جنرال موتورز تلحق بونتياك بمصير أولدزموبيل وتوقف إنتاج كل طرازاتها

بعد أن كانت ثالث أكبر ماركات الشركة الأميركية

بونتياك «جي تي أو» طراز 2010 آخر العنقود («الشرق الأوسط»)
TT

بنهاية عام 2010 تطوي شركة «جنرال موتورز» صفحة من تاريخها كانت واعدة إلى سنوات قليلة مضت، فقد قررت وقف عمليات إنتاج سيارات بونتياك، بماركاتها العروفة، «جي تي أو» و«فير بيرد» و«ذا ستار شيف» وسيارة «سولستيس»، التي أنتجت مؤخرا كجزء من برنامج التخفيضات الكبيرة التي ستطبقها في سعيها لإعادة هيكلة الشركة وتقليص حجمها، عبر إغلاق بعض مصانعها والاستغناء عن عدد من عمالها وموزعيها. وبذلك تنضم بونتياك إلى أولدزموبيل في حظيرة المجموعات التاريخية التي تحتفظ بها «جنرال موتورز».

بعد عام 2010 سوف يقتصر إنتاج الشركة على أربع سيارات فقط ـ شيفروليه وكاديلاك وبويك وجي إم سي ـ ومن المتوقع أن تقوم بتحديد مصير عربات هامر وساب وساتيورن بنهاية العام الحالي. كما أعلنت أيضا أنها ستعرض أسهما في محاولة منها لخفض دينها الضخم. وحذرت الشركة من أنها تتوقع أن تلجأ إلى الفصل الحادي عشر الخاص بالإفلاس إذا لم تحصل على عطاءات كافية للتبادل بحلول الأول من يونيو (حزيران)، لكن الشركة عبرت عن رغبتها في عدم اللجوء إلى الإفلاس. وسوف تخفض «جنرال موتورز» عدد الطرازات التي تنتجها من 48 إلى 34 في عام 2010. وتخطط الشركة، إلى جانب وقف إنتاج بونتياك، إلى خفض عدد موزعيها الأميركيين من 6246 في عام 2008 إلى 3605 بنهاية عام 2010. أي بتخفيض نسبته حوالي 42 في المائة.

وقالت الشركة إنها بصدد خفض عدد مصانعها في الولايات المتحدة من 47 مصنعا في عام 2008 إلى 34 بحلول عام 2010، ثم إلى 31 بنهاية عام 2012، على أن تعلن عن التفاصيل الخاصة بذلك في مايو (حزيران). كما سيتم تقليص عدد العمال في مصانعها في الولايات المتحدة من 61 ألف عامل في عام 2008 إلى 40 ألفا في 2010 ثم إلى 38 ألفا في بداية 2011. من المتوقع أن تؤدي تلك الخطوة إلى خفض التكاليف البنيوية لـ«جنرال موتورز» في أميركا الشمالية من 30.8 مليار دولار في عام 2008 إلى 23.2 مليار دولار في 2010، وهو ما يزيد بـ1.8 مليار دولار عن الخطة التي أعلنتها الشركة في فبراير (شباط). وسوف تسمح هذه التخفيضات لـ«جنرال موتورز» بالوصول إلى «نقطة التعادل». وهي تتوقع الاستئثار بحصة من سوق السيارات تبلغ 19.5 في المائة هذا العام، ثم الاستقرار عند 18.4 في المائة إلى 18.9 في المائة في الأعوام التالية.

