكس بي التي ننتجها». سوبارو ليغاسي: تتميز سوبارو «ليغاسي سيدان» ونظيرتها المقفلة، «سوبارو أوتباك»، بعدد أكبر من التجهيزات عن أي من طرز السيارات الأخرى التي يفترض أن تحل محلها. ومن بين أكثر التطويرات إثارة للانتباه التصميم الداخلي الذي أصبح أوسع من جميع الأبعاد تقريباً، والمغلف بهيكل خارجي يزيد في حجمه عن الهيكل السابق. ويتميز الطرازان بهيكل معدني أكثر صلابة ونظام تعليق يضمن قيادة أكثر سلاسة وهدوءًا. وستتوفر سوبارو «ليغاسي» بمحركين من 4 و6 سليندرات في مواجهة بعضهما على نحو أفقي، ويتميز كلاهما بقدر كبير من القوة والترشيد في استهلاك الوقود. فولكس فاجن جي تي آي: إعادة تصميم سيارة حققت نجاحاً هائلاً مثل «جي تي آي» ينطوي على صعوبة بالغة، لكن فولكس فاغن نجحت في تحقيق ذلك من خلال تجنب الاهتمام على نحو مفرط بالتصميم والديناميكيات. السيارة الجديدة تبدو صورة منقحة من السيارة غولف الحالية، ومظهرها أكثر قوة. ومثلما هو الحال مع المظهر الخارجي، لم تبذل فولكسفاغن سوى جهود ضئيلة لتعزيز المظهر الداخلي للسيارة، والذي كان يتميز بالفعل بالرقي وكونه صديقاً للمستخدم. بوجه عام، يمكن القول بأن سيارة «جي تي آي» الجديدة تعد واحدة من أفضل السيارات على الإطلاق من حيث مزج التصميم الرائع والطابع العملي والأداء الرفيع داخل هيكل جذاب بسعر في متناول الكثيرين. نيسان 370Z رودستر: تحمل سيارة رودستر المعدلة التي تطرحها نيسان مجموعة كبيرة من التحسينات للنموذج السابق الذي تحل محله، بما في ذلك تميزها بهيكل معدني أخف وزناً وأكثر صلابة، ما يتيح قيادة أفضل وقدرة أكبر على التعامل مع السيارة. علاوة على ذلك، تتسم السيارة الجديدة بمحرك أقوى وسقف قابل للفتح والطي يتحرك بمجرد لمسة واحدة لأحد الأزرار. تبلغ قوة المحرك 332 حصانا وينتمي لطراز V6 ويتسم بقوة عزم دوران أكبر عن المحرك السابق. كما تحقق السيارة أداءً أفضل في استهلاك الوقود، حيث تقطع 18 ميلا للغالون في المدن و25 ميلاً للغالون على الطرق السريعة من خلال إما ناقل الحركة اليدوي ذي السرعات الـ6 أو الناقل الذاتي ذي السرعات الـ7.