التجهيزات التكنولوجية لـ «الفئة E».. مساهمة «مرسيدس» في إنتاج السيارة الأكثر مساعدة للسائق

أنظمة تحكم ملاحي ورؤية ليلية وإضاءة أمامية تكيفية

مرسيدس «إى كلاس» كوبيه («الشرق الأوسط»)
TT

قد تكون الميزة الأبرز لأحدث أجيال «مرسيدس بنز» من الفئة إي E- Class)) احتواءها على تجهيزات مساعدة للسائق، تفوق ما يطلبه عمليا. ولكن التحدي الأبرز لها يبقى التفوق على الفئة المنافسة لها من سيارات «بي إم دبليو».

تتفرد سيارات «مرسيدس»، بصورة عامة، بتكنولوجيا جديدة لا تتوافر في معظم السيارات الحديثة، وتقتصر عادة على السيارات الفخمة .أما الفئة E من سيارة مرسيدس، فتضم مجموعة من الأنظمة الخاصة بالتعامل مع الطريق، بحيث تثير انطباعا بأن صناعة السيارات تتجه إلى صنع سيارات تسهم في سلاسة القيادة، أكثر من السائق نفسه.

قائمة الأنظمة الحديثة التي تضمها سيارة الفئة (E) نظام رادار، من نوعية «ديسترونيك»، يعمل كنظام تحكم ملاحي، يمنعك من الاصطدام بالسيارة التي أمامك، إذ تعمد السيارة على التوقف من تلقاء نفسها، بمجرد أن تستنتج أن رد فعل السائق كان متأخرا جدا. وفي حال القيادة على الطرق السريعة، أو الطرق الرئيسية الخالية من إشارات السير، يتولى نظام مساعدة المسارات «هز» عجلة القيادة، كنوع من التحذير، على غرار النظام، الأكثر كفاءة، المستخدم في سيارات «سيتروين سي6» التي تهز مقعد السائق، والمعروف باسم «آرسيترونيك» في عالم هندسة السيارات.

وتضم سيارات الفئة (E) نظام رؤية ليلية. وهو نظام رؤية يعمل بنظام الأشعة تحت الحمراء، يمكن أن يوفر الرؤية الجيدة على الطريق. كما يتخطى النظام نطاق المصابيح الأمامية للتعريف بالبشر أو الكائنات الحية الأخرى الموجودة على الطريق. كما يقوم بنقل الصور الطيفية الخضراء والبيضاء الشبيهة بالصور التي تبث في العمليات العسكرية الليلية إلى شاشة السيارة على لوحة القيادة.

وبين التجهيزات التكنولوجية التي تضمها السيارة نظام مساعدة للنقطة العمياء، يعمل بواسطة أجهزة استشعار رادارية في المصد الخلفي، لكي يضيء مثلثًا تحذيريا في المرايا الجانبية عندما مرور سيارة في النقطة العمياء بالنسبة للسائق. وهناك أيضا نظام الإضاءة الأمامية التكيفية بعيدة المدى، التي تزيد أو تخفض الإضاءة الأمامية في وجه السيارات المواجهة، وتشغل الأضواء الإضافية لرؤية الزوايا الجانبية.. وكي لا يغيب عنها أي نظام مساعدة متاح تقنيا زودت السيارة بنظام حدود السرعة القانونية القصوى الذي يراقب السرعة باستخدام نظام «جي بي إس» ويعرضها على لوحة أجهزة القياس.

وتحتوي السيارة أيضا على نظام «باركترونيك» الذي يستخدم نظام تحذير حول السيارة ككل، وكاميرا عاكسة. وفي حال عدم تمكن الراكب من الجلوس مستقيما، فهناك خيار المقاعد التي تنتفخ وساداتها الجانبية لتعمل على ثباته في مكانه أثناء الانعطاف.

تعتبر سيارة مرسيدس E-Classالجديدة الأفضل بين فئة سيارات (E) التي أنتجت خلال الستين عاما الماضية، غير أنها مع هذه التكنولوجيا تعتبر مثيرة للإحباط على الطريق، فخلال العام الماضي أثارت «مرسيدس بنز» الدهشة عندما أطلقت أحدث أجيالها من نماذج «كومباكت إكزكيوتف، الفئة سي»، التي كانت مشابهة في الروح لسلسلة «بي إم دبليو 3». لذا، كنا على استعداد للتقدم باتجاه التلال والطرق الخالية في الريف المحيط بمدينة مدريد، وقد كانت هناك توقعات كبيرة بأن تقدم سيارة الفئة (E) الكثير من الإمكانيات المماثلة. فالسيارة فئة (C) قادرة على جذب انتباه المشترين، وكذلك جذب انتباه المشترين التقليديين للسيارة «بي إم دبليو» الفئة الخامسة المتوسطة الحجم.

ويمكن قيادة السيارة الفئة E بسلاسة، لكنها تشبه النسخ السابقة منها، فهي لا ترغِّب في قيادتها بسرعة، إذ تعمل جوانبها وعدم دورانها القوي على تصعيب قيادتها بسرعة. ويساعد التحول إلى نظام الإعداد الرياضي في تحفيز سرعتها وسهولة التوجيه وسرعة الاستجابة، لكنها ليست سيارة يمكن الانطلاق بها بسرعة كبيرة، لكي تلتهم المسافات الطويلة داخل المدن. تكمل سيارة E-Class سلسلة سيارات «مرسيدس بنز» إلى جانب سابقاتها من النماذج الجديدة التي تعود إلى ما بعد سنوات الحرب. و منذ عام 1947 باعت شركة «مرسيدس» 12 مليون سيارة من هذا الطراز، فلا غرابة أن تولي «مرسيدس» أهمية كبرى لعملية تعديل النموذج الجديد منها، لتكلل 36 مليون كيلومتر من الاختبارات أجرتها لهذه الغاية.

تسجل السيارة الجديدة خطوة تقنية متقدمة على صانعي السيارات الآخرين، فمحركات الديزل الثلاثة الأخرى ـ اثنان منها ذات سعة لترية بمقدار 2.2 لتر وأربعة سلندرات، والثالثة 3 لترات و6 صمامات، وببعضها شاحنان توربينيان متتاليان ـ رخيصة، وتتميز بمواصفات تفوق متطلبات الاتحاد الأوروبي لخفض الغازات المنبعثة من العوادم، ما يرشحها للاستفادة في المملكة المتحدة من رسم الضريبة المخفضة على السيارات بموجب نظام ضرائب السيارات القائم على درجة بث ثاني أكسيد الكربون. وتتوقع الشركة أن يكون النموذج الأكثر مبيعا في هذه الفئة هو «إي 250 سي دي آي- بلو إفيشنسي»، الذي يستهلك غالونا واحدا من الوقود لكل 53 ميل، بموجب اختبارات الاتحاد الأوروبي، وبإطلاق 139 غراما من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر.

أما نماذج السيارات التي تستخدم البنزين، فسوف تكون أبرزها طرازات «إي 500» ذات الخمسة لترات ونصف مع قوة تقارب 400 حصان، رغم اعتراف الشركة بأن السيارات العاملة بالديزل أصبحت مرغوبة في السوق أكثر من السابق. وتقدر الشركة بأن 86% من مبيعات «الفئة إي» في المملكة المتحدة ستشمل السيارات التي تعمل بالديزل. وتتوقع الشركة أيضا أن يختار 95% من مشتري «الفئة إي» النسخ الأوتوماتيكية لصندوق السرعة، الأمر الذي يزيد من نسبة تسهيلات القيادة التي تقدمها سيارات «الفئة إي» للسائق .