كانت بونتياك ثالث أكبر ماركات السيارات في الولايات المتحدة إبان ذروة نشاط «جنرال موتورز»، التي لم تنتج إلى جانبها سوى شيفروليه وفورد. ومنذ الخمسينيات اشتهرت بونتياك بأنها سيارات الأداء الرخيصة، ومنحت محبي السرعة الفرصة للقيام بالقيادة الخطرة. وقد كانت سيارة GTO مثار رعب في الستينيات، وأسهمت في ظهور حقبة السيارات القوية، حيث كانت تظهر إلى الوجود دوريا سيارات سريعة بمحركات قوية، وأصبحت سيارات «فير بيرد» و«كامارو» أساس ثقافة «البوب» بالظهور في الأفلام والمسلسلات التلفزيونية. وكانت مبيعات بونتياك قد انخفضت في السنوات الأخيرة، ولذلك حولت معظم مصانعها إلى تجميع السيارات من الأقسام الأخرى. غير أن بونتياك اكتسبت احتراما كبيرا في السنوات الأخيرة من خلال سيارتها السيدان «جي 8» الكبيرة والقوية، التي ورثت صورتها من سيارات بونتياك العظيمة، التي أنتجت في السابق. كما أنتجت الشركة طراز «سولستيس»، الذي اعتبر انقلابا في عالم السيارات في عام 2005، ولقي ثناء كبيرا بسبب تصميمه الأخاذ. لكن «جي 8» و«سولستيس» سيتوقف إنتاجهما مع بقية طرازات بونتياك الأخرى.

وكانت أول سيارة بونتياك قد أبصرت النور عام 1926، وذلك في أعقاب شراء شركة «جنرال موتورز» لشركة «أوكلاند موتور كار كومباني»، بمقاطعة أوكلاند بولاية ميتشغان. وخرج أول طراز للسيارة على شكل سيارة مكشوفة (رودستر) مجهزة بمحرك من ست اسطوانات. وآنذاك كانت أولى السيارات التي تطرح بمحرك من ست اسطوانات. وفي الأربعينات، كان إنتاج بونتياك مخصصا لاستخدامات الجيش خلال الحرب العالمية الثانية. في عام 1957 عهد لجون ديلورين، تولي مسؤولية القسم الهندسي. وآنذاك قدمت بونتياك طراز بونيفيل في دايتون. في عام 1959، ابتكرت تصميما جديدا بكامله لهيكل السيارة، واستتبع ذلك إنتاج أكثر العلامات التجارية شهرة للشركة وهما «وايد تراك» و«سبليت غريل». في عام 1964، طرحت السيارة الأسطورية «جي تي أو» وقد اختار ديلورين، هذا الاسم لها انطلاقا من اسم «جران توريسمو أومولوغاتو»، التي تنتجها شركة فيراري. وقد ألهمت هذه السيارة سباقات السيارات، ونوادي السيارات، وألحان فريق «بيتش بويز» والكثيرين.

تجدر الإشارة إلى أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، التي منحت «جنرال موتورز» قروضا عاجلة بقيمة 14.5 مليار دولار، حددت أول يونيو (حزيران) المقبل موعدا أقصى لكي تقدم الشركة خطة مقبولة لإعادة الهيكلة أويتم إشهار إفلاسها.

وفي حال رفض الدائنين فكرة الحصول على أسهم في الشركة مقابل جزء من ديونهم، سيتم إشهار إفلاس الشركة. ولكن الرئيس التنفيذي لـ«جنرال موتورز»، فريتس هيندرسون، قال: إن حوالي 90 في المائة من حملة سندات الشركة سيوافقون على تحويل سنداتهم إلى أسهم فيها بحلول 26 مايو (أيار) الحالي، حتى تتمكن الشركة من تنفيذ خطة إعادة الهيكلة. ويذكر أن «فورد موتور كورب»، ثاني أكبر شركة سيارات في الولايات المتحدة، كانت شركة السيارات الأميركية الوحيدة التي لم تطلب مساعدات مالية حكومية لمواجهة الأزمة التي تمر بها صناعة السيارات في العالم.

بونتياك في سطور

* في عام 1926 أبصرت النور أول سيارة بونتياك

* في عام 1967، كان الظهور الأول للسيارة فايربيرد.

* في عام 1969، تم إطلاق سيارتي «غراند بري»، و«فاير بيرد ترانس إيه إم».

* في عام 1973، إنتاج السيارة غراند إيه إم.

* في عام 1974، حدثت أول أزمة وقود، وانخفضت مبيعات بونتياك بنحو الثلث، إذ اتجه قائدو السيارات إلى بيع السيارات الكبيرة المسرفة في استهلاك الوقود، لصالح سيارات أصغر وأوفر في استخدام الوقود.

* في الأعوام الأخيرة، أخفقت محاولات إنعاش السيارات عالية الكفاءة، وانخفض قيمة سهم ماركات شركة «جنرال موتورز» في السوق.